CRI Online

حماية حقوق المواطنين الصينيين خارج البلاد تعتبر من المهام السامية للدبلوماسيين الصينيين

cri       (GMT+08:00) 2012-11-02 14:41:30







أظهرت إحصاءات صادرة عن المصلحة الوطنية الصينية للسياحة أن عدد السياح الصينيين إلى الخارج بلغ سبعين مليون وخمسة وعشرين ألف شخص خلال العام الماضي، وإذا أضيف عدد المواطنين الصينيين الذين يعيشون ويعملون خارج البلاد منذ أمد طويل، فسيكون العدد كبيرا جدا. وعندما يواجه الصينيون صعوبات في الخارج، أول ما يغطو على أذهانهم هو السفارات والقنصليات الصينية وغيرها من المؤسسات المعنية الصينية هناك. ونقدم لكم فيما يلي تقريرا يحمل عنوان " حماية حقوق المواطنين الصينيين خارج البلاد تعتبر من المهام السامية للدبلوماسيين الصينيين".

ضرب الإعصار التيفوني الشديد " بولافان" مساء يوم السابع والعشرين من أغسطس الماضي أرجاء كوريا الجنوبية. وفي فجر اليوم التالي، تعرضت سفينتان صينيتان، كان فيهما ثلاثة وثلاثون شخصا من طاقم السفينة، لخطر هذا الإعصار في البحر قرب جزيرة تشهجو الكورية الجنوبية، واصطدمتا بصخرة مخفية، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل وفقدان ستة آخرين، وتم إنقاذ ثمانية عشر شخصا. وفور معرفة هذا الخبر، بادر الدبلوماسيون الصينيون بالقنصلية الصينية العامة لدى تشهجو للتعاون مع الجانب الكوري الجنوبي لإنقاذ أفراد الطاقم.

وعندما عرف القنصل الصيني لدى مدينة تشهجو حاضرة الجزيرة السيد سون لي مين في الساعة الثالثة فجر اليوم نفسه هذا الأمر، هرع إلى موقع الحادث لإجراء عمليات الإنقاذ. وحول هذا الشأن، قال السيد سو لي مين الذي عمل على الحماية القنصلية لعشر سنوات:

"فور معرفة هذا الخبر، هرعت إلى المستشفى، وأبلغت القنصل العام السيدة تشانغ شين بالأمر، وحافظنا على الاتصال بالهاتف لإبلاغ الهيئات المعنية الصينية بآخر التطورات. وقبل وصول المصابين إلى المستشفى، اتصلت بالأطباء وطلبت منهم لاستعداد لعلاج المرضى. وسألت أفراد طاقم السفينتين للاتصال بأسرهم بهاتفي المحمول من أجل طمأنة أهاليهم. وعندما لاحظت أنهم حفاة، اشتريت بعض الملابس والأحذية لهم من أقرب دكان ."

وحول ما يتعلق بتجربته في هذه الحادثة، قال أحد أفراد قاطم السفينة تشانغ بينغ تشوانغ الذي يبلغ عمره ستة وأربعين عاما، قال إنه كان الأخير الذي أنقذ من السفينتين المصابتين، فكان في إحدى السفينتين المتضررتين لإحدى عشرة ساعة تماما، حيث قال:

"انكسرت ثلاثة من أضلاعي، كما ملأ الماء رئتي، مما أدى إلى التهابهما، والآن تألماني. ولم أر أمواجا كبيرة إلى هذا الحد، ولن أقوم بصيد الأسماك أبدا، لأني خفت كثيرا. كان ارتفاع الأمواج أكثر من عشرة أمتار، مما جعل السفينة مضطربة. وآمل في العودة إلى بلادي اليوم، ولقاء أفراد أسرتي صباح غد. الآن، عندما أغمض عينيي، تظهر الأمواج الكبيرة في خيالي."

جاء تشانغ هوا مين من مقاطعة شاندونغ الصينية وأصيب بجرح شديد، واستيقظ بعد أربعة وعشرين ساعة من حالة الغيبوبة. وحول المساعدات التي قدمتها له القنصلية الصينية العامة والمستشفى الكوري الجنبوي، عبر هذا الشاب عن شكره العميق لها، حيث قال:

"أشكر الوطن والقنصلية. وحصلنا على المساعدات الفورية من خارج البلاد، فأشكرهم كثيرا. وقدم لنا القنصل سون الملابس والمأكولات، لأننا كنا لا نستطيع أن نفعل أي شيء إلا تلقي العلاج في المستشفى."

وبالنسبة للدبلوماسيين الصينيين، يعتبر الحفاظ على الاتصالات الودية وبناء الثقة المتبادلة مع مختلف الأجهزة بحكومة الدولة المعتمدة من العناصر المهمة لحل المشاكل. وبالرغم من وجود بعض النزاعات في مجال صيد السمك بين الصين وكوريا الجنوبية لأسباب عديدة، إلا أن الجانب الكوري الجنوبي قدم مساعدات كبيرة لإنقاذ البحارة الصينيين المصابين في الحادثة. وفي هذا الصدد، عبرت القنصل الصيني العام السيدة تشانغ شين عن تقديرها العالي لأعمال إنقاذ كوريا الجنوبية في الحادثة، ووصفت هذا الأمر بأنه تجسيد للصداقة بين البلدين خلال السنوات العشرين الماضية منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث قالت:

"بذل الجانب الكوري الجنوبي جهودا كبيرة في أعمال الإنقاذ في هذه الحادثة، وتأثرت كثيرا بالعديد منها. مثلا، عندما عرف رئيس الجزيرة هذا الأمر، اتصل بنا هاتفيا، وأرسل لنا رسالة تهنئة، وطالب خفر السواحل ببذل أقصى جهودهم لإجراء أعمال الإنقاذ. وقال العديد من الكوريين الجنوبيين المشاركين في أعمال الإنقاذ إن هذا العام يصادف الذكرى العشرين لإنشاء العلاقات الدبلوماسية بين بلادهم والصين، وكانت العلاقات بين البلدين والشعبين جيدة، ولذلك يرغبون في التعامل مع المواطنين الصينيين مثلما يفعلونه مع مواطني بلادهم."

خلال السنوات الأخيرة، تعتبر الحماية القنصلية للمواطنين الصينيين خارج البلاد من الأعمال المهمة للوزارة الخارجية الصينية وفي هذا الصدد، قال القنصل الصيني سون لي مين:

"بصفتي قنصلا مسؤولا عن الحماية القنصلية، عندما تعرض المواطنون الصينيون لحادثة كارثية، كان يجب علي أن أصل إلى الموقع في أسرع وقت، وهذا الأمر يعتبر من واجبي."

وفي الواحد والثلاثين من أغسطس الماضي، استقل ستة عشر بحارا صينييا تم إنقاذهم طائرة إلى الصين. وقالت القنصل الصيني العام السيدة تشانغ شين في المطار لمراسلنا إن إجراء الحماية القنصلية للمواطنين الصينيين خارج البلاد يعتبر من المهام السامية لكل الدبلوماسيين الصينيين.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي