مع الزميلة مشيرة
لقد سمعت ودرست كثيرا عن طريق الحرير ولكن بعد هذه الزيارة اكتشفت الكثير عن هذا الطريق وسمعت عن قرب لشروح مفصلة وشاهدت الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة النقل الصينية لتوسعة وإحياء هذا الطريق الحيوي، فطريق الحرير لم يكن فى واقع الأمر، طريقاً واحداً، وإنما شبكة من الطرق الفرعية التي تصب في طرق أكبر أو بالأحرى في طريقين كبيرين، أحدهما شمالي (صيفي) والآخر شتوي كانوا يسلكونه في زمن الشتاء. والذي يجمع بين هذه السبل والمسارات جميعاً، هو أنها مسالك للقوافل المتجهة من الشرق إلى جهة الغرب، لتمر في طريقها ببلدان ما لبثت أن ازدهرت مع ازدهار هذا الطريق التجاري الأكثر شهرة في العالم القديم.
إن التوسعة التي يقام بها حاليا في مدينة لانجو وفي معظم المدن الصينية الواقعة على طريق الحرير تبين الجهود الكبيرة التي تقوم بها السلطات الصينية من أجل أن تعود هذه الطريق لدورها التاريخي والاقتصادي والثقافي، كما اتضح لنا من خلال هذه الزيارة أن هناك مكاسب قد تحققت في مجال الطرق، عن طريق الصيانة والإصلاح لتحسين مستوى خدمات ووضعية الطرق العامة، وذلك ما اتضح خلال معاينتنا الميدانية للفرق العمالية
إن ما شاهدته من أعمال متواصلة في مجالات البنية التحتية في هذه المنطقة يبين الإرادة الصلبة للحكومة الصينية في إحياء هذا الطريق الحيوي الذي يمثل بالنسبة لنا كعرب مسارا مهما ويرتبط بوجداننا لأنه كان أداة تواصلية فعالة تعرفنا من خلالها على الحضارة الصينية منذ آلاف السنين.
