يوميات مندوب القسم العربي إلى مدينة تشينغده السياحية

اليوم الثاني (الثلاثاء)2009-12-15

المذيع السيد أسامة مختار يوقع إسمه على دفتر الاستقبال في أحد المواقع السياحية

إنتهي يومنا الأول أمس و الذي أخذ صفة رسمية من إستقبالات مع المسؤوليين بالمدينة ومؤتمر صحفي وما إلى ذلك ، بعد أن إفترق جمعنا بالأمس كنا على موعد مع عدد من الزيارات في اليوم الثاني لعدد من المواقع المهمة في تشينغده وفي مقدمتها منتجع القرية الجبلي... ونحن في طريقنا في اليوم الموعود لزيارة المنتجع إسترعت إنتباهنا عدد من مشاهد المدينة التي تأسر العقول والخيال بجبالها الشاهقة ومناظرها الجميلة وأثارها الثقافية الزاهرة وعاداتها المحلية المتميزة وهي تفتح ذراعيها لنا وتستقبلنا إستقبالا حارا.

عند مدخل المنتجع والذي يمكن الدخول إليه من خمسة أبواب إستقبلتنا الموظفة المسؤولة منه ولكنها أدخلتنا من الباب الرئيسي الذي كان يدخل منه الإمبراطور المؤسس (كنغشي)وأمه فقط وبدأت تشرح لنا تاريخ هذا المنتجع الذي هو أصل مدينة تشينغده وذكرت أن الإمبراطور الذي أسس هذا المنتجع كان يأتي إليه من بكين في شهر مايو ويقضي به فصل الصيف حتى شهر سبتمبر، وطفنا بأقسام المنتجع قسما فقسما تعرفنا من خلالها على الطقوس والعادات والتقاليد التي تبعها الزعماء المتعاقبون من أسرة الإمبراطور على الحكم في الصين أثناء إقامتهم في هذا المنتجع الصيفي الذي تبلغ مساحته 5640 ألف متر أي ما يعادل ضعفي مساحة القصر الصيفي في بكين، إستغرق بناؤه تسعين عاما ويضمّ حوالي 130 موقعا معماريا كما تبلغ مساحة المعمار فيه 100ألف كيلومتر وذكرت المسؤولة بالمنتجع أنّ هذه المنطقة كانت مجهولة رغم وجود حياة بشرية بها قبل 5 آلاف سنة قبل الميلاد.ولكن بعد تأسيس المنتجع على يد أسرة تشينغ نشأت حولها محلات تجارية ومساكن وتم ّ في تلك الفترة بناء معابد بوذية وكان يحضر زعيم التبت إلى المنتجع ويلتقي بالإمبراطور ويقدم له الهبات والأموال وتطورت الحياة وتأسست بعد ذلك أول مدرسة وأول بنك في المدينة في بداية القرن الماضي .

بني قصر الإمبراطور بأثاثات خشبية نادرة وبعض الحلى الذهبية وبالقصر 732 قطعة خشبية ومن بين هذه اللتحف كرسي خشبي صغير يحتاج لرجلين قويين لرفعه مما يدل على متانة الأخشاب المستخدمة وقوة الصنع ومررنا على لوحات تعكس ثقافة الزراعة في ذلك الوقت التي إهتمّ بها الإمبراطور وفي سؤال لمندوب القسم العربي عن عدد العمال الذين أنجزوا هذا العمل ذكرت المسؤولة أنّهم أكثر من 10 آلاف عامل وفي سؤال آخر عن هوية السياح الذين يزورون هذا المنتجع أنّهم من جنسيات مختلفة ويكثرون في فصل الصيف .

خواطرنا عن منتجع القرية الجبلي الصيفي لا تنتهي ولكننا نختزل الكلمات لننقلكم إلى موقع آخر زرناه في تشينغده وهو معرض تخطيط المدينة الذي يتكون من ثلاثة طوابق ويوضح مراحل تطورها التي كما ذكرنا آنفا يعود أصلها لمنتجع القرية الجبلي وقدمت لنا المسؤولة عن المعرض شرحا لتطور مدينة تشينغده حيث إن أول تخطيط لها كان أيام الإستعمار الياباني عام 1938 وبعد تأسيس الصين الجديدة وضعت خطة لتخطيطها عام 1958 وفي عام1992 شرعت الحكومة المركزية الصينية في إعداد النسخة الثانية لتطويرها وفي الوقت الحالي تسعى الحكومة لبناء مدينة سياحية دولية تنقسم إلى خمس مناطق.. تجارية، صناعية، سياحية، ترفيهية وطبيعية مؤكدة أنّ كل ذلك سيتمّ خلال 10 سنوات، تيقنا بعد شرح المستفيض وما شاهدناه من خطة عبر العرض المتلفزوالمقرؤ أنّ مدينة تشينغده ستصبح عندها (جنة الله في الأرض).

وفي المساء زرنا معرض مصنع الزجاج بالمدينة وهو لوحة أخرى من لوحات الإبداع والجمال يصنع أغلبها بالأيدي والأخرى بالماكنات وينتج لنا هذا المصنع الأواني والتحف الجملية الرائعة، وإستوقفتني الأعداد الكثيرة للنساء العاملات في هذا العمل الرائع والشاق وسط لهب النيران وخطورة التصنيع فكان لنا لقاء مع إحداهنّ ستجدونه مفصلا في موقع آخر ضمن هذه اليوميات، وحتي نلتقي في يوم آخر إلى لقاء.

أسامة مختار ------------ نادر

الثلاثاء 2009-12-15