CRI Online

سفريات سياحية إلى مقاطعة قويتشو بوسط الصين

cri       (GMT+08:00) 2013-12-13 15:58:43

تقع مقاطعة قويتشو بجنوب غربي الصين، وتعيش فيها 48 أقلية قومية صينية، ومن أجل المحافظة على الخصائص القومية المميزة بشكل أحسن، أسست إدارة المقاطعة المحلية أربعة متاحف قومية طبيعية دون حواجز لتعريف الزوار والسياح من داخل البلاد وخارجها بالثقافات القومية والتقاليد الشعبية الفريدة.

كانت هذه المتاحف القومية الطبيعية الأربعة، هي في الحقيقة أربع قرى محمية طبيعية مأهولة بالأقليات القومية المختلفة، ولم تخصص فيها صالة للعرض والمعروضات، ويمكن للزوار أن يدخلوا القرى مباشرة ويتجولون فيها بحرية لمشاهدة الملامح القروية المتميزة بالصفات القومية الخاصة ومعرفة تقاليد أهاليها وثقافاتهم وغيرها.

تبني في مقاطعة قويتشو أربع قرى قومية محمية طبيعية، وأولها قرية يعيش فيها أبناء تشانغ جياو مياو زو بغربي مقاطعة قويتشو، وتم بناؤها بالتعاون بين الصين والنرويج، ثم تقع في جنوب شرقي المقاطعة المنطقة المحمية لقومية دونغ وبلدة لونغ لي القديمة، وبجنوب المقاطعة القرية المحمية لقومية بو يي.

أنشأ متحف سوه قا القومي الطبيعي في القرية المأهولة بالمواطنين من قومية تشانغ جياو مياو في عام 1998، وذلك بالتعاون بين مقاطعة قويتشو والهيئة النرويجية المعنية، وتحتل مساحة القرية القومية 120 كيلومترا مربعا يعيش فيها أكثر من أربعة آلاف مواطن، هناك عادة قومية قديمة وفريدة محفوظة حتى اليوم، وهي تسريح أبناء هذه القومية شعورهم على شكل قرني البقرة، لذا، يسميهم الناس تشانغ جياو مياو زو يعني قومية مياو ذات قرني البقرة.

وهناك قصة أسطورية قديمة تروي أن أبناء قومية مياو يعيشون في إقليمهم الحالي منذ القدم، حيث كانت الحيوانات المفترسة التي تعيش في الغابات غالبا ما تحوم حول القرية، ومن أجل إخافة هذه الحيوانات البرية وحماية أنفسهم، بدأ القرويون يعلقون الزينات الغريبة على رؤوسهم، وهي تتشكل باللوحات الخشبية الرقيقة على شكل قرني البقرة، ثم وضعها على الرأس وتلف عليها الألياف الصوفية والكتانية مع الشعر الطويل حتى تثبت على الرأس بشكل جيد. وذكر أن مثل زينة الرأس هذه يمكن أن يصل وزنها أحيانا إلى كيلوغرامين، وصار ذلك رمزا واضحا لهذه القومية القديمة.

يعتبر هذا المتحف القومي الطبيعي أول المتاحف الطبيعية من هذا النوع في الصين وحتى في منطقة آسيا، إذ أن العادات الشعبية والثقافات القومية القديمة هنا لم تتغير حتى الآن، بما فيها الأسلوب الإنتاجي ونمط الحياة وبعض فنون الصبغ الشمعي القديمة للقماش والألحان الموسيقية والرقصات الشعبية المنفردة، وخاصة أن الزينات الغريبة على رؤوسهم والزينات الجميلة على ملابسهم فريدة ونادرة الوجود في العالم.

نتجول في القرية بمحاذاة الطريق المعبد بالحجارة، ونجد أن هناك نوعا من النباتات يسميه المحليون ما قان يعلق على جدران المساكن بجانب الطريق، وذكر أنه من أهم المواد الخام لنسيج القماش الكتاني الذي يأخذه المحليون لصنع الملابس والزينات. ويمكن للزوار أن يشاهدوا كل عملية الصنع من نسيج القماش إلى صبغه وتطريزه وخياطة الملابس، وجدير بالذكر أن كل ذلك يكتمل بالأعمال اليدوية، ولا يتم تطريز طاقم من الملابس إلا بعد سنتين أو ثلاث سنوات، لأن طرق التطريز ودروزه متعددة ومعقدة، وأحيانا يحتاج خيط قطني رقيق مثل شعرة إنسان إلى فصل بضعة عشر خيطا أكثر رقة لاستخدامها في التطريز الدقيق، يا لها من مهارة تطريزية بارعة!

وخلال الزيارة الميدانية في القرية، لا يستطيع للزوار أن يشاهدوا بأم أعينهم مساكن المحليين المميزة وزيناتهم المختلفة والمطرزات الجميلة على الملابس والآلات الموسيقية القومية والأدوات الإنتاجية والمعيشية القديمة فحسب، بل بإمكانهم أن يسجلوها بآلات التصوير والتسجيل ويحفظوها باعتبارها من الآثار الثقافية القومية القيمة.

نصل إلى متحف قومي طبيعي آخر يدعى قرية تانغ آن الجبلية لقومية دونغ، يرجع تاريخه إلى سبعمائة سنة، إنها قرية مبنية على سفح الجبل، ووراءها الغابات العذراء، لذا فهي غنية بالآثار الطبيعية. وكان برج الطبل وجسر الرياح والأمطار يعتبران بنايتين رمزيتين بالقرية، وشكلهما البنائي جميل ومميز. ومعظم القرويين يسكنون في المساكن المعروفة باسم دياو جياو لوه.

يقع برج الطبل في وسط القرية، وهو مبنى خاص لقومية دونغ، كان دوره للدفاع عن القرية وضد العدوان الخارجي، أما الآن، فأصبح مكانا خاصا لتسلية القرويين، ودائما ما يجلس فيه بعض المسنين للعب الشطرنج أو يغني فيه الشباب أو يتحادث فيه العشاق أحيانا.

عندما خرجنا من القرية تانغ آن، شاهدنا مجموعة كبيرة من الحقول الزراعية المتدرجة مسترخية على الجبال، وأخبرنا الدليل السياحي أن أجيال قومية دونغ بنوها منذ مئات السنين، كلما يحل فصل الربيع، تصبح هذه الحقول مملوءة بمياه الينابيع، ويحسبها الناظر من بعيد كأنها مرايا تتلألأ تحت أشعة الشمس، أما في فصل الصيف، فتصبح أشرطة خضراء تحيط الجبال وتربطها ببعضها البعض، وعندما يحل فصل الخريف، تغطي الحقول المدرجة كلها باللون الذهبي رمزا للمحاصيل الوافرة. وباختصار القول إن مشاهد الحقول المدرجة الجميلة والمتغيرة حسب اختلاف الفصول الأربعة تجذب أنظار السياح بشدة على طول السنة.

بدأت القرية تولي اهتمامها الكبير بتطوير السياحة في السنوات الأخيرة، والآن لم يعد القرويون يتكلمون اللغة الصينية الفصحى فحسب، بل يمكنهم أن يتبادلوا الأحاديث مع الأصدقاء الأجانب باللغات الأجنبية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي