CRI Online

ازدهارالتجارة الإلكترونية يفجر ثورة تسوق في الصين

cri       (GMT+08:00) 2014-03-05 16:36:12

ازدهارالتجارة الإلكترونية يفجر ثورة تسوق في الصين

 

بينما تستعد مراكز التسوق في بكين لمبيعات عيد الميلاد بالديكورات المبهرة وترويج الأسعار، تسمرت لين فانغ فانغ أمام موقعها المفضل في التسوق على شبكة الإنترنت.

تقول الموظفة والتي تعمل لدى شركة إعلان بالعاصمة الصينية، "بنقرة ماوس فقط، يمكنك شراء أشياء عالية الجودة على الانترنت وبأسعار أرخص بكثير، فلماذا تكلف نفسك عناء الذهاب إلى مراكز التسوق في البرد القارص وتنفق أكثر ؟"

تراوحت مشتريات لين من على الانترنت ما بين زوج من القفازات الجلدية إلى الثلاجة، والخضروات العضوية إلى أواني الطبخ. كانت الأسعار تقل عن نصف تلك الموجودة في مراكز التسوق، حتى أنها تمكنت من شراء بعضها بـ 30 بالمئة فقط من أسعارها العادية.

ثورة في التسوق

خيارات لين في موسم العيد تجسد سنة ممتازة للتجارة الإلكترونية في الصين وتحول كبير للمستهلكين بعيدا عن الشارع. ويتوقع البائعون على الانترنت تحقيق مبيعات كبيرة في عيد الميلاد.

ولين هي مجرد واحدة من بين الملايين من المتسوقين عبر الإنترنت ساهموا بأكثر من تريليون يوان في إيرادات جنت خلال الأشهر الـ 11 الأولى من عام 2012، بواسطة أكبر موقعين صينيين للتجارة الإلكترونية - تاوباو دوت كوم وتي مول دوت كوم - التابعين لمجموعة علي بابا القابضة العملاقة للتجارة الالكترونية.

وحققت مجموعة على بابا 19.1 مليار يوان في "يوم العزاب" الموافق 11 نوفمبر الماضي، ما جعلها أكبر شركة في عالم التسوق عبر الإنترنت في العالم، متفوقة على سايبر مونداي، نظيرتها في الولايات المتحدة بإيرادات بلغت الضعف.

وبينما حقق أكثر من 5 آلاف منفذ تسوق في شانغهاي ما مجموعه 6.4 مليار يوان خلال أيام عطلة العيد الوطني السبعة هذا العام، تجاوزت على بابا هذا المبلغ في نصف يوم فقط يوم 11 نوفمبر، وفقا لإحصاءات الشركة.

حتى أن مجموعة أبحاث يورومونيتور العالمية توقعت في دراسة حديثة أن يتجاوز موقع تي مول التابع لشركة على بابا إيرادات موقع أمازون بحلول عام 2015، مما يجعل تي مول أكبر موقع للتجارة الإلكترونية في العالم. ويجب أن تصل إيرادات تي مول إلى 120 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2017، وفقا ليورومونيتور، التي رجحت وصول إيرادات أمازون إلى 100 مليار دولار أمريكي.

إلى جانب شركة علي بابا، جنت مواقع صينية أخرى للتجارة الإلكترونية أرباحا وفيرة في عام 2012. وتلقى موقع سانينغ دوت كوم، أكبر متجر تجزئة للأجهزة المنزلية في الصين، تلقى ثلاثة ملايين أمر خلال ثلاثة أيام من العروض الترويجية من 9 إلى11 نوفمبر. وتلقى موقع داندونغ دوت كوم، أحد أكبر المواقع الصينية للتجارة الإلكترونية، أوامر بقيمة 20 مليون يوان في يوم العزاب.

يقول يانغ بن، رئيس شركة أناليسيس الدولية للتحليلات ومقرها بكين، "يمكننا أن نسميها ثورة مقارنة بنمط التسوق التقليدي"، مضيفا ان "العصر الجديد للتجارة الإلكترونية جلب بالفعل تحديات لتجارة التجزئة التقليدية فضلا عن دفع الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل."

وفي الواقع، أصبحت التجارة الإلكترونية في الصين تجارة ضخمة بمئات المليارات من الدولارات. ويتسوق ما مجموعه 193 مليون صيني عبر الإنترنت بشكل منتظم، وبحلول عام 2015، يتوقع خبراء الإحصاءات الرسمية ان ينمو هذا العدد إلى 350 مليون - أي نصف مستخدمي الانترنت المحتملين في الصين.

حتى الحكومة الصينية تضع ثقلها وراء التجارة الإلكترونية في خطتها الخمسية الأخيرة، وتنفذ سياسات على أمل مضاعفة حجمها السنوي بأربعة أضعاف في الفترة من 2010 حتى 2015 لتصل إلى 2.9 تريليون دولار، ما سيمثل 9 بالمئة من إجمالي تجارة التجزئة الصينية. وكان المعدل 5 في نهاية عام 2011.

ولو سارت الأمور مع على بابا كما هو متوقع، سيتحقق هذا الهدف. وتوجد حوالي 800 مليون قطعة معروضة للبيع في المتاجر على منصتيها على الإنترنت، تجذب أكثر من 60 مليون زائر يوميا. وتباع ما يصل إلى 48 ألف قطعة في كل دقيقة على تاوباو دوت كوم.

ولكن انفتاح التسوق الالكتروني ينطوي أيضا على مخاطر. ووقع ما يقرب من ثلث المتسوقين على الإنترنت في الصين ضحية مواقع خادعة خلال أيام الترويج في نوفمبر، الأمر الذي كبدهم 4.7 مليار دولار أمريكي، وفقا للجمعية الصينية للتجارة الالكترونية.

كما أظهرت البيانات الخاصة بالجمعية استلام 8160 شكوى ضد الباعة الالكترونيين في نوفمبر تتعلق 54.3 بالمئة منها بشحنات مغشوشة واحتيال ترويجي وتسليم بطئ.

يقول لي تساو، مدير مركز الصين لأبحاث التجارة الالكترونية، "في الوقت الراهن، تتنافس معظم محلات الانترنت على أساس السعر المنخفض بدلا من التركيز أكثر على الخدمة الممتازة وبناء العلامات التجارية الموثوقة. وهذا سيضر بالتنمية المستدامة للتجارة الإلكترونية في الصين".

ويؤكد بقوله "هناك حاجة إلى نظام قانوني لكبح جماح المواقع الاحتيالية، في حين تحتاج شركات التجارة الإلكترونية أيضا إلى ضبط أنفسها لبناء ثقة العملاء".


1 2
أخبار متعلقة
تعليقات