CRI Online

خه ليه هوي السفير الشعبي بين الصين وإفريقيا

cri       (GMT+08:00) 2010-01-04 16:23:02

في نيجيريا تاجر صيني معروف، كان قد تكلف ملايين من اليونات الصينية لإقامة منتديات مختلفة للتعاون الاقتصادي من أجل تعزيز الإتصالات بين المؤسسات الصينية والإفريقية، وبذل الجهود الكبيرة في دفع التطور الاقتصادي والتجاري في نيجيريا. إنه السيد خه ليه هوي المدير العام لمجموعة داتشيلو المساهمة الدولية المحدودة وأنتخب عن جده في قائمة (( الشخصيات الصينية التي تركت بصماتهم في قلوب وعقول الشعوب الإفريقية )) لعام 2009.

تخرج خه ليه هوي في جامعة شانغهاي البحرية عام 1999، ثم عمل بإحدى الوحدات القضائية المحلية . ولم يمض عام حتى قرر الإستقالة من هذا العمل مستعدا للتوجه إلى إفريقيا لمساعدة أبيه في إدارة أعماله التجارية هناك. وفي عام 2000 ترك خه ليه هوي وظيفته الحكومية داخل البلاد رسميا وسافر إلى إفريقيا. وقال :

" بعد تخرجي من الجامعة عام 1999، كان أبي يصر على دعوته لي أن أتوجه إلى إفريقيا لمساعدته ، لأنه لا يعرف اللغة الإنجليزية، بل ولم يجدها أخي الصغير أيض . لذلك، وتحت الضغط العائلي الكبير، قررت أخيرا ترك الوظيفة الرسمية متوجها إلى إفريقيا لمساعدة أبي ."

ولكن تحدث أمور غير متوقعة أحيانا. وبسبب خطأ في التأشير، لم يصل خه ليه هوي إلى بلد بتسوانا التي كان أبوه يعمل فيها، بل ذهب إلى نيجيريا وحيدا . فأسس هناك شركة داتشيلو التجارية لبيع الملابس الجاهزة، وذلك فور وصوله. كان يعمل ليلا ونهارا في البداية ويروج بضائعه بيت عائلة وعائلة حتى أن الكثيرين يعرفون هذا الرجل الصيني المجتهد. وبفضل جهوده وبمساعدة المحليين، تطورت شركته تطورا سريعا . ولكن حدث سيئ مفاجئ بعد ذلك .

في صباح يوم من أيام عام 2001 ، تلقى خه ليه هوي طلبية تجارية كبيرة من عميل نيجيري تبلغ قيمتها سبعمائة ألف دولار أمريكي، كان مسرورا للغاية معتقدا أنه سيحصل من ذلك على أول صفقة مالية كبيرة في حياته. غير أن الله لم يوفقه . فقد أشار هذا العميل أخيرا إلى أن جودة الأقمشة ضعيفة وغير مطلوبة مطالبا بتعويض كبير. كان خه ليه هوي لا يعرف أسرار وفنون المنسوجات وكيفية تمييز جودتها، كما لا يوجد في الأسواق الإفريقية معيار موحد لتأكيد جودة الأقمشة والمنسوجات في ذلك الوقت، وكان تأكيد الجودة بواسطة لمس اليد فقط. وبالإضافة إلى ذلك، فإن معظم مواد الأقمشة لتجهيز الملابس كانت من تجهيزات جانب ثالث بالوكالة، ومن الممكن أن توجد عيوب بها. نظرا لذلك، فإن خه ليه هوي اعترف بأنه مسؤول عما حدث موافقا على تسديد العميل بمبلغ مائتي ألف دولار أمريكي بعد المشاورات . إخلاصه وصدقه لم يؤثر على العميل كثيرا فحسب، بل يكيل خه ليه هوي بالثناء والتقدير في أوساط رجال الأعمال المحليين في نيجيريا، مما جعله يمتلك شبكة جديدة من العملاء الجدد والزبائن المحليين الذين يرغبون في مواصلة توقيع العقود التجارية الطويلة الأمد معه.

بعد إقامة طويلة في نيجيريا ومع كثرة الأصدقاء والعملاء المحليين، بدأ خه هيه هوي يحب هذا البلد الجميل، ويكن مشاعر خاصة لها، ويعتبرها موطنه الثاني. وخطرت بباله فكرة أن يكون مبعوثا تجاريا شعبيا لبناء جسر الصداقة بين الصين وإفريقيا ويساهم في تعزيز الاتصالات بين المؤسسات الصينية والإفريقية . أضاف خه ليه هوي قائلا: " كنت إصطحبت موظفي سفارة غانا لدى الصين في زيارة للمصانع الواقعة في مسقط رأسي في عام 2000، وأينما نذهب كان يلتف حولنا الكثير من المحليين ، لأن هذه هي المرة الأولى التي يرون فيها الأصدقاء الأفارقة. وكذلك الأمر في نيجيريا، ما إن نزلت من الطائرة حتى نظر إلي المحليون بأنظار غريبة كأنني حيوان نادر الوجود. وهذا جعلني أدرك أن التبادلات بين الصين والدول الإفريقية قليلة جدا ."

يرى السيد خه أن الصين قد أحرزت مإنجزات كبيرة في مختلف المجالات بعد تنفيذ سياسة الإصلاح والإنفتاح على الخارج، وشهد المجتمع تقدما سريعا، حيث توجد التجارب العملية الكثيرة التي تستحق أن تستفيد منها الدول الإفريقية في دفع تنميتها المحلية ورفع مستوى معيشة الشعوب بها. ومن أجل تحقيق ذلك، إستثمر السيد خه ليه هوي في العام الماضي أكثر من مليون يوان صيني لإستخدامها في تأسيس " منتدى رفيع المستوى لإستثمار داتشيلو في إفريقيا" بمدينة شانغهاي، وقد تم عقد أول دورة منه بنجاح، كان ذلك يسترعي إهتماما كبيرا من مسؤولي الدول والمؤسسات الإفريقية الكثيرة، وشارك فيه ممثلو 18 دولة وبعض المنظمات والمؤسسات الإفريقية ، إنه يعتبر كموقعا خاصا لربط عرى الصداقة بين الصين وإفريقيا وتعزيز الاتصالات والتبادلات بين المؤسسات الصينية والإفريقية.

قال موظف بوروندي من بنك التنمية الإفريقية إنه بفضل السيد خه ليه هوي، عرفت أكثر من المعارف للصين ولدي مفهم جديد لتبادل التعاون الصيني والإفريقي المشترك. وأضاف:" الصين وإفريقيا لديهما تاريخ طويل من الصداقة، وإن التطور الاقتصادي بينهما سيدفع تطور هذه الصداقة إلى الأمام بإستمرار. ومنذ السنوات الأخيرة، إستثمرت الصين كثيرا من الأموال في الدول الإفريقية لبناء المنشآت الأساسية والبنية التحتية مما أدت إلى تنمية محلية واسعة."

أقيمت دورة ثانية من" منتدى قمة لإستثمار داتشيلو في إفريقيا" بمدينة شانغهاي في العام الحالي، ولم يفكر خه ليه هوي أن عدد الوفود الإفريقية قد وصل إلى 40 دولة ومنظمة بزيادة أكثر من 20 دولة عن الدورة الأولى ، بما فيها بنك التنمية الإفريقية وجامعة الدول العربية وغيرها إلى جانب 500 ممثل من المؤسسات الصينية ، وكل هذا يشجع خه ليه هوي كثيرا ويزيد من ثقته التامة ببناء أكبر جسر لتعزيز إتصالات شعبية بين الصين والدول الإفريقية.

لقد ساعد خه ليه هوي كثيرا من الشخصيات ومسؤولي المؤسسات الصينية والإفريقية لتبادل الزيارات في السنوات الماضية، حيث وصل إلى الصين أكثر من 700 شخص من إفريقيا ، منهم مئات من نيجيريا و200 مؤسسة إفريقية للقيام بزيارات وتفقدات في الصين. بينما ساعد الكثيرين من الصينيين ليعملون في قارة إفريقيا . إن مساهمة خه ليه هوي في دفع الإتصالات والتبادلات الصينية والإفريقية وخاصة بين الصين ونيجيريا، قد لقيت ترحيبا كبيرا من حكومة نيجيريا، ومنحته سفارة نيجيريا لدى الصين مع ملحق الأعمال الاقتصادية والتجارية النيجيري لقب " شيخ قبيلة نيجيرية" عام 2004 .

مع أن خه ليه هوي له من الأثرياء وله مكانة إجتماعية كبيرة ، إلا أنه يعتقد أن كل ذلك ليس فقط بمجهوده الشخصي، وكان تطور شركته يعتمد على دعم سياسات الدولة الصينية الداعية لتعزيز التعاون الصيني الإفريقي، وأيضا بفضل تأييد الأصدقاء الأفارقة في الأوساط المختلفة. لذلك، يعزم خه ليه هوي على تحمل مسؤوليات أكثر في هذا الصدد حيث قال:" قد زرت أكثر من عشرين دولة إفريقية حتى الآن، وقد حصلت على دعم كبير من قبل الحكومات المحلية ، لذلك ، وإذا كان هناك من يريد زيارة الصين فسأساعده بكل ما في وسعي لإنشاء العلاقات مع الجهات الصينية المعينة والمؤسسات الصينية المختلفة."

أخبر خه ليه هوي المراسل في النهاية أنه سيجتهد بإستمرار لدعم المزيد من المؤسسات الصينية والنيجيرية لزيادة التبادلات الثنائية ودفع التنمية الاقتصادية والتجارية في نيجيريا . *

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي