CRI Online

بقلم مروان سوداح

cri       (GMT+08:00) 2012-02-23 15:05:41
زيارة وإحياء لذكرى

الوفود الصينية التي تتقاطر لزيارة الاردن، إنما تشي بمزيد من التطور في العلاقات الثنائية، برغم التطور الكبير الذي وصلت إليه هذه العلاقات في جميع الحقول والميادين. وقد كان للقاء الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني، مع رئيس وأعضاء الوفد البرلماني الصيني (المجلس الوطنى لنواب الشعب الصيني)، معنى كبير فاض بالمعاني لجهة العلاقات الإستراتيجية التي تربط الدولتين والشعبين ومستقبلهما. منذ أواخر العام الماضي، نوّهت في مقالاتي المتواصلة المنشورة الى الذكرى الـ(35) لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين عمّان وبكين وضرورة الإحتفال بها على أوسع نطاق، في وقت لم يكن أحداً يُشير فيه الى هذه الذكرى، لا في التصريحات الرسمية لكلا الدولتين، ولا في وسائل الإعلام لديهما، وإنها لمسرة حقاً وسعادة أن أطالع اليوم الأنباء في الإعلام الاردني والصيني عن هذه الذكرى الكبيرة إتصالاً بزيارة نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصيني (هان تشي ده) الى الاردن، تزامناً مع مرور(35) عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين العاصمتين. فقد كانت الخطوة الأولى في إرساء بكين لعلاقاتها الشاملة مع دول العالم والاردن، دخولها عضواً في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة والإزاحة التي تمت لتايوان عن كواهلنا بعد تسلطها بدعم أمريكي على العالم وعلى تفكيره، وهي التي لم تكن وليست سوى جزيرة صغيرة لا تمثل الأمة الصينية الضخمة والعريقة والعظيمة، التي يحيا معظمها ويُبدع إختراعاتٍ واتصالاتٍ على البر الصيني المتصل.

إهتمام الاردن بالصين يتواصل على أرفع المستويات وأرقاها، وقد أكد هذا المحتوى لقاء جلالة الملك بالجانب الصيني. فالإهتمام الملكي بالصين قديم ومتجذر، وقد أعرب جلالته عن ذلك خلال زيارته الأخيرة، السادسة، التاريخية الى الصين، وهو الى ذلك اهتمام يَنعكس على الواقع المُعاش للشعب الاردني، فيجد الترحيب والتأييد في أوسع وأعرض الأوساط المحلية والوطنية المختلفة، لكون روابطنا بالصين عميقة الجذور، لا يمكن أن تمحوها جرّة قلم، ولا تصريحات ناشزة من هنا وهناك، ولا مفردات غير موزونة تنطلق من فبركات مفضوحة ومدفوعة مسبقاً من جهات خارجية مُستترة، تقبع وراء البحار والمحيطات، وهي تتحين الفرص للإنقضاض علينا وعلى منجزاتنا الاردنية التاريخية، وكذا على منجزات الصين الحليفة وواقعها المندفع دون توقف الى السناءِ أيضاً.

نقرأ في تصريحات جلالة الملك بالنص ما يلفت الإنتباه ويشد الى قراءة متأنية، ومن ذلك إشاداته "بالمستوى المتميز الذي وصلت إليه علاقات التعاون الإقتصادي بين البلدين"، ؤتأكيدت جلالته "حرص الأردن على حضور صيني إقتصادي وثقافي في المنطقة، لما للصين- وفقاً لجلالة الملك وبُعد بصيرته السياسية- من دور بارز في قضاياها". الملك لا يكل بدعواته الى مزيد من التعاون مع الصين، ويقول "أن الاردن يتطلع إلى تعزيز التعاون مع الصين، من خلال زيادة المشاركة الصينية في المشاريع الحيوية الأردنية، وخصوصاً في حقول النقل والطاقة والمياه"، ويتطرق جلالته الى الدور الصيني في المنطقة بالتأكيد على أهميته القصوى، فيشير الى "أهمية الدور الصيني في عملية السلام في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بدعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على التراب الوطني الفلسطيني".

marwansudah@hotmail.com

• رئيس الإتحاد العربي الدولي الالكتروني للصحفيين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي