CRI Online

الصين أصبحت مشاركة ناضجة في الأنشطة الدبلوماسية المتعددة الأطراف

cri       (GMT+08:00) 2012-11-02 14:44:14







إن مدينة جنيف هي مدينة صغيرة تقع على شاطئ بحيرة جنيف، ولا يزيد عدد سكانها عن 200 ألف نسمة، ومع ذلك، فإنها تعد مركزا دوليا للأنشطة الدبلوماسية المتعددة الأطراف. ويتجمع فيها مقر الأمم المتحدة وأكثر من 40 منظمة حكومية دولية. وتشهد هذه المدينة تغيرات في المحافل الدولية، كما تشهد أيضا تطورا وتقدما حققته الصين على مستوى الأنشطة الدبلوماسية المتعددة الأطراف، وتحولا هاما من ردود أفعال سلبية في الماضي إلى المشاركة بنشاط، والآن، تخوض الصين الشؤون الدولية بصورة أكثر شمولا وعمقا.

خلال ثلاثين عاما، سافرت أربع مرات إلى الخارج من أجل العمل، من بينها العمل في بعثة الأمم المتحدة لمرتين، وفي جنيف لمرتين أخرتين.

المرأة: بدأت أشتغل في مكتب شؤون منظمة التجارة العالمية بوزارة التجارة الصينية في عام 2004، وظللت أمارس الأعمال المتعلقة بمنظمة التجارة العالمية خلال السنوات الثماني الماضية.

الرجل: في ذلك الحين، كنا نواجه ضغطا كبيرا في ممارسة الأنشطة الدبلوماسية المتعددة الأطراف في جنيف، اليوم، ارتفعت مكانة الصين في العالم، فلا يمكن المقارنة مع ما كانت عليه قبل عشرين عاما.

عندما تتقن الصين استغلال القواعد الدولية بشكل جيد، فهذا الأمر يشير إلى أنها أصبحت عضوا ناضجا.

عادة، يصف الناس السيد ليو تشن مين بأنه سفير الصين لدى جنيف، ولكن السيد ليو صحح هذا اللقب واستبدله ب"مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف والمنظمات الدولية في سويسرا"، بالرغم من أن اللقب يتكون من كلمات كثيرة، ولكنها تعكس خصائص جنيف فعلا. وكما قال السيد ليو تشن مين، إن جنيف تعد مركزا دوليا للأنشطة الدبلوماسية المتعددة الأطراف، ومصدرا للأنشطة الدبلوماسية الصينية المتعددة الأطراف. إذ قال السيد ليو:

"خلال مائة سنة، تلعب جنيف دورا مهما بكونها مركز الأنشطة الدبلوماسية المتعددة الأطراف. وتوجد في هذه المدينة أكثر من 40 منظمة حكومية دولية، و200 منظمة غير حكومية، وبعثات دائمة لديها من 170 دولة، بالإضافة إلى عقد حوالي عشرة آلاف اجتماع دولي كل سنة. وفي الوقت نفسه، تعد مدينة جنيف مصدرا للأنشطة الدبلوماسية المتعددة الأطراف للصين الجديدة، ولها مكانة هامة في تاريخ الصين الدبلوماسي."

وفي عام 1992، زار ليو تشن مين جنيف للمرة الأولى، وعاد إليها عام 2012، للمرة الثانية، وخلال عشرين عاما، أحس السيد ليو بالكثير من التغيرات والاختلافات، إذ قال:

"قبل عشرين عاما، وفي ذلك الحين، كنا نواجه ضغطا كبيرا في القيام بالأنشطة الدبلوماسية المتعددة الأطراف في جنيف، وبعد انتهاء الحرب الباردة، شنت البلدان الغربية موجة من الحملات ضد الصين. وبعد عشرين عاما، عندما عدت إلى جنيف مرة أخرى، لاحظت التغيرات الكبيرة التي حدثت، أولا وقبل كل شيء، ارتفعت مكانة الصين في العالم، اليوم، لا يمكن مقارنتها مع ما كانت عليه قبل عشرين عاما، بالفعل، اليوم، تحظى الصين باعتراف البلدان الأخرى في تسوية الشؤون الدولية."

حول تأثير الصين المهم في القضايا الدولية، قالت جيانغ سو جين الدبلوماسية الصينية الدائمة لدى منظمة التجارة العالمية:

"يمكننا الإحساس بمكانة الصين الهامة في منظمة التجارة العالمية، أحيانا، تم تغيير مواعيد الاجتماعات بسبب غياب ممثل صيني، بالفعل، إن الجميع يحترمون الصين احتراما كبيرا، ويأملون سماع صوتها."

وفي عام 2001، انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية. وبعد سنتين، أي، في عام 2003، بدأت جيانغ سو جين تشتغل في إدارة شؤون منظمة التجارة العالمية بوزارة التجارة الصينية، وفي فبراير عام 2011، كُلفت جيانغ بالعمل في جنيف كدبلوماسية صينية دائمة لدى منظمة التجارة العالمية، وأشارت جيانغ بكل صراحة إلى أنه خلال ثماني سنوات، لاحظت كأحد شهود عيان أن الصين تتطور شيئا فشيئا إلى أن أصبحت مشاركة ناضجة في منظمة التجارة العالمية، إذ قالت:

"خلال العقد الماضي منذ انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، وفي البداية، تعلمت الصين القواعد والأعراف التي وضعتها البلدان المتطورة مثل الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي، وهي مألوفة لدى هذه البلدان، ولكن، بالنسبة للصين، هذه القواعد والأعراف تعتبر جديدة كليا، فمن الضروري استغراق وقت كبير لتعلمها. وبعد عقد من الزمن، وبالرغم من أن الصين ما زالت في طور التعلم، ولكنها أصبحت أكثر نضوجا وثقة بنفسها، وأيضا قادرة على أداء دورها الإيجابي في إطار القواعد".

وعند الحديث عن التغيرات الكبيرة التي شهدتها الصين في الأنشطة الدبلوماسية المتعددة الأطراف خلال العقد الماضي، أشار سفير الصين ليو تشن مين باختصار إلى أن الصين تلعب دورا هاما في المحافل الدولية بصورة أكثر شمولا وعمقا ونشاطا، مضيفا أنه خلال العقد الماضي، شاركت الصين بنشاط أكثر في النظام الدولي، وخاصة منذ وقوع الأزمة الاقتصادية الدولية وسلسلة من الأحداث الدولية الهامة، تم دفع الصين إلى وسط المحافل الدولية، وفي هذا الصدد، قال ليو:

"شاركنا في الشؤون الدولية بصورة أكثر عمقا، وهذا يتمثل خصيصا في وضع جداول الأعمال العالمية والقواعد الدولية وإصلاح الأنظمة، بالإضافة إلى تقديم الأفكار الإبداعية في وضع بعض الأعراف الدولية الجديدة".

ومضى يقول ليو تشن مين إن عمل الصينيين في صفوف الإدارة في المنظمات الدولية يشير أيضا إلى مشاركة الصين في الشؤون الدولية بصورة أكثر عمقا، ونأخذ الدكتورة مارغريت تشان على سبيل المثال، في عام 2007، تولت الدكتورة مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، وفي السنة الجارية، نجحت في تمديد الولاية الثانية، وعلاوة على ذلك، تولى الصينيون أيضا مناصب هامة في المنظمة العالمية للملكية الفكرية والاتحاد الدولي للاتصالات السلكية واللاسلكية، واتحاد البريد العالمي.

وفقا لاعتقاد ليو تشن مين، بعد أن أصبحت الصين ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم، طالب المجتمع الدولي الصين بتحمل المزيد من المسؤوليات الدولية وتقديم المزيد من الرسوم للمنظمات الدولية وزيادة الإغاثة الدولية، بالإضافة إلى تحميل الصين المزيد من المسؤولية عن خفض الانبعاثات المسببة في تغيرات المناخ، ولذلك، ينبغي علينا عرض الأوضاع الواقعية عن التنمية غير المتوازنة في الصين أمام العالم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ستقدم الصين تدريجيا المزيد من المساهمات في المجتمع الدولي، وفي الوقت نفسه، من الضروري تعزيز جهودها في المشاركة في وضع الأعراف والمعايير الدولية من أجل مصلحتها الذاتية.

وفي هذا الصدد، قالت الدبلوماسية جيانغ سو جين:

"إذا لم تستغل الصين القواعد بمنظمة التجارة العالمية، فهي لن تكون سوى لوائح قانونية فقط، ولكن، إذا استغلتها الصين بشكل جيد انطلاقا من المصالح الذاتية، فهذا يشير إلى أن الصين ستصبح عضوا ناضجا في المنظمة".

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي