CRI Online

حزام طريق الحرير الاقتصادي

cri       (GMT+08:00) 2014-08-20 09:54:17
إن إنشاء "حزام طريق الحرير الاقتصادي" فكرة طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء الجولة التي قام بها في أوائل شهر سبتمبر عام 2013 في دول آسيا الوسطى، وقد لقيت هذه الفكرة إجماعا واسعا في قمة مجموعة شانغهاى للتعاون التي عقدت في بالعاصمة القرغيزية بيشكيك. كما اهتم المجتمع الدولي كثيرا بهذه الفكرة.

وتأمل العديد من الدول تعزيز التعاون الاقتصادي والإقليمي مع الصين، ولكن الكثيرين ليست لديهم فكرة واضحة عن "حزام طريق الحرير الاقتصادي"، وبالتالي بات من الضروري تقديم الحقائق وشرحه للناس.

ويستند "حزام طريق الحرير الاقتصادي" على مفهوم طريق الحرير القديم، ويشكل منطقة التنمية الاقتصادية الجديدة في غرب الصين، ويمثل رؤية اقتصادية طموحا تسعى لبناء جسر يربط بين دائرة اقتصادية في آسيا والمحيط الهادئ شرقا ودائرة اقتصادية أوروبية متقدمة غربا، ليكون " "أطول ممر اقتصادي رئيسي في العالم." ويشكل "حزام طريق الحرير الاقتصادي" نمطا جديدا للانفتاح الصيني من جميع النواحي، وجزءا مهما في تحقيق التنمية المتوازنة بين شرق الصين وغربها.

و"حزام طريق الحرير الاقتصادي" مبادرة تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين آسيا وأوربا. كما أن "حزام طريق الحرير" يمثل دائرة اقتصادية تربط بين شرق آسيا وأوروبا الغربية، الغنية بالطاقة والموارد المعدنية والسياحية والزراعية والثقافية، ما يجعل المنطقة سوقا فريدة من نوعها من حيث الحجم والإمكانات. ويعتمد "حزام طريق الحرير الاقتصادي" على نهج وتنسيق استراتيجي، واتصالات سياسية مرنة للغاية، ولا يسعى إلى ترتيبات مؤسسية إلزامية. وهذا النموذج المبتكر للتعاون سوف يزيد من توثيق الروابط الاقتصادية بين البلدان الأوروبية والأسيوية، وتعميق التعاون بينها، وخلق مساحة أوسع للتنمية.

و"حزام طريق الحرير الاقتصادي" خطة اقتصادية جغرافية لا تهيمن عليها الصين وحدها، ولكنها عملية تعاون مفتوحة و متنوعة. كما لن يكون هناك طرف مسيطر على "حزام طريق الحرير الاقتصادي" وإنما سيكون التعاون بين الجميع على قدم المساواة. كما لا يوجد جدول زمني إلزامي، والفكرة سوف تنضج تدريجيا. وطريق الحرير غير مغلق على دول بعينها، وإنما منفتح على الثقافات الأخرى المتنوعة وعلى أساس الاحترام المتبادل. مما لا شك فيه، فإن بناء "حزام طريق الحرير الاقتصادي" يتماشى مع مصالح واحتياجات التنمية الاقتصادية في البلدان الأوروبية والأسيوية، وتوسيع التعاون الاقتصادي بينها.

وقدم الرئيس الصيني شي جين بينغ خمسة اقتراحات: أولا، تعزيز التواصل السياسي، والمتمثل في مواصلة التبادلات بشأن استراتيجيات التنمية الاقتصادية، والتفاوض على تطوير برنامج التعاون الإقليمي. ثانيا، تعزيز طريق التواصل. وفتح طريق يمتد من المحيط الهادئ إلى بحر البلطيق، وتشكيل شبكة نقل للاتصال بين شرق آسيا وغرب آسيا وجنوب آسيا. ثالثا، تعزيز التدفق التجاري. حيث يبلغ عدد سكان منطقة حزام طريق الحرير الاقتصادي 3 مليارات نسمة، وحجم السوق هائل للغاية. وينبغي على جميع الأطراف مناقشة واتخاذ الترتيبات المناسبة وتعزيز قضايا تسهيل التجارة والاستثمار. رابعا، تعزيز الدورة النقدية عن طريق التبادلات بالعملات الإقليمية بدلا عن العملات الدولية، وتحسين القدرة التنافسية الدولية للاقتصاد في المنطقة. خامسا، تعزيز دعم الاتصال بين شعوب المنطقة وتعزيز التبادلات الودية بين الناس.

إن التنمية التجارية والاقتصادية للصين ودول آسيا الوسطى في السنوات ال20 الماضية، هيأت فرصا كبيرة لنجاح اقتراح شي جين بينغ لبناء "حزام طريق الحرير الاقتصادي"، ووفقا للإحصاءات، ففى بداية انشاء منظمة شنغهاي للتعاون في عام 1992، كان حجم التجارة بين الصين وكازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وغيرها وصل إلى 460 مليون دولار، في عام 2012 وبعد 20 سنة ارتفع حجم التبادل التجاري 100 مرة ليصل إلى 46 مليار دولار أمريكي. ومن المتوقع بعد اكتمال " حزام طريق الحرير الاقتصادي"، أن يعم الازدهار الصين ودول آسيا الوسطى.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي