CRI Online

مرافئ الصداقة.. جاذبة ومتميزة

cri       (GMT+08:00) 2016-11-14 10:29:33

مروان سوداح*

 

قد تكون جمهورية الصين الشعبية هي الدولة الوحيدة الأكثر اهتماماً بالنشر والإعلام الالكتروني والورقي المنشور باللغة العربية. فمنذ بدايات تأسيس الدولة الشعبية في الصين، بادرت القيادة الصينية الى الاهتمام باللغة العربية، وجذب الصينيين الى دراستها في جامعاتها، وقد تدرّج تعليم الضاد في الصين الى ان وصل الى مدارسها الابتدائية والمتوسطة بعناية فائقة من الحكومة المركزية، وتلبيةً لمتطلبات العلاقات الصينية العربية، التي كانت تجذّرت عبر التاريخ، وتشعّبت منذ أكثر من 1400 سنة مضت.

وفي الإعلام الصيني والمطبوعات الصينية نذكر بكل فخر واعتزاز إذاعة الصين الدولية الناطقة بالعربية، والتي كانت تأسست منذ عدة عقود، هي عقود التحرر والاستقلالية الصينية الناجزة. وتمكنت الاذاعة، وهي صوت الصين الى رياح العرب والعالم العربي، من الحوز على رضى المستمعين وتتّبعهم لها يومياً على موجات عديدة، والاهتمام ببرامجها واللقاءات مع رئاستها، حتى غدت سفيراً حقيقياً للصين في البلدان العربية، تمارس الدبلوماسية الشعبية من خلال الإعلام الشعبي، والدبلوماسية الإعلامية، التي أكدت نجاعتها على مثال الإذاعة. فعلى سبيل المٍثال، كان لي شخصياً الشرف والفخر في الاستماع الى أثير الاذاعة، وفي مراسلتها في سِنٍّ مبكرة من عمري، وقبل 8 سنوات من افتتاح مبنى سفارة جمهورية الصين الشعبية في الاردن، حيث لم يكن في المملكة الاردنية الهاشمية أي مواطن صيني. وقد تسلّمت الكثير من الكتب والمطبوعات والصور من الاذعة، وتبادلت معها الرسائل البريدية قبل ان يتم اختراع البريد الالكتروني، ولا زلت احتفظ ببعضها الى الآن، وهي شاهدُ على اهتمام القيادات الصينية الحليفة سياسياً واقتصادياً وعلى مختلف الصُعد الاخرى، بالعرب وقضاياهم على مستوى شعبي وفردي حتى.

ومن أجل تعزيز العلاقات بين بيجين والعواصم العربية، كان لزاماً على الاذاعة الانتقال الى الصحافة الورقية، لتمتين علاقاتها مع مستمعيها وتجذيرها. فكان ان تأسست مجلة "مرافئ الصداقة"، باللغة العربية، وصارت عبر السنوات المنصرمة، واحدة من أشهر مجلات الصين، برغم حجمها الصغير، لكنها بقيت تعتمد في الأساس على نشر المواد الجاذبة والخفيفة عن الصين وبلغة مبسطة تعميماً للفائدة وتوظيفاً لأسِّ العلوم الصحافية التي ترى النجاح في اعتماد البساطة في الفكرة والطرح والأسلوب، لذا نرها اعتمدت سياسة نشر مقالات وأخبار قصيرة لا يَمل القارئ منها، ولا يُغادر المجلة سوى بعد اكتمال قراءتها. إذ أن مطالعة المجلة لا يستغرق وقتاً طويلاً. أضف الى كل ذلك، أنها مجلة ذات صفحات مصقولة، ومُلوّنة، وقطع متوسّط، وبالتالي فهي تضفي أُلفة وحميمية بين الاذاعة وبين مستمعيها الكُثُر.

"مرافئ الصداقة"، مجلة تمكنت من أحراز الشعبية العربية على إتّساع هذه الشعبية على رِقاع مترامية الاطراف والمساحات، قبل ان تتمكن من نيل التميز الصحافي والمهني وأرقام الرفعة "cn و issn". تمتاز المجلة بِبنطِها الكبير والمريح للأعين، والفراغات الكافية بين سطور الكلام، وتبرز بصورها الكبيرة الحجم وذات الوضوح التام، والملونة، ومونتاجها البسيط وتوزيعها الجاذب، الذي هو غير مُعقّد، بل يعتمد السهولة والتوزيع الواسع بألوان منسجمة. وعلى سبيل المثال، نقرأ في عدد من المجلة وصلني بالبريدي العادي مؤخراً، ورقمه "4"، وتاريخه الاول من نوفمبر، 2013، عن مدينة قوانغتشو، إذ ان المجلة درجت على عادة تعريف القراء على مدينة صينية واحدة في كل عدد يصدر من أعدادها. ويتضمن العدد معلومات كثيفة عن قوانغتشو في مجال أصل تسميتها، وتاريخها، واقتصادها، وفنونها الفلكلورية، وحضارتها، وأنواع أطباق الطعام التقليدي فيها، المميز لشعبها. وهناك في صفحاتها الاخيرة، وكما درجت العادة، صفحات خاصة تنشر مقتطفات من رسائل المستمعين، وصورهم الشخصية، وصور الهدايا التي يرسلونها للاذاعة، وانباء منتديات الاذاعة في البلدان العربية، وهو مظهر مهم جداً لتعريف المواطنين العرب على الصين، ولدينا في الاردن منتدى مشابه يتبع الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين، وله موقع خاص في الفضاء الالكتروني، والى جانبه يعمل موقع الكتروني آخر مُكرّس لنشر اخبار المنتديات العربية الخاصة بالاذاعة. وقد سبق للمجلة أن كرّمتني مشكورة بنشر العديد من مقالاتي وصوري على صفحاتها، كواحد من أقدم أصدقاء الإذاعة وقِسمها العربي، إن لم يكن أقدمهم على الإطلاق.

*صحفي اردني وكاتب، ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتّاب العرب اصدقاء الصين.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي