CRI Online

زيارة مدينة ليوبانشوي بمقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين

cri       (GMT+08:00) 2013-09-05 15:20:58

وادي نهر بيبان الكبير

ينبع وادي نهر بيبان الكبير من نهري كولا وكهدو الواقعين في ملتقى مقاطعتي يوننان وقويتشو.

يبلغ طول الوادي أكثر من مائة كم، ويمر بمحافظة شويتشنغ ومنطقة ليوتشي الخاصة الخاضعتين لليوبانشوي. ويجمع وادي نهر بيبان الكبير غابات القمم الجبلية والكهوف الكارسيتية والأحجار الغريبة والشلالات والغطاء النباتي البدائي للغابات. لا يقل هذا الوادي في جماله وخطورته عن مضايق نهر اليانغتسي الثلاثة، ويضارع في عظمته وادي غراند كانيون الضيق في الولايات المتحدة. فيه آثار ثقافية لدولة يهلانغ مثل الرسوم الجدارية القديمة وأطلال المدينة القديمة وغيرهما ومشاهد ثقافية بشرية مثل جسر السلاسل الحديدية والنقوش على الجروف وطريق البريد القديم الخ، وهذا ما جعله منتجا هاما على الخريطة السياحية في غربي قويتشو.

فاآر وفادو هما أخطر منعطفين في نهر بيبان. ويبلغ إجمالي طولهما حوالي أربعين كيلومترا. على جانبي النهر جروف شديدة الانحدار وقمم جبلية غريبة. النهر يتجه أحيانا إلى الشرق وأحيانا إلى الغرب على شكل S حسب امتداد الجبال، ومازال فيه عدد من جسور السلاسل الحديدية المشيدة في أواخر زمن أسرة تشينغ (1616م-1911م)، وهو مزار سياحي نادر للأودية.

وعلى جانبي وادي نهر بيبان الكبير تعيش نوع من القرود المهددة بالانقراض. وهي حيوانات جميلة وغريبة خاضعة لحماية الدولة من الدرجة الأولى. في الوادي أيضا أكثر من 849 نوعا من الحيوانات والنباتات، عشرات منها محمية من الدولة من الدرجة الثانية مثل الماكاك وغيره، والنباتات الطحلبية والسرخسيات ومئات الأنواع من النباتات الطبية.

إضافة إلى الموارد الطبيعية الوفيرة، لدى مدينة ليوبانشوي أيضا موارد ثقافية غنية، حيث يعيش أبناء أكثر من ثلاثين قومية على مدى مئات السنين بين هذه الجبال الخضراء والأنهار الصافية، منها قوميات هان ومياو ويي وغيرها، ويحافظون على العادات والتقاليد المحلية، ويعيشون حياة بسيطة، حيث يعملون من شروق الشمس حتى مغيبها. ويحتفلون بكثير من أعياد القوميات المختلفة. تختلف العادات والتقاليد هنا بين القرى التي لا يفصل بينها أكثر من كيلومتر. ولديهم عيد صغير كل يوم تقريبا، وعيد كبير كل عدة أيام، ويبلغ عدد أعياد القوميات المختلفة أكثر من ألف عيد، منها نفخ مزمار لوشنغ ورقصة لينغدانغ (الجرس الصغير) وغيرهما. ولما كانت هذه الأعياد القومية تجذب السائحين من داخل الصين وخارجها، فقد أضافت ليوبانشوي إلى مشروعاتها السياحية مهرجان تياوهوا لقومية مياو الذي يقام في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الأول ومهرجان المشعل لقومية يي الذي يقام في اليوم الرابع والعشرين من الشهر القمري السادس ومهرجان لانغشان لقومية بويي الذي يقام في اليوم الرابع من الشهر القمري الرابع والسادس من الشهر القمري السادس حسب التقويم الصيني القديم.

هنا تتعايش العادات والتقاليد البدائية للأقليات القومية في متحف سوهقا الإيكولوجي بمنطقة ليوتشي الخاصة الذي يعتبر أول متحف إيكولوجي في آسيا، ويقع في ناحية سوهقا بمنطقة ليوتشي الخاصة التي يعيش فيها أبناء تشانغ جياو مياو، وهم أحد أفخاذ قومية مياو، الذين يعيشون منعزلين عن العالم الحديث. يبلغ عددهم أكثر من ستة آلاف فرد، وهم أحد أقل الفروع عددا من الأقليات القومية في الصين، ويعيشون في جبل داتشينغ الذي يرتفع عن مستوى سطح البحر ألفا وستمائة متر. هذه المنطقة عالية وشديدة الانحدار، مناخها بارد وأرضها فقيرة. يأكلون من زرعهم ويلبسون من نسجهم ويعيشون حياة قبلية، أهم سماتها الشجاعة والجد والذكاء. هذه المنطقة هي الوحيدة في العالم التي يوجد بها أبناء تشانغ جياو مياو، ولهذا تعتبر من المستحاثات الحية للمجتمع البدائي البشري.

زينة الرأس لأبناء تشانغ جياو مياو هي أكثر ما يجذب زوار هذا المكان. إنها بمثابة تاريخ لهم، الفتاة منهم تضع قرنا طوله حوالي نصف متر فوق رأسها، وتلف شعرها الأسود الطويل على هذا القرن الطويل، وتشكل زينة لرأسها يبلغ ارتفاعها حوالي 15 سنتيمترا، وجانباها الأيمن والأيسر تحت الأذنين وفوق الكتفين. في الأيام العادية يلبس الرجل المنديل الأسود بدلا من القرن الطويل، وتلبس المرأة القرن الطويل ولا تلف عليه شعرها. القرن الطويل يجسد عبادتهم للطبيعة، وهو رمز لهم.

مازال أبناء تشانغ جياو مياو يعيشون حياة قبلية ويحتفظون بعادات وثقافة وتقاليد قديمة. لهم حفلاتهم في الزفاف وترتيبات الجنائز وتقديم القرابين للجبل والشجر. نساؤهم بارعات ذكيات، يمارسن زراعة القنب والنسج والتطريز، ويصنعن ملابسهن بأيديهن.


1 2 3 4
أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي