CRI Online

أسطورة آكين آييتس الخالدة لقومية قازاق

cri       (GMT+08:00) 2016-08-24 09:48:50

يحب أبناء قومية القازاق الغناء الارتجالي، ويعتبرون الجواد والطنبور جناحين لأبناء قومية القازاق. لذلك تراهم يركبون الخيول دائما حاملين الطنبور في أحضانهم حيث يعزفون ويغنون بأنفسهم. وبين أبناء قومية القازاق فنانون مختصّون في العزف وأداء الأغاني الشعبية والقصائد القصصية، إنهم فنانو آكان الذين يقيمون حفلات آكان للعزف والغناء في مختلف المناطق كل سنة.

إن آييتس فن شعبي للغناء التجاوبي ينتشر بين أبناء قومية القازاق بشينجيانغ، ويشمل نوعين: الغناء التجاوبي التقليدي وغناء آكان التجاوبي، لم تكن له كلمات محددة، حيث يتمّ الغناء من خلال الأسئلة والأجوبة وبصورة ارتجالية، الأمر الذي يجسّد حكمة أبناء قومية القازاق ومواهبهم.

لا يستغني أبناء قومية القازاق على المروج عن الخيول طول العام، كما لا يستغنون عن الغناء طول الحياة، لذلك قيل إن الجواد والأغنية جناحا أبناء قومية القازاق. وغالبا ما يقيم أبناء قومية القازاق حفلات غناء آكان على المروج في الصيف أو الخريف من كل عام، حيث يغنون ويرقصون كما يشاؤون.

إن كلمة آكان لقب لنوع من المطربين الشعبيين من أبناء قومية القازاق. وهم مختلفون عن الشعراء والمطربين الشعبيين الآخرين، حيث لا يجيدون إبداع القصائد ارتجاليا فحسب، بل يعزفون ويغنون بأنفسهم أيضا. وإنهم محبون للحياة كثيرا وممتازون في عمليات المراقبة والدراسة، وذاكرتهم قوية جدا. وأثناء رحلاتهم يسجّلون كل أمر حديث ويرتجلون أغاني حوله. لذلك اعتبر أبناء قومية القازاق أن آكان ورثة وناشرون لثقافة قوميتهم، واحترموهم كثيرا.

هناك قصة عن غناء آكان. في قديم الزمان كانت على مروج آلتاي بشينجيانغ فتاة جميلة، واذا كانت تغني، لا أحد يريد المغادرة حتى عصفورة القُبّرة. وذات يوم عزفت هذه الفتاة على آلة الطنبور وغنّت أغنية عاطفية على ضفة نهر للتعبير عن شوقها الى عشيقها. ومرّ بها أمير قبيلة وأعجب بغنائها وجمالها، فأرسل شخصا الى بيتها لطلب الزواج منها. وقبيل الزفاف ظهر عشيقها فجأة، وتحوّل الى فرس طائر وطار بها. وعزّ على هذه الفتاة فراق أقربائها وجيرانها حتى أنزلت آلة الطنبور، وبدأ الناس يغنون. ومنذ ذلك الحين بدأ الرعاة من قومية القازاق يحتشدون على المروج في الصيف أو الخريف من كل عام ليغنوا للتعبير عن شوقهم الى أحبائهم، وأصبح ذلك حفل آكان للغناء.

إن حفل آكان للغناء أفخم مهرجان على المروج. حيث يلبس الناس أزياء فاخرة ويصطفّون مع مطربي آكان ليغنوا طول الليل خلال بضعة عشر يوما. ومع التطور الاقتصادي وارتفاع مستوى معيشة الناس، أضيفت الى حفل آكان للغناء المزيد من النشاطات الترفيهية على أساس فعالياتها التقليدية مثل عرض الأزياء القومية والعروض البهلوانية وسباق الخيل والملاكمة وغيرها، الأمر الذي أضفى بهجة على الحفل. وقد أصبح حفل آكان للغناء معلما مميزا جذب كثيرا من المشاهدين من مختلف القوميات. وقال السيد مولاتي راعي قومية القازاق لمراسل اذاعتنا:

" يعد حفل آكان آييتس دعما روحيا لقومية القازاق ، ويحضر فرحا وجمالا لحياة أبناء قومية قازاق . فيحبه أبناء القازاق جميعا شأنه شأن النمل يحب النحل " .

يبدأ الحفل بغناء حواري بين الرجال والنساء. وتقام عادة في الحفل مسابقة لتقديم القصائد التقليدية الطويلة أولا، ثم تقديم الأغاني الشعبية، وفي النهاية تقام مسابقة للإبداع الارتجالي، أي أغاني الحوار.

يحبّ أبناء قومية القازاق غناء آكان كثيرا ويتمنون الاستمتاع بمهارة مطربي آكان دائما. وقالت المطربة شامو قولي لمراسل اذاعتنا:

" يفضل آكين آييتس الغناء حرا ، وذلك يتطلب منهم أن يجيدوا المعارف الوفيرة، وفي عهد التطور السريع ، يتعين عليهم أيجاد معلومات متنوعة حتي يمكنهم إجراء الحوارات الغنائية بصورة سلسة . "

لم يكن غناء آكين آييتس مفعما بالخصائص الحياتية فحسب، بل يتسم بالحيوية والنشاط، فلقي إقبالا حارا. ويجيد أبناء قومية القازاق الغناء والرقص، وكانت القصائد الجميلة المثيرة أفضل شيء في الثقافة التقليدية المتنوعة لهذه القومية.

وقال السيد ما ينغ شينغ مسؤول مكتب التراث الثقافي غير المادي التابع مصلحة الثقافة بشينجيانغ :

" أما آكين ، فهم مبدعو هذه القصائد ومغنوها وناشروها، وإن هذه القصائد لها قيمة مهمة جدا في بحوث تاريخ تطور القوميات وتاريخ العلاقات بين القوميات وتاريخ الأديان. وفي نفس الوقت هي مصدر معلومات مهمة لبحث علوم التاريخ والبشرية والاجتماع والقوميات والعادات والتقاليد الشعبية. "

إن آلة دونغ بو لا آلة وترية نقرية قديمة لقومية القازاق. وفي بعض الأسر القازاقية يستطيع كل أفرادها عزف بضع مقطوعات. وفي اللغة القازاقية تعني كلمة "دونغ" صوت عزف الآلة، وتعني "بو لا" دوزنة الآلة.

ولآلة دونغ بو لا تاريخ طويل حيث انتشرت في منطقة شينجيانغ الصينية في القرن الثالث قبل الميلاد.

جسم آلة دونغ بو لا مصنوع من الخشب، وشكلها مثل ملعقة كبيرة. وهى آلة موسيقية تصاحب المطربين المحليين لقومية القازاق أينما يذهبون، وفي الليل يعود الناس الى منازلهم ويعزفونها ويغنون ويرقصون مع أفراد الأسرة، ويتمتعون بسعادة وبهجة الأسرة.

يمكن استخدام آلة دونغ بو لا في عزف منفرد وعزف جماعي وعزف مصاحبة، ولها قوة التعبير. وبمختلف فنون عزفها يمكن أن تجسد مياه الينبوع السائلة وتغريد الطيور العذب وأصوات الأغنام الجارية على السهول وصوت حافر الحصان الراكض.

الى جانب اهتمام أعمال التوريث ، تعمل منطقة شينجيانغ على إدراج أعمال التوريث ضمن منظومة التعليم . وقال السيد وهاب نور هباتي مدير مركز بحوث أعمال وراثة التراث الثقافي غير المادي بولاية يي لي الذاتية الحكم لقومية قازاق بشينجيانغ إنه ابتداءا من عام 2004، أنشأت جامعة المعلمين بيي لي دورات تدريبية خاصة لآكين آييتس. وتخرج أكثر من 300 متخصص من هذه الدورات التدريبية . حيث قال:

" أعمال توريث آكين آييتس مهمة للغاية . وأقامت جامعة المعلمين بيي لي دورات تدريبية على مستوي الطلاب الجامعيين منذ العام الماضي، الأمر الذي وفر ظروفا ملائمة لتوريث هذا الفن العريق. "

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي