CRI Online

محلمة على الحجر

cri       (GMT+08:00) 2011-09-21 14:57:30

تشتهر الرسومات الحجرية في جبل خهلان بالخشونة ومحتوياتها الثقافية العميقة. في الـ28 من يونيو عام 2010، توجه وفد صحفي لوسائل الإعلام على الانترنت من أنحاء البلاد إلى جبل خهلان بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة، لكشف حياة السكان الأصليين في العصر الحجري الحديث وعرضها أمام المشاهدين باستخدام الكاميرات.

ونقول إنه منذ قديم الزمان، عاش أبناء قوميات شيرونغ وتشيانغ والهون وشيانبي ودانغشيانغ والقومية التركية وغيرها من القوميات البدوية القديمة في شمال الصين في منطقة جبل خهلان، وقد خلفوا وراءهم عددا كبيرا من الرسومات الحجرية التي تدلل عليهم وعلى تاريخهم وحياتهم في ذلك الوقت.

تتميز الرسومات الحجرية في جبل خهلان بالأشكال المتنوعة والمحتويات الثقافية العميقة، وتنتشر في منطقة لا تعد مكانا غنيا بهذه الرسومات الحجرية فحسب، بل تعد مركزا لإجراء الطقوس الدينية من قبل اللقوميات البدوية الأصلية أيضا. وفيها عشرات الآلاف من الرسومات الحجرية القديمة على جدران الجرف الشرقي لجبل خهلان، وهذه الرسومات التي تتصف بالخيوط الجميلة والنقوش الدقيقة والموضوعات المتنوعة عرضت مشاهد الرعي والصيد وتقديم القرابين والحروب والرقص وغيرها من المشاهد المعيشية للإنسان القديم في فترة تعود إلى ما قبل 3000 سنة حتى 10000 سنة، حيث كانوا قد رسموا ونقشوا البقر والحصان والغنم والأيل والجمل والذئب والنمر والفهد والسمك وغيرها من الحيوانات إضافة إلى رمز إله الشمس، مما يكشف أن هذه القبائل البدائية كانت تعبد الطبيعة.

وجد بعض الخبراء أن صورة إله الشمس بها 24 شعاعا و12 خصلة من الشعر و6 مقاطع من الرمش، واعتقدوا أن هذه الأرقام لها مغزى زمني قوي، ومن المحتمل أن تعكس صورة إله الشمس وبعض الرسومات الحجرية رموزا للتنجيم والاستدلال الرياضي.

وقد أقامت مؤخرا منطقة نينغشيا الدورة الثالثة للمهرجان الفني للرسومات الحجرية في جبل خهلان تحت شعار " الرسومات الحجرية القديمة والموضة الجديدة "، حيث التقى الخبراء في الرسومات الحجرية والعلماء المشهورون من مختلف دول العالم في منطقة جبل خهلان لفتح آفاق جديدة لهذا الفن القديم.

جبل خهلان

يقع جبل خهلان عند ملتقى منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة ومنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم، ويمتد من بلدة بايان أوباو شمالا إلى بلدة ماوتوكنغ أوباو ومضيق تشينغتونغ جنوبا. في اللغة المنغولية، يسمى الفرس أو الجواد بـ" خهلان "، فتم إطلاق اسم " خهلان " على هذا الجبل الشامخ والمهيب الذي يشبه مجموعة من الأحصنة الراكضة.

يتراوح ارتفاع جبل خهلان عن سطح البحر بين 2000 و3000 متر، وتقع قمته الرئيسية " أوباو قهدا " في شمال غربي مدينة ينتشوان، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 3556 مترا وهي تعتبر هكذا أعلى قمة داخل منطقة نينغشيا. يبلغ طول جبل خهلان الذي يمتد من الجنوب إلى الشمال أكثر من 200 كيلومتر وعرضه نحو 30 كيلومترا، وهو الحدود الجغرافية في منطقة شمال غربي الصين. وتضاريس شرقي الجبل معقدة، تنتشر فيها العديد من قمم التلال العالية والأجرف الحادة، ويطل الجبل شرقا على منطقة سهل خهتاو بضفة النهر الأصفر وهضبة أردوس. أما تضاريس غربي الجبل فأصبحت معتدلة وتمتد إلى هضبة آلشا.

يجاور جبل خهلان سهل ينتشوان شرقا وصحراء آلشا الكبرى وصحراء تنغقهلي غربا. وفي قديم الزمان، كان جبل خهلان مكتظا بأبناء الأقليات القومية في شمال الصين. وفي عهد " الربيع والخريف " وعهد " الممالك المتحاربة " بالصين القديمة، احتل هذا المكان سكان قومية تشيانغ. وفي عهد أسرة جين الغربية بعد توحيد البلاد، انتقل 130 ألفا من أبناء قومية الهون الذين كانوا يعيشون في شمال الصحراء إلى الجنوب حتى وصلوا إلى هذه المنطقة الجبلية الغنية بالمياه والأعشاب. وفي عهد أسرتي سوي وتانغ، استولت القومية التركية وقومية هوي هذا الجبل، وتنقل أبناؤهما إلى هذه المنطقة للبحث عن الكلأ. وفي أواخر عهد أسرة سونغ، أصبحت هذه المنطقة ميدان حرب واشتباكات بين جيش أسرة شيا الغربية وجيش الملك المنغولي جنكيز خان. وفي عهد أسرة يوان، ذكر الرحالة الإيطالي ماركو بولو في كتابه أن منطقة نينغشيا هي جزء من مملكة توفان التي اتخذت جبل خهلان عاصمة لها. وخلال فترة حكم الامبراطور كانغشي لأسرة تشينغ الملكية، جعلت السلطة المركزية جميع القبائل التي كانت تعيش في غرب جبل خهلان ضمن إحدى المحافظات الـ49 التابعة لمنغوليا الداخلية، وأطلق عليها اسم " آلشا ألوته تشي " باعتبارها مكافأة تمنح للضابط المنغولي خه لوه لي الذي خضع لأسرة تشينغ، ولعب دورا هاما في الانتصارات في الحملات العسكرية بمنطقة التبت ومقاطعة تشينغهاي. ولأن جبل خهلان على شكل هلال وتضاريسه معقدة وقاسية، فظل حكام مختلف الأسر الملكية يولون اهتماما بالغا لهذا المكان الذي يمكن الدفاع عنه بسهولة بينما كانت المهاجمة عليه صعبة جدا.

إن جبل خهلان ليس حاجزا عسكريا فحسب، بل هو حزام أخضر أيضا. وبفضله، لا يمكن للعواصف الرملية الشديدة التي تهب من صحراء آلشا الكبرى وصحراء تنغقهلي أن تتقدم إلى الشرق وتجتاح سهل تشيانتاو، بل تتوقف أمامه،ومن هنا وجدت منطقة " خهتاو " المروية التي تسمى بـ" ساي شانغ مي ليانغ تشوان " أي الأراضي الزراعية الخصبة بمنطقة الحدود الشمالية.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي