CRI Online

سيتشوان.. فلسفة ترفض الانكسار والاستسلام للدمار لشعب يعشق الحياةالنهج الذي سيبقى نبراساً ينير الطريق للعالم

cri       (GMT+08:00) 2011-10-25 20:43:56

عبر تاريخ البشر وعلى أرض الواقع الحي, الملموس تعرضت مقاطعة سيتشوان. في شهر ماي عام 2008 لزلزال مدمر ضرب سيتشوان في الساعة /14.28 بعد الظهر.

لقد احتد النقاش بين أعضاء مجموعتنا, و استبد الاختلاف بالآراء وتباينت الرؤى …. لكن النقاش في حد ذاته كان فرصة سانحة للحديث عن محافظة بيتشوان في مقاطعة سيتشوان والتي حملت في طياتها حقيقة أكبر، وطرحت تساؤلات أعمق بعد الزلال المدمر لغضب الطبيعة وكانت ثمرة ذلك أن تسنى لنا الوقوف على الحقيقة التالية : الإنشاءات العظيمة، جهود إعادة الإعمار مستمرة ،على مدار الساعة دون ملل أو كلل، والجميع يعمل بعزيمة وإصرار كبير، لتجاوز تلك الكارثة وتحويل معالمها لمعبد أو صرح عظيم، يحكي ويشرح فلسفة شعب في فهم الحياة وتقبلها بكل محبة، بما فيها من بياض وسواد.. فرح وحزن.. دمعة وابتسامة. فلسفة ترفض الانكسار والاستسلام للدمار، وتعلم العالم قاطبة أن الإنسان القادر المؤمن بقدرة بلاده يستطيع أن ينجز المستحيل.

وبعد وقوفنا على حقيقة غضب الطبيعة , الحقيقة هي أن الزلزال ضرب محافظة بيتشوان في مقاطعة سيتشوان فأطلال البيوت والطرق والجسور المدمرة، كانت حاضرة لتكون شاهداً على هول الكارثة وجسامة الحدث.

.. فبعد مضي ثلاث سنوات وكأن شيئاً لم يكن ، باتت تلك المناطق جديدة كليا وفي غاية الروعة ، في كل شيئ، المساكن المختلفة الأشكال التي تمزج بين الحديث والتقليدي الصيني.. الطرق الواسعة المعبدة والمنظمة.. المدارس والمستشفيات والمستوصفات الطبية إلى جانب الملاعب والمدارس الخ.. حتى الجبال العالية الراسخة ، ونؤكد من جديد كمستمعين أوفياء لإذاعة الصين الدولية للعالم وللجميع أن لا شيئ سيقف في طريق نهج الإصلاح والانفتاح الذي اعتمدته الحكومة الصينية.. هذا النهج الذي سيبقى نبراساً ينير الطريق للعالم، وأن الإصرار وعشق الحياة الكريمة، ينطلق من عمق الإيمان بقدرة الشعب، والتمسك بالعزيمة وعدم الرضوخ لنوائب الدهر سواء أكانت بشرية أو طبيعية.

ثلاث سنوات.. فترة زمنية قصيرة جداً، لا بل إنها تبدو خرافية لإنجاز هذا الجهد الجبار..هذا الجهد الاستثنائي، أو الأسطوري إن صح التعبير..

ونتشوان و وضواحيها وقرى تشنغدو لنجد أن سيتشوان حاضرة بكل المعاني , عبارات الترحيب، ومظاهر الحفاوة وطيب الاستقبال والتكريم من قبل السكان أكثر من رائعة.. يستقبلون بالأغاني والأهازيج التقليدية، وبأزياء صينية تراثية تعبر عن شكل الحياة القديمة وثقافتها وعاداتها، والتي يأبى الشعب الصيني أن يتخلى عنها أو يتركها سعياً وراء الحضارة والتقنية والعولمة، لأنه يدرك جيداً أن مستقبله لن يكون واضح المعالم ،مالم يحترم تقاليده وعراقة تاريخه الضارب جذوره عميقاً في أعماق التاريخ.

سيتشوان نفسها ضربت مفهوم الزلازل ، وقابلت بطش الطبيعة بمفهوم أعمق للحياة. سيتشوان نهضت من تحت الركام، أجمل.و أروع وأكثر قوة وإصراراً لتقول للعالم: أنا هنا لم أمت.. وسأبقى كما كنت منذ بدء التاريخ إحدى جواهر الصين العظيمة والنفيسة.

محافظة بيتشوان

أقدام تدب على الأرض مرحة مبتهجة في حياة مليئة بالسعادة و الابتسامة ... وجوه بريئة تنضج بالبهاء و الجمال والتي تنبع من الحنان و الوفاء ... هم الأمل الذي به يحيا ويزخر الوطن الصيني العظيم ... هم الزهور الندية التي لا تذبل..هم الصينيون .. هم الصينيون ..هم سكان محافظة بيتشوان وما أجمل أن أرى وترى أنت...وأنتم....

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي