فى حلقة اليوم بدأ الاستاذ \عثمان الجوهرى حديثه عن الأمثال الشعبية التى تعتبر من أهم أنواع الثقافة الشعبية في المجتمعات ، فهى متداولة على لسان البشر فى كل وقت و من وكثيرا ما نجدها تتحدث عن عادات وتقاليد واحيانا تاريخ شعب معين و تختلف في مضمونها مع اختلاف مصادرها من حيث اللهجة أو الالفاظ ، فالامثال الشعبية هى الجمل القصيرة والعبارات المختصرة التى تشبه القصة القصيرة وتتحدث عن تجربة معينة مر بها أشخاص في زمن معين ،يتناولها الناس عندما يعيد الزمن نفسه على شكل مختلف من الناس بينما الوقائع التى قيلت فيها هذه الامثال نعيشها في اى حقبة من الزمن ، فهى كنز من التجارب الانسانية التى مرت على المجتمعات من قديم الزمان من خلال حوادث ومواقف استطاع العقل البشرى أن يصوغها بجمل قصيرة ومكثفة الفكرة تنم عن استيعاب الانسان لهذه الحالة وادراكها والفطنة لها ثم صياغتها بطريقة
أدبية وبلاغية.
فالامثال الشعبية من ابرز العناصر الثقافة الشعبية فهى مرآة لطبيعة الناس ومعتقداتهم لتغلغلها في معظم جوانب حياتهم اليومية وهى لا تعكس المواقف المختلفة فقط بل تتجاوز ذلك احيانا لتقدم لهم نموذجا يقتدى به في مواقف عديدة ، كمثال " الهم على كل لون متفرق " و مثال اخر اتت من قصة رمزية " عندما قابل حجا صديقه ليشتكى له همموه فنصحه جحا بان كل من له هموم و يكتبها ثم يلتقوا بعد الفجر و عندما التقى جحا باهل القرية قال لهم هذة الغرفة مليئة بالمشاكل اذهبو وابحثوا عن مشكلتك ، فاصبح كل واحد منهم يرى همموم غيره حتى يجد همه ويرضى به " ومن هنا اتى مثل " رضيت بالهم "من هذه القصة .
و اشار الاستاذ/ عثمان ان معظم الامثال الشعبية تتنتج من الريف و ذلك لقلت التعليم و ترابط الاهالى بعضها ببعض و عدم انتشار وسائل التكنولوجيا بالريف ،فهى احدى الخصوصيات الثقافية التى يتسم بها اهالىالريف وبتنتج من خلال االتجمعات و الجلسات التى تجمع الاهالى من اجل الحكاوى و حل المشكلات و و اخذ الرأى و المشورة من كبار الجلسة وفالمثل الشعبى هو حادث معين او مشكله يشار اليها بجمل قصيرة على لسان كبار السن لا يشترط ان تربطهم صلة بنوع معين من الثقافة ولكن نطقهم لعبارة قصيرة مختصرة من خلال حدث معين قد يؤخذ به على انه قول مأثو يرددها بعد ذلك مجموعة منهم وقد تنتشر مع غيرهم من الاهالى مع وجود اختلافات بسيطة حسب الاسلوب ولهجه .
كما االاستاذ / عثمان ان المثل الشعبى لا يعتبر فقط لون من الوان الفنون الشعبية ولكن له تأثيره على سلوكيات الافراد داخل مجتمع معين ، أحيانا قد يكون التأثير ايجابى وفى بعض الاحيان يكون أثر المثل الشعبى سلبيا يضر بالفرد وبالتالى يضر بالمجتمع الذى يعيش فيه ، بل ساهمة بشكل غير مباشر الأمثال الشعبية في تشكيل انماط واتجاهات المجتمع مما جعلها محور اهتمام عدد كبير من العلماء والباحثين ، فهى تحمل ملامح شعب كامل كأسلوب معيشته أو معاييره الأخلاقية ومعتقداته الدينية ولا نغفل انها قد دخلت في جميع مجالات الحياة .
