أهم مقومات السياحة في العالم العربي

يتحدث الاستاذ " خالد عفيفي  " قائلاً : تمثل صناعة السياحة عالميا أكبر صناعة في العالم إذ تسهم بما يقارب من 12 بالمائة من الناتج المحلي العالمي وتعد أكبر مشغل للقوى العاملة إلا أنها لاتحظى بهذا الثقل في العالم العربي الذي يمتد من المحيط إلى الخليج ويسكنه أكثر من 250 مليون شخص في 22 دولة .وتحظى الدول العربية بالعديد من المقومات السياحية التي يمكن لو أحسن استثمارها أن تمكن الإقليم العربي من أن يكون طرفا مؤثرا في السياحة العالمية على النطاق العام والسياحة البينية العربية على النطاق الخاص .

أن من أهم المقومات السياحية العربية الموقع الاستراتيجي حيث ان العالم العربي يتوسط الخريطة العالمية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب .

كما ان من أهم المقومات السياحية العربية التنوع الجغرافي وما يحتويه من سلاسل الجبال والقمم الشاهقة والسهول والواحات والأنهار والشواطئ البحرية والصحاري حيث يجذب هذا التنوع العديد من شرائح السياح .

 إلى أن مرور العديد من خطوط العرض الرئيسية المناخية في العالم العربي أكسبه تنوعا في المناخ بين فصول العام إذ يتيح ذلك إيجاد مناطق للمنتجعات والرياضيات الشتوية في المناطق الشمالية وقمم الجبال التي تنخفض فيها درجة الحرارة وتهطل عليها الثلوج .

أن المركز العربي هو مركز الحضارات الإنسانية القديمة منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى الأرض وعاش عليها الإنسان كما انه مهد جميع الاديان السماوية وأن هذا المزيج الحضاري والثقافي أكسب العالم العربي تاريخا راسخا تدل عليه الآثار الشامخة في جميع الدول العربية .

كما أن المقومات الطبيعية والاقتصادية في العالم العربي تحدد من فعاليتها عدد من التحديات والتي من أهمها القوانين والتشريعات التي تؤثر على انتقال السائح بين الدول العربية أو بين الدول العربية والعالم وهي المتعلقة /بسمات الدخول/ والتي لا تزال تمثل تحديا كبيرا لتنمية السياحة البينية أو الدولية .و عددا من التحديات التي تواجه المقومات الطبيعية والاقتصادية بالدول العربية ومنها توفير وسائل النقل بأنواعها لأنها من المتطلبات الأساسية للتنمية السياحية ولكن الوضع الحالي للنقل في الدول العربية غير ايجابي إذ أن هناك تشدد بين الدول العربية بما يتعلق باتفاقيات النقل الجوي والثنائية وما ينتج عنها من نقص في الرحلات الجوية أو نقاط التشغيل .

أن محدودية برامج الجذب السياحي وضعف جودة الخدمات المصاحبة لها وضعف تأهيل القائمين والمقدمين لها في معظم الدول العربية تؤثر سلبا على جهود تلك الدول في جذب السائح العربي أو الدولي ويجب العمل على تطويرها كما أن أسعار خدمات الإيواء الفندقي للسائح العربي في بعض الدول العربية تفوق تلك التي تقدم للسائح الأجنبي .

أن توفير المعلومات والإحصائيات الدقيقة والصحيحة عن/السائح ورغباته/ هي أساس التخطيط السليم للتنمية السياحة المستديمة وأن كثير من الدول العربية تفتقر لمراكز المعلومات الصحيحة التي تسهم في تطوير صناعة السياحة لديها .

وتسعى منظمة السياحة العربية إلى تحقيق عدد من الأهداف أهمها العمل على التنسيق مع المجلس الوزاري العربي للسياحة لتنمية صناعة السياحة في الدول العربية وجذب المزيد من حركة السياحة العالمية وتنمية حركة السياحة العربية البينية.

الى جانب ضرورة تطوير وتنمية الإمكانيات السياحية العربية وإلقاء الضوء على المتاح منها لاستغلالها واستدامتها وكذلك تنشيط البحث العلمي وتشجيعه ونشره وتبادل المعلومات والخبرات بين المستثمرين في المجال السياحي في الدول العربية .