CRI Online

مؤتمر بوآو: عالمية الصين ومنطلق مشاريعها الكونية

cri       (GMT+08:00) 2016-11-14 10:16:56

بقلم: الأكاديمي مروان سوداح – رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين.

التآم مؤتمر بوآو الآسيوي لعام 2016 في مقاطعة هاينان جنوبي الصين، لعدة أيام، يؤكد من جديد: ان الصين غدت محطة هي الأنسب ليس للمؤتمرات العالمية فقط، بل ولفعاليات متخصصة ايضاً على شاكلة مؤتمر بوآو، حيث تتفاعل فيه الحوارات ووجهات نظر القادة، من حكوميين ونخب بارزة، في حقول كثيرة منها، الصناعة والأعمال ووسائل الاعلام والصحافة في قارة آسيا والقارات الاخرى.

وتشير جماهيرية وعالمية المؤتمر الى إتّساع عناوينه بشكل مذهل، بحيث لا يمكن الإحاطة بها كلها، كما ان عدد المشاركين فيه كبير جداً، وبلغ نحو 2000 مندوب، وأكثر من 300 متحدث من ذوي الاختصاص، منهم، مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى واقتصاديون واكاديميون واصحاب إعمال مرموقين.

والجدير بالذكر أن اسم المنتدى مُستمد من مدينة بوآو الصغيرة بمساحتها والكبيرة بواقعها العالمي والثقافي، وهي تقع في مقاطعة هاينان، التي عقد المؤتمر فيها، والتى كانت المقر الدائم للمؤتمر السنوى منذ عام 2002.

العنوان الرئيس للمؤتمر كان "مستقبل آسيا الجديد: حيوية جديدة ورؤية جديدة"، وهو عنوان يؤكد التالي:

1/ اهتمام الصين بقارة اسيا التي تنتمي اليها، من الوجوه كافة، كما لم يكن الاهتمام بها من قبل من جانب اية دولة اخرى، سيّما وان الكثير من دول اسيا، إما انها كانت تعتدي على الصين، وعلى بعضها البعض، أو تتحالف مع قوى خارجية طامعة بالقارة والصين وتسلك للآن سلوكاً إحلالياً فيها، لكن الصين تعالت على كل ذلك، وترغب في تواؤم دول وشعوب القارة بغض النظر عن تاريخ البعض الغير السوي سياسياً فيها.

2/ قارة اسيا هي قارة الحضارة الانسانية والثقافات البشرية، والحضارة الصينية هي واحدة من اعظم وأهم هذه الحضارات الآسيوية وأكثرها إتّساعاً ووعاءً جامعاً وإنسانياً.. فهي التي أهدت العالم وثقافاته الكثير في كل المجالات، كما ان اسيا تحتضن اكبر عدد من الدول الناشئة في العالم، ونجحت في الحفاظ على قوة الدفع لتحقيق النمو - حيث استطاعت كما في المرجع الدولتي الصيني - الدول الاسيوية النامية وحدها تسجيل معدل نمو وصل الى6.5 في المئة في عام 2015، أي انها ساهمت بنحو44 في المئة في النمو العالمي الاجمالي.

وما انعقاد المؤتمر في اسيا سوى بيان بأن القيادة السياسية الصينية بأنها تولي اهمية خاصة للثقافة الاسيوية واتصالها وتناغمها مع الثقافات الاخرى في العالم. لذا، كانت المشاركة في المؤتمر متنوعة وذات الوان قومية ودينية وسياسية وعلمية متعددة.

3/ الاقتصاد: اسيا هي الاكثر كثافة بشرية وسكانية، والاكثر انتاجا سلعيا خاصة المُنطلقة من ارض الصين. وهي بالتالي قارة تكتسب قوة ومعنى جوهري لتطوير العالم ونفسها بوتائر متسارعة، حال العمل الجماعي لدول وشعوب اسيا بهذا الامر، سيّما عند تلاقيها المبدع مع المبادرة الصينية التي اعلن عنها قبل 3 سنوات الرئيس شي جين بينغ، وهي مبادرة الحزام الطريق، الذي سيلف اسيا والعالم بمزيد من مستويات النمو الاقتصادي الصاعدة لأجل مساعدة الشعوب في التغلّب على الفاقة والفقر والمشكلات الاقتصادية والانسانية والاجتماعية الخ، أضف الى ذلك، هدف إعادة الهيكلة الاقتصادية في آسيا بما يتلاءم مع الواقع، ووضع الاسس الكفيلة بكيفية تطوير مصادر نمو جديدة للاقتصاد العالمي، في سياق (التغييرات الجوهرية) التي يمر بها، وتغيّر مراكز القوى العالمية وتراجع قوى كبرى عن مكانتها الاولى، ووضع الصين - القائد الاول في اسيا حاليا ، والقائد الاقتصادي الاول في العالم ايضا.

4/ قيام اقتصادات آسيوية: في جوهر مؤتمر بوآو قيام الاقتصادات الأسيوية، تبعاً لاهمية القارة وموقع الصين فيها. وهذا البند هو اساسي ورئيسي للصين، ذلك ان القيادة الصينية تدرك ان وجود اسيا مزدهرة يعني نجاحا متزايدا للصين اقتصاديا وسياسيا، والعكس صحيح سيّما في خضم التدخلات الخارجية في شؤون اسيا ومحاولة وضع العقبات بوجه الصين من جانب دول ما، خارجية. وقيام الاقتصادات الاسيوية هو بند جديد يعني الاهتمام الصيني بكل مواطن أسيوي، بغض النظر مَن هو، وما هو فكره وتوجهاته..

ويؤكد ذلك قراءتنا في أهداف المؤتمر: ان نمو الاقتصاد الآسيوي ما زال يسجل مستويات عالية على مستوى العالم، ولكن تبقى كيفية الحفاظ على هذا الزخم ودفع التنمية التي هي المُمَثِّلة الأكبر للتحدي في المنطقة بأسرها.. ففي هذه الكلمات تختصر اهداف ومناقشات المؤتمر ووضع وصورة الخريطة الجيوسياسية لعالم اليوم واسيا الذي يحتاج الى شحذ متصل لهمم الناس وحماسهم لتنفيذ متطلبات المؤتمر لصالحهم.

كما نقرأ تصريحات لرئيس مجلس الدولة الصيني لى كه تشيانغ، تؤكد ذلك، هي ان الصين ستواصل خطتها لتحقيق نمو

يتراوح بين المتوسط والسريع مع تركيز الاهتمام بشكل أكبر على تحسين نوعية وفاعلية هذا النمو.

5/ هناك رأي واسع ومتّسع يومياً، يشي بأن بنك الاستثمار الآسيوي الذي مقره الصين، سيلعب دوراً رئيساً وأفعل في كل النقالات الاقتصادية والاجتماعية الآسيوية التي يُقرّها مؤتمر بوآو، وغيره من الفعاليات الآسيوية – الدولية والاقتراحات الصينية، سيّما ان عدد اعضاء البنك الآن يبلغ 57 عضواً - دولة، وهناك أكثر من 30 دولة في قائمة الانتظار للانضمام، ما يؤكد ان المشاريع الصينية اممية وعالمية وتنتظر غالبية العالم المشاركة فيها وتفعيلها، وهو نجاح كبير للصين لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، والدول الاستثمارية، والعلاقات الاقتصادية العالمية، بين الدول ذات الانظمة السياسية والاقتصادية المختلفة، التي تجمعها الصين الآن بذكاء القيادة الصينية، في بوتقة واحدة، ضمن عمل جماعي مشترك لصالحها جميعاً، وبرغبتها وتسارعها للمشاركة.. وهو لعمري نجاح صيني باهر ومتميز في رسم صورة عالم الغد!

.......

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي