يتحدث الخبير الاقتصادي " علاء عبد الحليم " قائلاً : في البداية يجب ان نعرف ان الاستثمار هو التنمية والانتاج والتقدم والتنمية فالاستثمار نستطيع ان نقول عنه انه منظومة شاملة لكل ماسبق ذكرته ، والعالم يتحدث الان في الاقتصاد حول الميزة التنافسية بمعنى لوكان لديك شئ مميز فيه فعزز هذا التميز فاذا كان لديك ارض حاول ان تستغل تلك الارض وتخرج منها انتاج زراعي متميز لوكان لديك ايدي عاملة كثيفة حاول ان تستغل هذه الثروة البشرية اذا كان لديك موقع جغرافي متميز تستطيع ان تكون نقطة تجارة لوجستية بامتياز او نقطة تجارة دولية فعلى سبيل المثال تمتلك مصر موقع متميز على البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر وتستطيع من خلال هذا الموقع البحري الاستراتيجي ، ان تكون نقطة تجارة دولية بين الشرق وهنا اعني الصين واليابان وبين اوربا وامريكا كما ان مصر لديها نقطة تميز اخرى وهي انها تستطيع ان تكون بوابة افريقيا الى العالم خاصة بعد اتفاقيات تعاون بينها وبين الدول الافريقية واتفاقيات مثل اتفاقية " الكومسا " ، ولذلك اظن ان مصر تحتاج الى استثمارات والعالم الان ينظر الى الاقتصاد وعوالمه بمفهوم دعني اكسب وانت تكسب ايضاً ، والاستثمار قد يتم بصورة جيدة ولصالح كل الاطراف سواء من يقوم بادارة صناعات او المشاريع الانتاجية وهذا مفيد جداً لمصر لانه يحل لديها ملف البطالة عن طريق تشغيل كثيف للايدى العاملة الى جانب يفتح لها اسواق جديدة خارجية وعلاقات اقتصادية طيبة داخل المجتمع الدولى .
ويضيف الخبير الاقتصادي " علاء عبد الحليم " قائلاً : ان النظريات الاقتصادية تغيرت بشكل جذري ففي الماضي كان لابد ان تعتمد الدولة المضيفة للاستثمار على المواد الخام الطبيعية الموجودة لديها اما الان فالوضع تغير تماماً فعلى سبيل المثال تستطيع مصر ان تستورد الان خشب طبيعي من الدول الافريقية وعن طريق العمال المهرة في مدينة دمياط المصرية والمشهورة بصناعة الاثاث تستطيع ان تستثمر في هذا القطاع الهام ولايمكن ان نقول ان العملة الصعبة لاستيراد الخشب كمادة خام لصناعة الاثاث في دمياط مشكلة لاننا لانمتلك العملة الصعبة لاستيراده فهذا خطأ اقتصادي كبير لان هذه الاخشاب تعتبر مواد اولية للانتاج وشركة عملاقة مثل شركة فولكس فاجن للسيارات الالمانية لديها نحو 12 الف مورد منتشرين في جميع انحاء العالم ، فلايوجد دولة الان او حتى شركة تستطيع ان تنتج من الالف الى الياء كل شئ ، واذا رجعنا الى المثال المصري في استيراد الاخشاب من الدول الافريقية وليكن بمبلغ مليون دولار فان العمالة الماهرة من محافظة دمياط تستطيع ان تحول هذه الاخشاب الى منتج عالمي يتم تصديره بمبلغ خمسة مليون دولار لذلك انا اقول ان وجود شركاء وعملاء في كل مكان في العالم اصبح ضرورة استثمارية لاتقتصر على الدول المتقدمة اقتصادياً ولديها احتياطات ضخمة من العملة الصعبة بل اصبح وجود هؤلاء العملاء والوكلاء في الدول النامية ضرورة اقتصادية هامة كذلك .
