CRI Online

يوميات---اليوم الثالث لرحلة تشينغده

cri       (GMT+08:00) 2010-01-11 10:46:07

مدينة تشينغده تتمتع بمناخ لطيلف وجميل وهواء بارد في الصيف فما بالك بها في الشتاء وقد كان اليومان اللذان قضيناهما شديدى البرود وإزداد البرد شدة مع صباح اليوم الثالث الذي نحن الآن فى بداياته عند خروجنا من الفندق جاءتنا الإرشادات بل التحذير من برودة الطقس الزائد اليوم فما كان مني إلاّ أن لبست كل ما معي من ملابس شتوية وقفازات وغطاء الرأس علها تقيني شرّ البرد حيث بلغت درجة الحرارة في هذا اليوم 17 درجة تحت الصفر، وخرجنا جميعنا ونحن نتبادل التحايا بمختلف لغات العالم فالمجموعة تتكون من عدد من الزملاء من جنسيات مختلفة يعملون بإذاعة الصين الدولية وتوجهنا مباشرة في بداية جولتنا إلى معبد بوذي أنشئ في عام 1755 إستقبلنا أحد رهبانه بتحية وتقدير وهو يهدي لكل واحد منا (شالا) رمزا للبركة والخير وتبعناه خطوة بخطوة تحدث موضحا أهمية هذا المعبد الذي يمثل منطقة الإندماج بين الثقافة الصينية التقليدية والديانة البوذية.

وفي سوال لي عندما شاهدت عددا من الطقوس الدينية تمارس كحرق بعض الأعواد الخشبية المعطرة التي تحرق في النيران الملتهبة وبعض الحركات الأخرى وهكذا أجابني بأنها طقوس تدل على صلة الإنسان ببوذا وما الدخان المتصاعد هذا إلا أشواق وأمنيات يرسلها فاعلها إلى بوذا كما عرّفنا بتماثيل متعددة كلّ منها يؤدي دورا معينا فمنها ما يدرء الكوارث الطبيعية ومنها ما يجلب البركة والخير إلخ... حسب إعتقادهم وبداخل المعبد وجدنا 80 من رجال الديانة البوذية يرتدون أزياء موحدة (برتقالية غامقة) ويؤدون الطقوس بشكل مرتب... وفي نهاية جولتنا وقفنا أمام تمثال بوذي يعد الأعلى من نوعه في العالم- كما ذكر ذلك الراهب المرافق لنا- إذ يوجد عمود في وسطه بطول أربعة وعشرين مترا على إمتداد ثلاثة طوابق ويزن هذا التمثال البوذي الضخم 110 أطنان. ثمّ مضي يحدثنا عن هذه العبادة وفي سؤال آخر لي عن حياتهم الإجتماعية ذكر لي أنهم لا يتزوجون ولا يأكلون اللحوم ويتفرغون للعبادة تماما ودعناه فحيانا بإنحناة ملؤها التقدير والإحترام..ومنه توجهنا إلى معبد بوذي أضخم وأكبر من سابقه يعد هذا المعبد تجسيدا حقيقيا مباشرا للسياسة الدينية القومية لأسرة (تشينغ) الملكية وبلغ هذا المعبد ذروة المعمار قديما فضلا عماّ يعنيه من مضامين دينية وثقافية عظيمة. تدهور هذا المعبد بنهاية إمبراطورية أسرة تشينغ ومرّ بصعوبات كثيرة لكنه اليوم مع نهضة الصين الحديثة شهد إزدهارا من جديد . أهم ما يميزه اللون الأحمر الطاغي على كل جدرانها بطوابقه الثلاثة وسماه الإمبراطور(تيآنلونغ)باسم الميدان السحري وكتب هذا الإسم بقلمه الذي مازال موجودا حتي الآن. في الطابق الأول توجد خمسة تماثيل لبوذا وبرجان كبيران بإرتفاع 19 مترا على الجانبين وداخل البرج هناك 160 تمثال نحاسي و هذا المعبد البوذي إلى جانب كونه رمزا دينيا يمثل مشهدا سياحيا شاهقا ورائعا.

في المساء إلتقينا على مائدة العشاء بحضور نائب المدير العام لإذاعة الصين الدولية ونائبة رئيس مركز الأخبار بالإذاعة وعدد من المسؤولين المحليين وشكر رئيس دائرة الاعلانات للجنة المركزية المحلية للحزب الشيوعي الصيني بالمدينة إذاعة الصين الدولية على إختيارها لتشينغده كمحطة أولى لتغطية الإذاعة للترويج للمدن السياحية الصينية وعكسها لمسيرة الحياة في المدينة، وتبادل الجميع مشاعرالشكر والثناء . وإنتهى اليوم الثالث.

أسامة مختار ----- نادر --------موفدا القسم العربي لإذاعة الصين الدولية

الأربعاء 2009-12-16

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي