عام 2009، ذكريات وأحداث غير عادية يمر بها مسلمو الصين

 يعد عام 2009 عاما خاصا في ذاكرة المسلمين الصينيين، حيث خلفت احداث شغب 5 يوليو في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم حزنا لا يمحى في قلوبهم.

وأدت تلك الأحداث الدامية التي اندلعت في منطقة شينجيانغ شمال غربي الصين الى مقتل 192 شخصا وإصابة أكثر من 1700 آخرين علاوة على تحطيم أو إحراق 331 محلا تجاريا و627 سيارة مختلفة وتسببت في خسائر اقتصادية كبيرة، وكان لها عميق الأثر في نفوس المواطنين الصينيين بصورة عامة والمسلمين بصورة خاصة.

وتعقيبا على هذه الاحداث القى تشن قوانغ يوان رئيس الجمعية الاسلامية الصينية كلمة أشار فيها إلى ان " أعمال الغوغاء تخالف روح الاسلام الحنيف والقانون بصورة كبيرة"، كما دعا المسلمين إلى " الحرص على فرص التنمية السلمية في بلادنا وعلى تقاليدنا المميزة المتمثلة بالسلام والتسامح، وينبغى لنا ان نتصدى بصرامة للعنف والجرائم التي تلحق بنا الضرر حتى نحمى المصالح العامة لشعبنا من مختلف القوميات."

وبالنسبة إلى ليو شو بنغ، 68 سنة ، عضو اللجنة الادارية لحي نيوجيه ( او "شارع البقر" المأهول بالمسلمين في مدينة بكين) ، فان احداث الشغب هذه ما كان ينبغي لها أن تحدث ، " هذه الاحداث تسيء إلى الاسلام والمسلمين وقد شعر كل سكان الحي بالغضب لوقوعها . لكنها لن تغير من قلوب المسلمين المتطلعين إلى الوحدة والسلام . "

ومع ان احداث الشغب صبغت العام 2009 بظلال سوداء حزينة، الا ان المسلمين الصينيين تصدوا لآثارها السلبية وأوجدوا لأنفسهم مساحة مضيئة، فلم تؤثر احداث العام القاتمة في احتفالاتهم بأعيادهم الاسلامية واداء فرائضهم الدينية وغيرها من النشاطات الاجتماعية والدينية والاقتصادية والمجالات الاخرى في حياتهم اليومية كما لم يسمحوا لأعمال التخريب والعنف بأن تطال علاقاتهم بالقوميات الأخرى أو أن تمس بوحدة القوميات في البلاد .

وأشار ليو الى انه منذ تقاعده شارك في اعمال الاستعدادات لحفلات عيدي الفطر والأضحى وغيرها من النشاطات للاحتفال بالأعياد الإسلامية لسنوات متتالية ، وأضاف " لا توجد اختلافات بين اعياد العام الحالي وبين ما كانت عليه في السنوات الماضية . فقد استمتعنا جميعا بالبهجة والسعادة خلالها ".

وتابع " نظم المسجد المقام في حي نيوجيه احتفالا بعيد الأضحى في هذه السنة حسب العادات والتقاليد، ذبحنا فيه 3 ابقار و60 خروفا واكتظ المسجد بالمسلمين المشاركين في الاحتفال ، واستمتعوا بأجواء سادها مزيد من الفرح والبهجة مقارنة بالسنوات الماضية ."

وقال تشن قوانغ يوان رئيس الجمعية ان " عام 2009 وافق الذكرى الستين لتأسيس الصين الجديدة، ونحن المسلمون نفتخر بالتطورات الملموسة لوحدة القوميات في بلادنا ، والتي تتحلى بمغزى مهم لضمان مصالح الشعب من مختلف القوميات والحفاظ على تناغم المجتمع وتحقيق الاستقرار ."