CRI Online

الامم المتحدة تلعب دورا فعالا في معالجة الازمات العالمية

cri       (GMT+08:00) 2010-01-13 15:26:43


مؤتمر كوبنهاجن للتغير المناخي

الأمم المتحدة 29 ديسمبر 2009 (شينخوا) سيظل العالم يتذكر عام 2009، ليس فقط باعتباره عام تحديات كبرى مثل تغير المناخ وانتشار انفلونزا ايه/اتش1ان1 والاضطراب الاقتصادي، بل لعودة الروح التعاونية فيه.

وعلى مدار العام، ولتمسكها بالتعددية، التزمت الأمم المتحدة بتنسيق الجهود المبذولة في جميع أنحاء العالم لمكافحة التحديات المختلفة، ما يدل مرة أخرى على دورها التوجيهي كأهم مؤسسة متعددة الأطراف في العالم.

-- تغير المناخ أولوية قصوى

كان عام 2009 "عام تغير المناخ" بالنسبة للأمم المتحدة. ومن الجولات الخمس من مفاوضات تغير المناخ في بون وبانكوك وبرشلونة على مدار العام، الى القمة الأولى بشأن تغير المناخ والتي عقدت بمقر الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، وحتى مؤتمر كوبنهاغن الذي انتهى مؤخرا، بذلت الأمم المتحدة جهودا كبيرة رامية الى جسر الفجوات بين الدول النامية والمتقدمة.

ووضع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي-مون تغير المناخ "أولوية قصوى" منذ أول يوم له في منصبه. وبعد ان اصبح بان أول أمين عام للأمم المتحدة يزور القارة القطبية الجنوبية في 2007، سافر الى القطب الشمالي في أغسطس الماضي ليرى بنفسه الأثر السلبي لظاهرة الاحتباس الحراري في الخطوط الأمامية.

وقال "ان تغير المناخ يدل على الحاجة الى قيادة عالمية بدلا من التفكير على المدى القصير أو محاولة الدول حماية مصالحها .. ولذلك تعتبر الأمم المتحدة المحفل الطبيعي لبناء توافق دولي."

وبعد أسبوعين من المفاوضات الماراثونية، ابرم زعماء العالم في النهاية اتفاق كوبنهاغن، وهي وثيقة سياسية غير ملزمة، حيث تعهدوا بالحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية الى أقل من درجتين مئويتين، وخفض الانبعاثات أو الحد منها، وجمع 30 مليار دولار أمريكي سنويا لتقديمها للدول النامية لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.

وقال بان "ندرك جيدا ان اجتماع كوبنهاغن لم يسفر عما توقعه كثيرون"، لكنه ما زال "يمثل بداية أساسية."

وأضاف "لقد اتخذنا خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح."

وقال روبرت أور، مساعد الأمين العام لشؤون السياسة العامة، ان المناصرة النشطة من الأمم المتحدة والأمين العام هي التي أجلبت قضية تغير المناخ على رأس جدول أعمال زعماء العالم، ودورهما "لا يمكن تقليله".

وأضاف "ان الأمين العام ظل يدعو رؤساء الدول والحكومات لتبني قضية المناخ، وما رأيناه في كوبنهاغن - حضور 108 من رؤساء الدول والحكومات والنزول الى الشجاعة الحقيقية لمناقشة بشأن تغير المناخ- امرا مذهلا."

-- تعزيز حظر الانتشار النووي

ظلت الأمم المتحدة على الدوام مناصرا متحمسا لعالم خال من الأسلحة النووية. وبعد 12 عاما من الجمود, اعتمد مؤتمر جنيف لنزع السلاح برنامج عمل لدورته لعام 2009 في مايو الماضي. وفي يوليو, اتفقت روسيا والولايات المتحدة اخيرا على خفض كبير في مخزوناتهما من الأسلحة النووية, ما جدد زخم حظر الانتشار النووي الدولي ونزع السلاح .

وفي سبتمبر المنقضي, عقد مجلس الأمن الدولي القمة التاريخية بشأن حظر الانتشار النووي ونزع السلاح والتي ترأسها الرئيس الأمريكي باراك اوباما, داعيا جميع الدول الي الامتثال لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.

وعلي هامش النقاش بين رؤساء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة, دعا مؤتمر استمر علي مدار يومين حول معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية, دعا الدول التسع التي لم توقع بعد على المعاهدة، والتي كان تصديقها من بين 44 بلدا علي وجه التحديد امرا ضروريا، الي دفع المعاهدة نحو حيز النفاذ.

وبالاضافة الي ذلك, تعهد الامين العام للأمم المتحدة بأنه سوف يظل ملتزما بنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية, ومشاركة رغبة المجتمع الدولي في تسوية القضية الايرانية .

وذكر بان كي-مون أن "الأسلحة النووية ما زالت تهديدا مروعا ، والعالم لا يمكنه ارجاء بحث قضية نزع السلاح وحظر الانتشار النووي".

وفي مايو المقبل, من المقرر عقد مؤتمر المراجعة لعام 2010 للأطراف الموقعة علي معاهدة حظر الانتشار النووي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك. وفي تقريره الموجه الي الجمعية العامة في هذا الصدد, قال بان كي-مون ان المجتمع الدولي لديه "فرصة لاحراز تقدم حقيقي" في العام القادم. ومن المتوقع ان تواصل المنظمة المؤلفة من 192 بلدا لعب دورها الاساسي في العام القادم.

-- ابراز التعددية الجديدة

في عام 2009 المنتهى، قد تكون "التعددية الجديدة" واحدة من الكلمات التي تردد ذكرها كثيرا في الأمم المتحدة. وبغض النظر عما إذا كان يتم تناول قضايا تغير المناخ أو تفشى انفلونزا ايه/اتش1ان1 أو الركود الاقتصادي، أكدت الأمم المتحدة على التصدى للتحديات الملحة بطريقة جديدة متعددة الاطراف.

وقال بان هناك خمسة عناصر رئيسية لتحقيق تعددية جديدة وهي إعطاء الأولوية لتوفير السلع العامة العالمية، وتقديم نهج متكامل لمواجهة التحديات المعقدة، ومساعدة الاشخاص الأكثر ضعفا، وحشد أوسع للقوى يشمل القطاع الخاص والمجتمع المدني والأكاديميات، والاستفادة من قوى جميع الدول وخاصة الدول الصاعدة في القرن الجديد.

وأشار بان في بيان في وقت مبكر من العام الجاري إلى أنه "لا يمكن لأي من المشاكل التي نواجهها في الوقت الراهن أن تحل عن طريق دولة او شخص او منظمة واحدة. ولم تتجلى ضرورة العمل معا بهذا الشكل اكثر من ذى قبل."

وأضاف "لهذا السبب أتحدث عن الحاجة إلى تحقيق تعددية مجددة تحقق نتائج حقيقية لاشخاص حقيقيين وتركز على المصالح المشتركة العالمية."

من جهة اخرى، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والامم المتحدة، التي كانت متوترة فى وقت ما، تحسنا بعد تولي باراك اوباما المنصب. وقال اوباما في أول ظهور له في الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الولايات المتحدة ستتخذ "نهج مشاركة جديد" مع الأمم المتحدة وانها "مستعدة لبدء فصل جديد من التعاون الدولي."

وقالت سوزان رايس الممثلة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، إن الأمم المتحدة بها مسالب ولكنها ضرورية.

وأضافت "ليس هناك بديل للشرعية التي تقدمها الأمم المتحدة أو امكانيتها لحشد تحالفات على أوسع نطاق ممكن. والأمم المتحدة ضرورية لجهودنا التي تحفز اتخاذ إجراءات متضافرة لجعل الأمريكيين أكثر أمنا وأمانا."

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي