CRI Online

رحلة الى بلدة وو تشين العريقة

cri       (GMT+08:00) 2017-02-17 10:38:35

رحلة الى بلدة وو تشين العريقة

إن بلدة وو تشين هى بلدة عريقة مشهورة في جنوب الصين تكثر فيها الأنهار وتمتاز بملامحها المعمارية التقليدية العريقة وثقافاتها المتعددة العريقة. إن السياسة الصحيحة التي تبنتها الحكومة المحلية في البلدة في تطوير البلدة وحماية ملامحها وآثارها القديمة، ومكنت هذه البلدة العريقة بجنوب الصين والتي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة من المحافظة على بشبابها وحيويتها فأصبحت البلدة نموذجا للثقافات الشرقية العريقة.

تقع بلدة وو تشين في مقاطعة تشجيانغ بجنوب الصين. ويمكنك أن تصل إليها بالسيارة من مدينة هانتشو حاضرة المقاطعة بعد ساعة أو أكثر قليلا. بلدة وو تشين تحيطها المياه. فقناة جينغ هانغ العريقة المرتبطة بمدينة بكين ومدينة هانشو تخترق البلدة وتقسمها إلى 4 أحياء شرقية وغربية وجنوبية وشمالية. لذلك تمتاز بلدة وو تشين بخصائص المدن والبلدات في جنوب الصين. حيث بنيت جميع المنازل والبيوت على جوانب الأنهار التي تتشابك مع شوارع البلدة. وفوق هذه الأنهار جسور عريقة. لقد عكست مناظر المنازل والبنايات في بلدة وو تشين الملامح المعمارية الشرقية العريقة. وتشرح لنا مرشدة الزوار ماهية المنازل والبنايات التي تتصف بالميزات المحلية، حيث قالت:.

تسمى هذه المنازل بجواسق على الماء وهى من البنايات المحلية الممتازة بخصائص وو تشين. والأخرى تسمى بالوسائد التي تعوم على الماء. والسبب وراء تسمية هذه المنازل بهذا هو أن هذه المنازل تستلقى على سطح المياه وكأن المياه وسائد ترقد عليها. أما تاريخ هذه المنازل فيعود إلى أكثر من مائة سنة.

يمكن أن نرى هذه الجواسق على مياه الأنهار ببلدة وو تشين. حيث يعيش في هذه الجواسق المواطنون المحليون منذ مئات السنين. هذا ويمتد جزء هذه الجواسق إلى المياه. لذلك فإن أرضية هذه الجواسق منصوبة على الركائز الخشبية أو الحجرية. فتبدو بلدة وو تشين كأنها بلدة تعوم على الماء. عندما تفتح نافذة الجوسق وتطل من النافذة على هذه المناظر الخلابة سوف تشعر بالراحة والمتعة.

ما إن دخلنا بلدة وو تشين حتى شعرنا بالهدوء ، ولا يوجد فيها أي فوضى بشرية إلا صوت خطوات الناس في الطريق القديم الممهد بالألواح الحجرية القاتمة وهنا لا أحد يتكلم بصوت عال ولو في مقهى الشاي أو في المحلات التجارية أو في دار الإقامة وحتى في المنازل، وكأن جميع الناس هنا يتعودون على التهامس بهدوء. زارت الفتاة تشانغ يوان بلدة وو تشين لأول مرة، وأخبرتنا بأنها تحب هذه البلدة كثيرا، وقد أقامت فيها لمدة يومين، حيث قامت من النوم مبكرة صباحا ثم تجولت في البلدة ورسمت رسومات بجانب الجسور أو النهر نهارا، أما في المساء، فجلست في شرفة دار الإقامة، وشربت الشاي مع الأصدقاء وتجاذبت أطراف الحديث معهم أو شاهدت تلك النجمات في السماء الليلية الصافية مع التمتع بالهدوء والراحة المريحة. حيث قال

" لاحظت أن السكان المحليين يحافظون على البيئة الطبيعية بشكل جيد، مثلا تعمل القوارب الصغيرة في النهر يدويا وبدون أي محرك، ولا يستخدم الناس مسحوق المنظفات الصناعية لغسل الملابس من أجل حماية نظافة مياه النهر. وكل هذه الإجراءات لازمة وضرورية ومفيدة جدا لحماية البيئة."

مستمعينا الكرام، نستريح قليلا مع اغنية جميلة وبعدها سنواصل رحلتنا في بلدة وو تشين بمقاطعة تشجيانغ.

إن بلدة وو تشين العريقة تحتفظ بالتقاليد والثقافات العريقة بصورة أكمل من سائر المدن والبلدات. وهذه التقاليد والثقافات العريقة أصبحت روح البلدة. لذلك فإلى جانب الجسور ومياه الأنهار المترقرقة والمنازل ذات الطابع المحلي الخاص فإن التقاليد الثقافية العريقة الكثيفة تجتذب الزوار. وبشأن ذلك قال رئيس البلدة تشانغ جيان لين:

إن الثقافات العريقة التي تمتاز بها بلدة وو تشين هى جذبت الزوار الصينيين والأجانب.

وقد تم تنفيذ سياسة الانفتاح على الخارج في الحيين الشرقي والغربي ببلدة وو تشين. يتواجد في الحي الشرقي عدد من المعارض للتقاليد الثقافية والأثريات في البلدة. مثل معرض جيانغ نانغ للأسرة القديمة ومعرض جيانغ نانغ للتقاليد والثقافات ومعرض جيانغ نانغ للمنقوشات الخشبية والموطن السابق للكاتب الصيني المشهور ماو دون. ورغم أن أحجام هذه المعارض صغيرة، إلا إن ما يعرض فيها يعكس التقاليد الثقافية العريقة في هذه البلدة. إن معمل سان باى جيو القديم لإنتاج الخمر ومصبغة هونغ يوان تاى الصغيرة القديمة هما من الأماكن التي يتوافد عليها الزوار الصينيون والأجانب. مصبغة هونغ يوان تاى يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة. والأقمشة المصبوغة باللونين الأزرق والأبيض مشهورة في العالم، لأن لونها الأزرق مأخوذ من النباتات الطبيعية والأقمشة مصنوعة من القطن لذلك فإن الملابس المصنوعة من هذه الأقمشة لا تؤثر سلبيا على الجلد. أما الرسوم المصبوغة على هذه الأقمشة فتتحلى بالميزات الشعبية المحلية الكثيفة. هناك دكان صغير تابع للمصبغة يعرض فيه مختلف الأنواع من هذه الأقمشة فيمكنك أن تشترى قطعة أو قطعتين كذكرى أو لإهدائها لأصدقائك أو أقاربك.

وفي الحي الشرقي عدة أماكن أثرية مثل معبد شيوى جين قيوان والمكتبة التي كانت يقرأ فيها تشاو مينغ تاى زي ابن الملك ووريث العرش في أسرة مينغ الملكية والبستان المبني في أسرة تانغ الملكية والمزرعة التي بها أشجار الجنكو أو أشجار المشمش وتشوان تشوان وانغ أى مكان لعودة السفن إلى اتجاهها السابق وشوانغ تشياو أي الجسر المزدوج.

صادف مراسلنا زوجين شابين قادمين من مقاطعة خه يانغ يستريحان بجانب الجسر وتبادل معهما المحادثات. وقال الشاب:

"وصلنا إلى هنا أمس. وشعرنا بأن المنظر هنا أفضل مما تصورناه سنمكث هنا ثلاثة أو أربعة أيام للسياحة."

أما زوجته فقالت:

" إن زوجي يحب التصوير والسياحة لأن السياحة تعطينا الراحة. وكان أصدقاؤنا قد قالوا لنا إن المنظر هنا جميل جدا. "

إن جمال بلدة وو تشين وتقاليدها القديمة المميزة تجذب الكثيرين إليها للزيارة والاقامة فيها. هناك شاب وسيم قادم من منطقة منغوليا الداخلية بشمالي الصين ، كان متأثرا كثيرا بجمال بلدة وو تشين المميز منذ زيارته الأولى لها، ثم قرر الإقامة فيها طويلا. والآن فتح دكانا تجاريا صغيرا لبيع ألعاب الأطفال ويشعر بفرح وسعادة. أخبر مراسلنا أن ذلك ليس من أجل كسب الربح، بل لإضافة بعض ألوان المعيشة الجديدة لنفسه ولهذه البلدة القديمة. حيث قال :

"أحب هذه البلدة الصغيرة حبا جما، أقيم فيها ليس لكسب الأموال، بل للتمتع بهذا الهدوء والراحة والسعادة . عندي زملاء هنا، ونحن من نفس الشركة في الماضي، ثم قمنا باستقامة العمل في نفس الوقت، وانتقلنا من مختلف الأماكن إلى هنا للإقامة والعيشة. وفتح كل منا دكانا خاصا لبيع المطرزات اليدوية أو الأدوات التذكارية الشعبية أو الأشياء الأخرى. حياتنا هنا سعيدة ومريحة ."

إن المركبة وسيلة مواصلات للمواطنين عند الخروج إلى الشوارع لأن الأنهار المتشابكة في البلدة هى طرق تنقلهم. لذلك يمكن أن تركب المركبة وتطوف بين الحيين الشرقي والغربي للتمتع بجمال البلدة وهدوئها.

افتتح الحي الغربي رسميا عام 2007. وبالمقارنة مع الحي الشرقي فإن أعمال حماية البيئة والمحافظة على الأثريات خلال عمليات التنمية في الحي الغربي تعتبر أحسن وأكمل. لذلك تم الحفاظ فيها بصورة أحسن على عدة بنايات تعود إلى أسرتي مينغ وتشين الملكيتين تبلغ مساحتها مائتين وخمسين الف متر مربع وأكثر من 70 جسرا على مختلف الأشكال.

وبسبب المساحة المائية الواسعة في بلدة وو تشين ، تقام السوق الشعبية أيضا على سطح المياه، والتى يسميها الناس " بالسوق المائية" ، وأكبر منها في غربي البلدة تبلغ مساحتها المائية 3400 متر مربع ، وفي كل صباح مبكر، تصبح هذه السوق مزدحمة بالقوارب الصغيرة المملوءة بالخضروات والفواكه واللحوم والمتطلبات اليومية المتنوعة لسد حاجة المحليين . قال مسؤول بإدارة السياحة المحلية :

"الكثير من الزوار والسياح يحبون الإقامة في منطقة غربي بلدة وو تشين، لأن هناك توجد السوق الشعبية المميزة التي تبدأ منذ كل صباح مبكر، ويمكنهم أن يشاهدوا الملامح الشعبية ويحسون بالتقاليد الصينية القديمة ما إن فتحوا النوافذ."

وصلنا الآن إلى معمل معالجة شرانق دودة القز بالحي الغربي. والمعمل اسمه يى دا سى وهو يعالج شرانق دودة القز بالحي الغربي وتاريخه يمتد إلى أكثر من مائة سنة. تعرض فيه صور جميع العمليات التي تتم لإنتاج الأقمشة الحريرية بدءا من زرع أشجار التوت وتربية دود القز وجمع الدود واستخراج خيوط الحرير منها حتى نسج الأقمشة الحريرية. ويمكن مشاهدة أشجار التوت القديمة على جوانب الأنهار والتى يعود تاريخها الى أكثر من عشرات السنين. كما يمكن مشاهدة الفن الرائع في المعمل من استخراج الخيوط الحريرية ونسج الأقمشة الحريرية الجميلة.

القطاع السياحي بالحي الغربي يقدم أفضل الخدمات للسياح. فهناك فنادق على مختلف المستويات من فندق بسيط شعبي حتى فندق على مستوى خمسة نجوم. إن جميع هذه الفنادق مجهزة بالمرافق الكاملة.

إذا أردت أن تتعرف على المزيد على التقاليد الشعبية العريقة التي تمتاز بها بلدة وو تشين فإن الاستراحة فيها لمدة أيام هي أفضل الأساليب. إن فندق يه فان تشياو هو فندق صغير والغرف به نظيفة. قالت لنا صاحبة الفندق ليو يان بين بانشراح: "بفضل تنفيذ سياسة الانفتاح في الصين أقمنا هذا الفندق. إن عدد النزلاء على ما يرام وهم قادمون من دول كثيرة مثل ماليزيا وسينغافورة وفرنسا وبريطانيا".

حقا إن بلدة وو تشين بمناظرها الجميلة تجذب حاليا المزيد والمزيد من السياح الأجانب. فخلال السنوات الأخيرة، استقبلت بلدة وو تشين أكثر من 13 مليون سائح ومنهم أكثر من مليون سائح أجنبي، ممثلة المركز الأول في مقاطعة تشجيانغ. إن بلدة وو تشين تمشي الآن في طريق التنمية وحماية الآثار وأصبحت مشهورة بذلك..

أوضح لنا رئيس البلدة السيد تشانغ جيان لين العمليات الفريدة خلال تنمية البلدة والمحافظة على المناظر الأثرية، حيث قال:

" أبدعنا الأسلوب الخاص لحماية المناظر الأثرية. وتمسكنا بالمبادئ الثلاثة عند حماية هذه المناظر. أى حماية الآثار والظروف البيئية والثقافة التقليدية وهى الأهم لأن الثقافة هى روح البلدة."

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي