CRI Online

مبادرة "الحزام والطريق" -- بين الحلم والواقع المعاش

cri       (GMT+08:00) 2017-05-18 09:19:43

بقلم ديلمي الطاهر من الجزائر

قبل آلاف السنين استكشفت الشعوب العديد من طرق التبادل التجاري والإنساني التي ربطت الحضارات الأسيوية والأوروبية والأفريقية الكبرى ، فأطلقت الأجيال على تلك الطرق "طريق الحرير"وعلى مر السنين تم توارث روح طريق الحرير .

إن التشارك في بناء "الحزام والطريق" مبادرة طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال زيارتيه لكازاخستان سبتمبر عام 2013 ولإندونيسيا أكتوبر عام 2013، ويعتبر خطوة هامة تتخذها الصين من أجل تعميق الإصلاح والانفتاح نحو غرب الصين و الذي يمتد من إلى منطقة الخليج مرورا بجنوب شرقي آسيا والمحيط الهندي والبحر العربي، يشكلان حزاما اقتصاديا يجلب الفائدة على أساس المنفعة المتبادلة والكسب للجميع ويتميز بطابع الانفتاح والاستيعاب ، ويهدف إلى تجسيد وتكريس قيم طريق الحرير القديم الذي مكن الدول الواقعة في قارتي آسيا وأوروبا من تبادل السلع والتقنيات والأفراد والأفكار، مما أدى إلى دفع التنمية الاقتصادية والثقافية والتقدم الاجتماعي وتعزيز التحاور والتفاعل لهذه الدول، مما يوجب على المجتمع الدولي اليوم الارتقاء بروح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والاستفادة المتبادلة والصمود أمام الصعوبات، وإضفاء مقومات عصرية عليها لإحيائها وتكريس قيمتها في العصر الحديث، بما يحقق ثروات جديدة ماديا ومعنويا للمجتمع البشري.

في يوم الأحد الرابع عشر من شهر مايو الحالي تم بالعاصمة الصينية بكين افتتاح قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي بعنوان " يدا بيد لدفع بناء الحزام والطريق" حيث ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة في مراسيم الافتتاح مشيرا إلى أن طريق الحرير القديم يمتد إلى عشرات آلاف الأميال ويعود تاريخه إلى ما قبل ألف سنة وقد رسم طريق الحرير بين جميع الدول روح السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والاستفادة والتعلم والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك ، حيث أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على النقاط التالية :

- أن الحزام والطريق يعتبر تراثا ثمينا لا يقدر بثمن للحضارة الإنسانية حيث ترك العهد القديم للصين و الرحالة الصينيون و الأوربيون والعرب آثارهم التاريخية هو توطيد أواصل الصداقة وتعزيز تجارتهم والتعرف على العالم بقلوب صادقة .

- أن حاضر البشرية اليوم يمر بمرحلة التطور و التنمية والإصلاح في شتى الميادين والتغيير من ناحية تاريخية وواقعية ، فالبشرية تعيش اليوم في عالم من التحديات وبروز قضايا ساخنة إقليمية و عدم الاستقرار الدولي و ظاهرة الإرهاب و عدم توازن السلام والتنمية في العالم ، موضحا أن نمو الاقتصاد والتنمية العالمية بحاجة إلى قوة تحرك جديدة وإلى كثير من التوازن ، لأنه يجب العمل على تقليص الفجوة بين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة .

- أن بناء "الحزام والطريق" يهدف إلى توحيد الاستراتيجيات وتكامل الأهداف ، كما أن الصين تسعى جاهدة لتنسيق سياساتها مع الدول المعنية مثل الرابطة الاقتصادية الأسيوأوروبية والخطة العامة للتواصل والترابط و" طريق النور" و" ممرات الوسط " و"طريق التنمية " و"الممران والدائرة " و"المركز الاقتصادي الشمالي لانجلترا " و" طريق الكهرمان " وغيرها.

- أن الصين قامت بتوقيع اتفاقيات تعاون مع أكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية ، وقامت أيضا بالتعاون في مجال الطاقة الإنتاجية مع أكثر من ثلاثين دولة ، وسوف تقوم الصين بتوقيع المزيد من اتفاقيات التعاون وخطط العمل والتعاون التجارية مع أكثر من ستين دولة ومنظمة دولية خلال هذا المنتدى للتعاون العملي في هذا الإطار و يتعلق الأمر بمشروعات النقل والمواصلات والبنية التحتية والطاقة ، وخدمات الاتصالات والجمارك والفحص والحجر الصحي، وأيضا تشمل مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعات والتجارة الإلكترونية والمجال البحري والاقتصاد الأخضر، و تعميق التعاون الخاص بالقطارات الصينية الأوروبية، ودفع هذه المشروعات لتنطلق وتحقق نتائج مرضية مستقبلا في أسرع وقت ممكن .

- أن بناء الحزام والطريق أساس للازدهار لأن الصين تعمل مع الدول المعنية على تسريع بناء مشاريع السكك الحديدية والشبكات والطريق السريع المعلوماتي والقنوات البرية والبحرية والجوية والموانئ وتطبيق العديد من مشاريع التواصل والترابط بين الدول في الوقت الحالي التي تتشكل شبكة البنية التحتية المتكاملة بقيادة الممرات الاقتصادية بين الصين وباكستان وبين الصين ومنغوليا والجسر الآسيوأوروبي الجديد وغيرها من الممرات الاقتصادية .

- أن الصين تسعى مع الدول المشاركة لاستمرار وتحسين قوة تسهيل التجارة والاستثمار ، وبفضل هذا السعي المشترك تقلصت مدة إيصال المنتجات الزراعية من كازكستان وغيرها من دول آسيا الوسطى إلى أسواق الصين بــ : 90% ، حيث بلغ إجمالي حجم التجارة بين الصين والدول المطلة على الحزام والطريق ثلاثة تريليونات دولار أمريكي خلال عامي 2014 و 2016 ، وفاق إجمالي الاستثمارات الصينية في الدول المطلة على الحزام والطريق خمسون مليار دولار أمريكي ، وأقامت المؤسسات الصينية ستة وخمسون منطقة اقتصادية وتجارية للتعاون في أكثر من عشرين دولة وخلقت مائة وثمانون ألف وظيفة و 1.1 مليار دولار أمريكي من الضرائب للدول المشتركة .

- أنه يجب علينا أن نجعل من "الحزام والطريق" طريقا للسلام والتعاون والنجاح المشترك والازدهار وبث الطاقة الكامنة لجميع الدول لتنفيذ التعاون الصناعي على أحسن وجه من أجل بناء المشاريع الكبرى على أساس الحوار وعدم الانحياز بين جميع الدول و المناطق المطلة على طريق الحرير القديم

- كما يجب بناء نظام الضمان المالي وشبكة الخدمات المستقرة والدائمة والتي تستطيع التغلب على كل المخاطر و يتعين على الجميع تعزيز وتحسين المواصلات والطرق البرية والبحرية والجوية والشبكية وبناء المدن المركزية والمشاريع الرئيسية وربط شبكات السكك الحديدة وبناء شبكة الطاقة العالمية عبر الحدود الإقليمية وتحويل "الحزام والطريق" وطريق الحرير في القرن الواحد والعشرين إلى طريق الانفتاح والابتكار والحضارة ليصبح طريقا للنزاهة وجعله منصة للتعاون المفتوح في مجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي و التكنولوجيا الرقمية ، وبناء المدن الذكية ، وتوريد السلع العامة و بناء مجتمع متعدد المصالح وحماية النظام التجاري المتعدد الأطراف ودفع منطقة التجارة الحرة وتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار وتحقيق أحلام الشباب في عصر الانترنت للأجيال القادمة ، وبناء آليات التعاون الثقافي المتعدد المستويات و توسيع مجال تبادل الطلاب ، واستخدام مركز الأبحاث والتراث التاريخي والثقافي بشكل جيد وتعزيز التبادلات بين البرلمانات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشعوب وتعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الفساد .

- أن الصين مستعدة لتطوير التعاون الودي مع جميع الدول وتقاسم خبرات التنمية مع كافة دول العالم على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي ، إلا أنها لن تتدخل في الشؤون الداخلية ولن تصدر للخارج النظم الاجتماعية والأنماط التنموية أو تفرضها على الآخرين ، كما أنها لن تسلك طريق النزاعات الجيوسياسية القديمة ، ولن تشكل عصابات صغيرة تمس بالاستقرار، بل تسعى لبناء أسرة كبيرة تتسم بالتناغم والتعايش .

- أن الصين ستزيد من الدعم المالي لبناء "الحزام والطريق"، وستقدم مائة مليار يون صيني كمبلغ إضافي لصندوق طريق الحرير وتشجع المؤسسات المالية من أجل تحفيز أعمال الصناديق الخارجية ليصل حجمها حوالي ثلاثمائة مليار يوان صيني ، وسيقدم بنك التنمية الوطني الصيني وبنك التصدير والاستيراد قروضا تقدر قيمتها ب250 مليار يوان صيني و130 مليار يوان صيني على التوالي لدعم التعاون في مجالات بناء البنية التحتية والطاقة الإنتاجية والأعمال المالية ، و تطوير علاقة الشراكة الاقتصادية والتجارية على أساس المنفعة المتبادلة والفوز المشترك ، والتشاور حول اتفاقيات تجارة حرة أثناء فترة انعقاد المنتدى وستقيم الصين معرض الصين الدولي للاستيراد .

- أن الصين ترغب في تعزيز التعاون في مجال الإبداع والتعاون التكنولوجي وإجراء تبادلات إنسانية وثقافية وتكنولوجية مع مختلف الدول ، وتفعيل الخطة التنفيذية للحزام والطريق ، وإنشاء مختبر مشترك ، وأن الصين ستستقبل خلال السنوات الخمس المقبلة 2500 من العلماء الشباب لإجراء بحوث علمية، وتدريب 5000 متخصص في التكنولوجيا والإدارة، وتحريك 50 مختبرا مشتركا ، كما أنها ستوفر مساعدات مالية بقيمة ستين مليار يوان صيني للدول النامية والمنظمات الدولية المشاركة في بناء الحزام والطريق خلال السنوات الثلاث المقبلة ، وستقدم للدول النامية المطلة على الحزام والطريق مساعدات غذائية طارئة بقيمة ملياري يوان صيني، وستقدم مليار دولار أمريكي لصندوق التعاون الجنوبي الجنوبي، وستقوم بتنفيذ سلسلة من المشروعات وتأسيس 100 دار سعيدة، و100 مشروع لمساعدة الفقراء، و100 مشروع لشفاء المرضى للدول المطلة على الحزام والطريق، إضافة إلى توفير مليار دولار أمريكي للمنظمات الدولية المعنية لتنفيذ المشروعات التعاونية ، وستبني الصين الآلية الاستمرارية بعد قمة المنتدى الدولي للحزام والطريق، ومركز بحوث التنمية المالية، ومركز تعزيز البناء، ومركز التمويل والتعاون المتعدد الأطراف مع البنوك المتعددة الأطراف ، ومركز بناء القدرة مع صندوق النقد الدولي، وشبكة الانترنت مع المنظمات الشعبية مع الدول المطلة على الحزام والطريق الذي سيتم بناؤه عبر التشاور المشترك والجميع سيشارك في التمتع بثماره .

وقد قدمت أكثر من مائة دولة ومنظمة دولية عبر العالم مساندتها لمبادرة بناء "الحزام والطريق" منذ طرحها قبل أربعة أعوام ، حيث أصبحت هذه المبادرة واقعا معاشا وتحرك فعلي ويتجلى ذلك في إدراج الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وغيرهما هذه مبادرة في مضمون قراراتها المهمة .

كما ألقى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي كلمة في الاجتماع الرفيع المستوى الكامل لقمة منتدى الحزام الطريق للتعاون الدولي وأكد أن تنسيق السياسات وترابط المنشآت وتسهيل التجارة والاستثمار والتواصل بين قلوب الشعوب هو مفتاح بناء "الحزام والطريق" داعيا إلى التركيز على هذه المحاور وبلورة التوافقات ورفع مستوى التعاون والتشاور بشكل شامل وبناء منصة التعاون الجديدة لتعود المنفعة على جميع الدول المطلة على الحزام والطريق وشعوبها ، ومن أجل ذلك طرح تشانغ خمسة اقتراحات مبينة كما يلي :

01 - زيادة توثيق و تنسيق السياسات لتمتين الأساس السياسي لبناء"الحزام والطريق" باستمرار، وزيادة تعميق الثقة السياسية وتعزيز التبادلات الرفيعة المستوى وتحقيق الالتحام بين استراتيجيات التنمية وتكامل المزايا والمشاركة على قدم المساواة والسعي إلى التنمية والمنفعة المشتركة ، بالإضافة إلى تحديد خارطة الطريق والجدول الزمني للتعاون .

02 - زيادة ترابط المنشآت وإكمال شبكات البنية التحتية لبناء الحزام والطريق، ودفع الترابط البري والبحري والجوي وتعزيز تنسيق السياسات والخطط والمعايير، وبناء نظام البنية التحتية الحديثة بشكل مشترك.

03 - زيادة تعزيز تسهيل التجارة وإعداد سوق مليئة بالحيوية لبناء الحزام والطريق. وقد بلغ حجم التجارة بين الصين والدول المطلة على الحزام والطريق في عام 2016 ما قدره 1.07 ترليون دولار أمريكي وبلغت الاستثمارات الصينية المباشرة لدى هذه الدول 14.5 مليار دولار أمريكي. ويجب زيادة دفع تسهيل التجارة والاستثمار وتوسيع الانفتاح المتبادل للأسواق وبناء شبكة التجارة الحرة بشكل يسهم في النمو الاقتصادي الإقليمي والعالمي .

04 - زيادة تسهيل تداول الأموال وإكمال نظام تمويل واستثمار متعدد الأبعاد باستمرار، ومواصلة الإبداع في أنماط التمويل والاستثمار وبناء منصة مالية متعددة المستويات وتشجيع المؤسسات المالية التجارية على فتح فروعها والعمل لبناء نظام مالي مستقر ومستدام وقليل الخطر وطويل الأمد يخدم بناء الحزام والطريق.

05 - تعزيز التواصل والتفاهم بين الشعوب وبناء جسر الصداقة بين الدول المطلة على الحزام والطريق باستمرار وتحويل إلى طريق حرير أخضر، ويجب نشر روح طريق الحرير القديم في القرن ال21، من خلال زيادة تعزيز التبادل الثقافي وإجراء التعاون في مجالات التعليم والتكنولوجيا والثقافة والإعلام والطب والصحة والتبادلات الشعبية وتعزيز التعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة والتواصل بين الدول والشعوب وبناء منتجات سياحية تتميز بخصائص طريق الحرير، والدعوة إلى أنماط الحياة والإنتاج الأخضر والمنخفضة الكربون .

وأكّد تشانغ أنّه من المتوقع أن تستورد الصين سلعا بقيمة 8 ترليونات دولار أمريكي وتضع استثمارات بقيمة 750 مليار دولار أمريكي في الخارج خلال السنوات الخمس المقبلة وتجذب 600 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات الأجنبية ، ويبلغ اجمالي عدد السياح الصينيين إلى الخارج 700 مليون سائح، معبرا عن ترحيب الصين بتقاسم دول العالم فرص تنمية الصين الكبيرة، حيث تتشارك جميع الدول في المشاورات والبناء لمشاريع الحزام والطريق وتقاسم ثمار البناء. وعبر عن أمله في أن يقدم الحاضرون المزيد من المساهمات والعقول لدفع بناء "الحزام والطريق" وبناء كيان يسوده المصير المشترك للبشرية .

أصداء وأراء اليوم الأول من منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي :

- أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جويتريس في مراسيم الافتتاح على أنه وعلى الرغم من أن مبادرة الحزام والطريق وأجندة التنمية المستدامة لعام 2030 مختلفتان من حيث الطبيعة والنطاق، إلا أنهما كلاهما يسعيان إلى تحقيق التنمية المستدامة ، وتوفير الفرص، وتحقيق الفوائد المشتركة، وتعميق الترابط بين الدول والمناطق معتبرا أن الدول المطلة على الحزام والطريق ستستفيد من المبادرة التي ستلعب دورا مهما في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.

- اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة ألقاها في افتتاح قمة هذا المنتدى أن شعوب قارة أوراسيا تتبادل التواصل والتعايش فيما بينها بصورة سلمية منذ قدم الزمان ، وأن التفاهم والثقة المتبادلة والصداقة التقليدية بين الشعوب مهمة جدا للتعاون في القرن الحادي والعشرين، وخاصة أن عالم اليوم يواجه تهديدات وتحديات مختلفة، مؤكدا أن هذه المشاكل لا تحل إلا بالنمو المستقر للاقتصاد العالمي بأسره، وأن التكامل الأوراسياوي يتقدم بصورة منظمة في الوقت الحالي، ويتم تطبيق العديد من المشروعات، وأن الدول الأعضاء بالاتحاد الاقتصادي الأوراسياوي كلها تؤيد مبادرة "الحزام والطريق"، وأن مقترحات الرئيس شي جين بينغ في مجالات الطاقة والنقل والمواصلات والبنية التحتية والصناعة والتبادلات الثقافية والإنسانية والتي طرحها في كلمته في افتتاحية القمة جاءت في وقتها المناسب، ما يعكس موقف الصين المبتكر لقضية التكامل.

- أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمة ألقاها أن بلاده تقع في نقطة التقاء قارتي آسيا وأوروبا، وتلعب دورا مهما على طريق الحرير بسبب ميزتها الجغرافية الفريدة ، وأن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية وخطة "الممر الأوسط" التركية لديهما أهداف مشتركة، وإن بلاده مرتاحة بشكل كبير لأن تعمل مع الصين لتحقيق هذه الخطة التاريخية العظيمة وأن الجانب التركي يرغب في تعزيز التعاون العملي مع الصين ودول أخرى مطلة على طول الحزام والطريق، معبرا عن ثقته بأن "الحزام والطريق" سيصبح طريق للفوز المشترك تدعم السلام والاستقرار وأن بلاده ستبذل كل جهودها للمشاركة في بناءه ودعمه.

وتم يوم الاثنين الخامس عشر من شهر مايو عقد قمة المائدة المستديرة لمنتدى الحزام والطريق بمركز الاجتماع الدولي يان تشي هو بالعاصمة الصينية ببكين بحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي ترأس هذه القمة و29 من زعماء ورؤساء الدول والحكومات و3 مسئولين بالمنظمات الدولية المهمة من بينهم الأمين العام بالأمم المتحدة.

وبعد اختتام القمة التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بالصحفيين الصينيين والأجانب وقال شي جين بينغ أن الأصدقاء الصحفيين أنجزوا الكثير من التغطيات الإعلامية منذ افتتاح قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي وسجلوا لحظات متنوعة رائعة ونشروا أصوات مختلف الدول الداعية إلى بناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك وأظهروا للعالم زخم بناءه و تطوره ، وقدم شي جين بينغ نيابة عن الحكومة الصينية والممثلين الحاضرين من مختلف الدول خالص الشكر ، وأضاف شي قائلا "عقدنا أمس مراسم افتتاح المنتدى و المؤتمر الرفيع المستوى، وشارك في المؤتمر قادة بعض الدول والمسئولون عن المنظمات الدولية ورجال الأعمال والعلماء من أكثر من 100 دولة وطرحوا الكثير من الاقتراحات من أجل التعاون الدولي لبناء الحزام والطريق في جو تسوده الصداقة والمحبة والوئام وحققوا نتائج إيجابية " ، وأضاف شي قائلا وقعت مع أطراف معنية على سلسلة اتفاقيات تعاونية في إطار مبادرة "الحزام والطريق" خلال المنتدى ، وبلغ عدد الدول والمنظمات التي شاركت في التوقيع على الاتفاقيات 68 دولة ومنظمة ، وأضاف أنه تم الاتفاق بعد المناقشات على "تعزيز التعاون الدولي وتحقيق التنمية المشتركة لبناء الحزام والطريق ، كما تبادلت الآراء بشكل معمق حول تعزيز التكامل والالتحام بين الاستراتيجيات التنموية لمختلف الدول ودفع التبادل الإنساني والثقافي، حيث تم التوصل إلى اتفاق واسع ، مضيفا أن هذه القمة توضح اتجاه التعاون الدولي والخطة التنفيذية للحزام والطريق وأن هذه القمة بعثت برسالة ايجابية تتمثل في جوانب عديدة تتمثل في النقاط التالية :

- تكاتف الأطراف كلها من أجل تعزيز التعاون الدولي لـ"الحزام والطريق" وبناء مصير المجتمع البشري. وأكد شى رغبة الصين في إحداث تنمية مشتركة مع العالم وأضاف قائلا أننا حددنا الهدف والاتجاه لبناء التعاون الدولي ل"الحزام والطريق"، ونرى أن بناءه قد دخل مرحلة جديدة للتنفيذ الشامل، حيث تم تعزيز التناسق السياسي لجميع الدول باستمرار والإسراع في المشروعات الاقتصادية والتجارية المهمة وتشكيل شبكات البنية الأساسية، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى تسهيل الاستثمار والتجارة ودفع التعاون الصناعي والمالي بصورة مستقرة، بالإضافة للتبادلات الشعبية للبلدان المختلفة بشكل أوثق. وأكد سعي بلاده لمتابعة عمل السلف وشق طريق الخلف لتعزيز بناء "الحزام والطريق" على نطاق أكبر ومستوى أوسع وبحث الحلول المشتركة للتحديات الاقتصادية العالمية الكبرى ، وأعرب شى عن أمله في بذل جهود مشتركة لإطلاق المحرك الجديد للنمو الاقتصادي لخلق منصة جديدة للنمو الاقتصادي ودفع التوازن الجديدة للعولمة الاقتصادية وتحقيق هدف بناء مصير المجتمع البشري.

- أكد الرئيس شى على ضرورة التعاون والفوز المشترك ، و قال نعتقد إن بناء الحزام والطريق هو منصة تنمية تتمتع بالإبداع والتسامح، وإن جميع الدول هي مشاركة ومساهمة وسنستفيد منها ، و سنتمسك بمبادئ" المناقشة المشتركة والبناء المشترك والتمتع المشترك"، وندفع التواصل والتبادل في السياسات والتجارة والاقتصاد، ونأمل في تعزيز التعاون من خلال الانفتاح، وتحقيق الفوز المشترك .

- قال شى : لقد حددت خارطة الطريق للتعاون في المجالات المهمة للتعاون وخطة التحركات ونأمل من خلال بناء الحزام والطريق تعزيز النمو الاقتصادي في مختلف الدول واستكمال البنية التحتية وجعل تطور الصناعات أكثر حيوية ودفع التعاون المالي بشكل أعمق وجعل التبادل الثقافي أوثق، ووافقنا على مواصلة اتخاذ التواصل والترابط كمجال تعاون مهم ووعدنا ببذل جهود للربط بين الممرات البرية والموانئ على البحر وبناء شبكة البنية التحتية للتواصل، وتعزيز التواصل في مجالات تبادل المعلومات والاعتراف المتبادل بالمراقبة والإدارة والمساعدة على تنفيذ القوانين وتعزيز التعاون في مجال الجمارك وفحص الجودة لتعزيز توحيد النظم والمعايير لدى مختلف الدول و أبدى الرئيس شى استعداد الصين لدعم الإسراع في بناء الممرات الاقتصادية ودفع التعاون الدولي في الطاقة الإنتاجية والتصينع والتجهيز وبناء مناطق اقتصادية وتجارية ومناطق للتعاون الاقتصادي العابرة للحدود ودفع تطور القطاعات المنخفضة الكربون والتكنولوجيا المعلوماتية وعدد من القطاعات، وقال: لقد وافقنا على توسيع قنوات تداول الأموال والإبداع في نمط دمج راسمال وتخفيض تكاليفها وبناء نظام الضمان المالي المستقر والمستدام بما يمكن من التحكم في المخاطر، وندعم التعاون في مجالات التعليم والتكنولوجيا والثقافة والطب والصحة وغيرها من المجالات وتكثيف التبادلات في مجالات السياحة والاستراتيجيات والإعلام و واتخاذ إجراءات لتسهيل تبادل الأفراد ونؤكد استجابتنا لتطلعات شعوب مختلف الدول لإجراء تعاون في مجالات التنمية المستدامة ومكافحة الفساد ومكافحة الفقر والكوارث وغيرها .

- أكد أنه تم تحقيق مجموعة من النتائج الاقتصادية في التعاون الواقعي خلال قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي حيث وقعت الصين سلسلة من ملفات واتفاقيات التعاون مع كثير من الدول والمنظمات، التي تتعلق بتعزيز التكامل والالتحام بين تخطيطات مختلف الأطراف في مجالات السياسات العامة واستراتيجيات التنمية التي تتضمن الاستثمار والتجارة والبنية التحتية الأساسية والتعاون الصناعي والمالي والتبادلات الثقافية والشعبية، وهي تعد جزءا مهما لثمار قمة المنتدى. و أضاف أن الصين تطرح العديد من الإجراءات الجديدة للالتحام السياسي وإستراتيجية التنمية ودفع بناء ممر اقتصادي وتعزيز التعاون في المشاريع المهمة وتعميق الدعم المالي، وذلك يتضمن زيادة 100 مليار يوان لصندوق طريق الحرير، وتقديم 300 مليار يوان للمؤسسات المالية المعنية لممارسة أعمالها خارج البلاد باستخدام العملة الصينية "اليوان". وسيقدم البنك الوطني الصيني للتنمية وبنك الصين للتصدير والاستيراد 250 مليار يوان و130 يوان من القروض الخاصة للمشاريع المتعلقة ب"الحزام والطريق"، وستبدأ الصين إقامة معرض الاستيراد الدولي ابتداء من عام 2018 ، ولقيت هذه الإجراءات ترحيبا واسعا من الأوساط المختلفة. وأضاف : لقد حققنا أكثر من 270 نتيجة ملموسة ما يشكل دعما قويا لبناء "الحزام والطريق"، ويعزز ثقة الأطراف المختلفة في دفع التعاون.

أراء لبعض الحاضرين في قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي :

- مسئول مصري: الصين أكبر مستثمر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بشراكة جادة ومربحة للطرفين

- اعتبر الدكتور أحمد درويش رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، " الصين أكبر مستثمر يساهم في تنمية محور قناة السويس"، وعد " الشراكة الصينية مع مصر في هذا المشروع الضخم مربحة للطرفين"...

- سفير العراق في بكين: مبادرة "الحزام والطريق" تعمل على تقوية الأواصر وتوسيع العلاقات الدولية بنمط جديد

- وزير التجارة والصناعة المصري: مبادرة الحزام والطريق تدفع التطور الاقتصادي العالمي

- رئيس الهيئة العامة السعودية للإعلام المرئي والمسموع: مبادرة الحزام والطريق تلعب دوراً مهماً في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول

- رجل أعمال يوناني: مبادرة الحزام والطريق توفر فرصا هائلة لجميع الدول المعنية

- •وزراء عرب يعبرون عن رغبتهم في تعزيز التعاون مع الصين في إطار مبادرة "الحزام والطريق"

- مسئولون وخبراء عرب يشيدون بمبادرة "الحزام والطريق"

إن مبادرة بناء "الحزام مع الطريق" تجعل من التعاون الاقتصادي كدعامة للتواصل الإنساني والثقافي وتلتزم هذه المبادرة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ولا تسعى وراء انتزاع الدور القيادي في الشؤون الإقليمية أو تحديد نطاق النفوذ في المنطقة. إن "الحزام مع الطريق" ليس كيانا أو آلية، وهو سيعتمد بشكل أساسي على الآليات الثنائية والمتعددة الأطراف القائمة بين الصين والدول ذات الصلة وتستعين بأطر التعاون الإقليمية القائمة والفاعلة ، كما أن النطاق الجغرافي والأممي لـ"الحزام مع الطريق" سيكون مفتوحا، ستلعب دورا مهما فيه الدول الواقعة على طريقي الحرير البري والبحري القديمين، كما ترحب الصين بالدول الأخرى للمشاركة في تطبيق مضمونه الرئيسي و الذي يتمثل في تناسق السياسات و ترابط الطرقات وتواصل الأعمال و تداول العملات وتفاهم العقليات وكلها تبرز التعاون العملي القائم على المشاريع المفصلة والذي يعود بفوائد ملموسة على شعوب الدول ذات الصلة ، إن بناء "الحزام مع الطريق" مشروع متكامل طويل الأمد يتطلب المضي قدمًا به بخطوات تدريجية منتظمة ويجب أن يبدأ بما هو سهل الإنجاز قبل ما هو صعب الإنجاز وينطلق بتجربة واقعية ثم تعمم على النطاق الواسع ويتطور أولا رأسيا ثم أفقيا بحيث يتشكل تدريجيا إطار إقليمي للتعاون الواسع ، وعلى هذا السياق تحرص الصين على التعامل الصحيح مع العلاقة فيما بين المسؤولية المعنوية والمصلحة وتقديم المسؤولية الأخلاقية على المصلحة مع مراعاة المصلحة المشروعة ، كما تحرص على تقديم ما في وسعها من المساعدة للدول العربية والبلدان النامية الأخرى وجيرانها الصديقة للإسراع بعجلة التنمية بكل صدق وإخلاص وستزيد الصين من استثماراتها باستمرار و دفع التواصل والترابط في المناطق المحيطة بها ، وتبحث في كيفية إنشاء الإطار الإقليمي للاستثمار والتمويل لمشاريع البنية التحتية، بما يجعل المناطق البرية والبحرية المحيطة بها مناطق للسلام والصداقة والوئام.

السيد : ديلمي الطاهر – ولاية المسيلة - الجزائر

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي