CRI Online

العَالم فيِ "شِيشي"

cri       (GMT+08:00) 2014-01-10 09:52:41

 

بقلم إياد محمد حسن التويمي


حديقة شيشي

في سعادة أي شعب من الشعوب أن يرتبط يومياً بالعالم ومباهجه، وإذا كان هذا العالم يعيش في الشعب وفي كل أفراده يومياً، فيكون الحُلم جماعياً للشعب وفردياً في الوقت نفسه. أحيانا تقوم بعض الدول بإستحضار العالم إلى حيث هم يعيشون للتخفيف عن الشعب من صعوبة الحياة اليومية، ولده بطاقة متجددة ليحيا سعيداً وينبض بالحياة في كل لحظة يحياها كريماً. هذا هو حال الصين الشعبية، البلد الصديقي والعامل لخير شعبه الكبير، وهذا هو حال "حديقة شيشي" التي بنتها الحكومة الصينية لشعبها. وفي هذه الحديقة العجيبة وضعت الصين نباتات وأشجار وحيوانات وطيور من مختلف أنحاء العالم، فكان حلم كل مواطن صيني متحققا في الطبيعة الصينية المحيطة به بجانب بيته وعمله، فما بالكم اذا كانت هذه الحدائق تمثل مختلف بيئات العالم، وكما يسمونها علميا، "الفلورا والفاونا"، فتعالو يا أصدقائي لأُحدثكم عن "شيشي"، لتعملوا على بناء مثيلاتها لديكم، فيتحقق حلمكم الذاتي والوطني ايضا.


حديقة شيشي

تبعد الحديقة حوالي 5 كيلومترات عن البحيرة الغربية الشهيرة في مدينة هانغتشو. هي تنتمي إلى " الأرض الرطبة الثانية داخل المدينة ". في الحديقة توجد مصادر بيولوجية وافرة ومناظر طبيعية بسيطة ورواسب ثقافية عميقة، فتعد " الحديقة الوحيدة التي تجمع الأرض الرطبةالمدنية والأرض الرطبة الزراعية والأرض الرطبة الثقافية في كيان واحد. تنقسم الحديقة إلى ثلاثة قطاعات: القطاع الشرقي بمساحة 2.4 كيلومتر مربع، مغلق، مهمته الرئيسية تربية واستعادة الأرض الرطبة الأصيلة المتعددة الأجناس. والقطاع الغربي بمساحة 1.78 كيلومتر مربع، مغلق لمدة محددة، مهمته إعداد الأرض الرطبة البدائية. والقطاع الأوسط بمساحة 5.9 كيلومتر مربع، مهمته استقبال الزوار، إذ فيه رواق أخضر بطول 50 متراً، متكوّن من الخضرة الدائمة.. الأشجار الضخمة والأشجار المنخفضة والشجيرات الرفيعة والنباتات العشبية والنباتات المائية، ويبدو كأنه حزام أخضر حريري ممتد من خارج الحديقة إلى داخلها. الماء هو روح الحديقة. ويشغل الرصيف والبركة والبحيرة والأرض الرطبة 60 % من مساحة الحديقة.


حديقة شيشي

تتوسط الحديقة 6 جداول، تنتشر على امتدادها روافد وبركات حرشفية الشكل للسمك. تعيش في الحديقة نباتات مائية وبرية وحيوانات برية، منها القصب وكستناء الماء والطحلب البطي واللوطس في الماء، وأشجار البرقوق والكاكي والكافور والبامبو على ضفاف الجداول، والسابوت وشبوط العشب والأربيان والأنقليس تحت الماء، والبلشون الأبيض والرفراف والبط ذو الرأس الأخضر والنورس في السماء. ويشكّل كل ذلك مشهدا بيولوجيا تنفرد به الأرض الرطبة. الربيع هو موسم نمو المخلوقات.

والربيع في حديقة شيشي يعطي الزائر شعورا بنبضات الحياة. ففيها تتراقص الطيور والحيوانات متناغمة، وإذا جال الزائر على متن القارب وهو ينظر إٍلى نورها الصفصاف على الضفاف وضباب السحب في السماء ودخان الطبخ في الجو، ليشعر بأنه يقف في الفردوس. المياه في الحديقة واسعة العرض، شديدة العمق، صالحة لسباق القوارب في عيد يسمى عيد قوارب التنين "اليوم الخامس من الشهر الخامس القمري". وحينذاك، تشارك عشرات القوارب في السباق على سطح البحيرة. وأصبح المعبر الهادئ صاخبا. الحديقة مصيف صالح، تنصب فيهخيمات تحت الأشجار العملاقة القديمة للاستمتاع بالنسيم المريح والهواء النقي. في الحديقة حوالي 50 ألف شجرة كاكي، تتحول ثمارها إلى حمراء في الخريف كأنها فوانيس حمراء تتدلى على أغصان الأشجار، فما أجمل هذه المشهد! أما في الخريف فإن الأحلى هو الكاكي والأجمل هو زهور القصب، فعندما تهب الريح تتطاير الزهور في الجو، كأنها جماعة من البجع الأبيض الراقص في السماء .

إلى جانب ملامح شيشي الطبيعية فلملامحها الإنسانية جاذبية كبيرة أيضا. فهي كانت مرتاد الأدباء والشعراء منذ عهد أسرة سونغ " 960 ـ 1279 ". ومن أشهر الأمكنة التي كانوا يرتادونها "كوخ شيشي " و" كوخ بوآن" و"مقصورة شيشي" و "مكتبة لانشي"، الخاصتان لحفظ الكتب والمطالعة واجتماع الأصدقاء الكُثر. هناك بيت خاص تعرض فيه حياة الآهلين الصينيين الريفية، وآلياتهم الزراعية وأدواتهم المخصصة للصيد في البرِ والبحيرة.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي