CRI Online

بقلم زياد سالم عقيل

cri       (GMT+08:00) 2011-12-08 14:22:34
انا واذاعة الصين الدولية

كانت الافكار التي راودتني كثيرة وانا احاول كتابة قصتي مع اذاعة الصين الدولية, وذلك للمشاركة باحتفال الذكرى السبعين لتأسيسها, ثم اهتديت الى الجانب الذي كان يشغلني وبه سابدأ.. انه الصين و اعجابي الشديد بها, فالامر ليس مستغربا, فأنا مثل الكثيرين في هذا العالم معجب بالصين التي استطاعت اثبات وجودها على خارطة العالم, بالرغم من التحديات الكبرى التي تواجهها, وقدمت للشعوب نموذجا حيا يمثل قدرة الشعب الصيني على الخروج من مستنقع التخلف و التبعية, للانطلاق الى ذرى التقدم والتنعم بفضاء الحرية.

ومن منطلق ان المعرفة تولد الحب جاء اهتمامي بالمتابعة والبحث عن مصادر المعلومات حول الصين, وهكذا كنت اقرأ مجلة الصين اليوم و الصين المصورة باستمرار, واية كتب او مطبوعات اخرى تتناول الصين. كان ذلك في سني طفولتي وخلال تفتح منابع الوعي لدي, ثم مرت سنوات كنت فيها اكبر ويكبر معي حبي للصين, وفي احد الايام حين كان عمري بحدود الخامسة عشر تقريبا, استمعت الى صوت اثيري عبر الراديو يقول: هنا بكين.. حينها كانت الاذاعة تسمى اذاعة بكين, ومنذ ذلك التاريخ الى اليوم ما تزال تلك الفرحة تتجدد لدي كلما استمعت الى اذاعة الصين الدولية.. لان ذلك كان فتحا عظيما بالنسبة لي, وتجدد معها حبي لتلك البلاد وتفتحت معه افق جديدة, وبرغم ذلك الزخم من التدفق المعلوماتي الذي يموج به عالمنا اليوم, الا ان هذه الاذاعة لازالت بالنسبة لي ولكثيرين غيري النافذة الاوسع والاقرب التي نستطيع من خلالها رؤية صورة موضوعية لكل مظاهر الحياة في الصين ومتابعة اخر اخبارها وكذلك اخبار العالم .

عبر اذاعة الصين استمعت الى العديد من الشخصيات التي صنعت الاحداث العالمية, ومن خلالها استمعت اول مرة لاغنيات من اوبرا بكين, وعبر اثير الاذاعة كنت استمع مباشرة الى فعاليات الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الصين الجديدة, وعلمت بصدور كتاب في الصين عن العائلة الهاشمية.. أفيدوني عن ذلك? كنت قد وجهت هذا السؤال يوما للاذاعة, وفوجئت بأن يخصص برنامجا خاصا عن هذا الكتاب واستضافة مؤلفه استجابة لرغبتي..

هناك الكثير من المواقف تؤكد بأن هذه الاذاعة تقوم بأعمال تفوق واجباتها كمحطة اذاعية دولة.. فمرة اطلب من الاذاعة الحديث عن فرقة الاكروبات السودانية, التي تدربت في الصين, فيقوم المذيع السوداني السابق يحيى مصطفى باتصالات واسعة وجمع معلومات عن هذه الفرقة الفنية, ويذيع برنامجا عنها, ويرسل لي تلك المعلومات عبر البريد.

و خلال العدوان الامريكي على العراق, وما رافقه من تعتيم اعلامي وتشويه للحقائق, كانت اذاعة الصين وبرغم بعدها جغرافيا عن موقع الحدث, هي الاكثر مصداقية.. لا بل كانت تبث رسائل للاطمئنان عن اخوة عراقيين بناء على طلبات المستمعين.. وحين وفاة الملك الحسين تلقيت رسالة تعزية من الاذاعة. في عام 1995 وخلال انعقاد مؤتمر المرأة الرابع في بكين, غطت الاذاعة هذا الحدث, وتزود المستمعون بالكثير من المطبوعات التي تناولت هذا المؤتمر, و بعد قيام الصين بحظر طائفة فالونغونغ استمعت عبر اثير الاذاعة الى رسالة التاييد التي ارسلتها للاذاعة, كما وبعد عودة هونغ كونغ, وماكاو, وخلال انعقاد اولمبياد بكين.. ووووو احداث كثيرة عشناها مع هذه الاذاعة..ومع مطلع العام الفين, تلقيت مكالمة هاتفية حلمت بها منذ كنت في السابعة من عمري. كانت تلك مكالمة مصدرها اذاعة الصين, تبشرني بفوزي بزيارة الصين, وهكذا لن اتوارى خلف مشاعري, فقد حققت الاذاعة لي حلما عمره سنوات بزيارة الصين, ومنحتني حبا حقيقيا لها, اصبح اكثر قوة وواقعية, وفي كل يوم يتجدد وينبت مزيدا من الحب.

..ها هو قطار الزمن يكاد يطوى بعقود سبعة من عمر هذه الاذاعة, وان استعراضاً لتلك السنوات, يعد قرأة لتاريخ الصين الجديدة, فهذه الاذاعة اليوم تنتهج مبدأ الاعلام الموضوعي القائم على احترام الرأي و الرأي الاخر والحرية في التعبير عن ذلك الرأي, وهي انسانية في توجهها تحترم العقول البشرية و التراث الانساني...ان الواقع الملموس يؤكد ان هذه الاذاعة استطاعت ان تعكس صورة واضحة و صادقة عن الصين و حياة الشعب الصيني, وان بثها بكل تلك اللغات وبمختلف وسائل البث, مكنها من بناء جسور من التواصل الدائم والمتجدد مع مختلف الشعوب, وذلك لتعميق التفاهم وتحقيق الصداقة والسلام في العالم.. دعوني اخبركم الحقيقة: ان تلك الاصوات المنطلقة من بكين لا تتلاشى ابدا.. بل تتحول الى محبة و صداقة نحو الصين .

* رئيس منتدى أصدقاء راديو بكين الدولي في الاردن.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي