CRI Online

الماء والخضرة والوجه الحسن

cri       (GMT+08:00) 2011-09-22 14:08:51

بقلم : سليمان قناوى

هناك حكمة او مثل شعبى مصرى يقول ان ثلاثة اشياء هى أكثر ما يسعد الانسان: الماء والخضرة والوجه الحسن. وفى اليوم الثانى لزيارتى لمدينة شيندو تحققت هذه الاشياء الثلاثة فى يوم واحد. الماء تحقق من خلال زيارة مشروع دوجييان للرى ، ثم الخضرة والحدائق الغناء الى رأيتها هناك وايضا اشجار البامبو البديعة داخل قاعدة تربية الباندا، اما الوجه الحسن فتمثل فى هذا المخلوق الجميل "دبة الباندا". سعدت جدا لان كل فرد من الشعب الصينى يعامل الباندا كملكة متوجه. ليس الشعب فقط ولكن الحكومة الصينية ايضا، فكل باندا لها فيلا خاصة بها ويقدم لها افضل انواع البامبو الذى يأكل الحيوان البالغ منها حوالى 30 كيلوجراما يوميا، كما يقدم للباندا نوعا خاصا من الكيك بالاضافة الى التفاح، فضلا عن العناية الطبية الفائقة التى جعلت هذه القاعدة هى الاولى فى تربية الباندا داخل الاسر وخاصة مع معدلات التكاثر العالية حيث بدأت هذه القاعدة بستة باندات فقط عام 1986 واصبح عندها الان 106 باندات ، وفى عام 2008 عام اولمبياد بكين، كان موسم حصاد الباندا جيدا فقد شهدت القاعدة ولادة 18 باندا.

وقد صححت احدى عالمات الابحاث بالقاعدة الكثير من معلوماتى الخاطئة عن الباندا، فقد كنت اعتقد مما قرأت عنها باللغة العربية انها لا تتكاثر داخل الأسر، وأثبتت قاعدة تربية الباندا فى شيندو خطأ هذه المعلومة، حقيقة ان هناك صعوبات فى تزاوج الباندا ومن ثم فى حملها، كما ان نسبة نجاة المواليد الجدد منها كانت فقط 50% الا انه بفضل الرعاية الطبية الفائقة فى هذه القاعدة ارتفعت نسبة البقاء على قيد الحياة لحيوان الباندا الى 90%.

وأكثر ما اسعدنى اننى عملت كصحفى لاكثر من 35 عاما وكتبت الكثير من المقالات والاخبار عن الباندا دون ان اراها، وعندنا فى مصر حكمة تقول ليس من رأى كمن سمع. رؤية العين شيىء مختلف تماما فمهما قرأت وشاهدت من برامج وافلام تسجيلية عن دبا الباندا لن يكون الامر مثلما تراها بعينيك. لذلك بلغت سعادتى عنان السماء حين وقعت عيناى لاول مرة على حيوان الباندا، لقد زرت الكثير من حدائق الحيوانات فى العالم، على سبيل المثال( وندسور سفارى بارك فى انجلترا) وغيرها ، الا اننى لم اتمتع بالسعادة والاثارة الا داخل قاعدة تربية البانا فى شيندو. تحية للشعب الصينى العظيم المحب للحياةة ، الذى يرعى جميع مخلوقات الله ولا ينسى الحيوان. لم انتظر لاحكى لاولادى واحفادى ما رأيت داخل قاعدة تربية الباندا، فقد اتصلت بهم تليفونيا وحكيت لهم بالتفصيل من خلال العديد من رسائل البريد الاليكترونى، واتمنى اليوم الذى تتكاثر فيه اعداد الباندا الى الدرجة التى يمكن معها ان تهدى الصين ذكر وانثى للباندا حتى ننشىء قاعدة مثيلة فى القاهرة لمثل قاعدة شيندو. واتذكر ان الزعيم الصينى الراحل شواين لاى أهدى الزعيم المصرى الراحل(ايضا) نمرا اوشابه.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي