CRI Online

سفير العراق في بكين: مبادرة "الحزام والطريق" تعمل على تقوية الأواصر وتوسيع العلاقات الدولية بنمط جديد

arabic.news.cn       (GMT+08:00) 2017-03-20 10:03:20

بكين 16 مارس 2017 (شينخوا نت) أجرى سفير جمهورية العراق لدى الصين أحمد تحسين برواري مؤخرا مقابلة خاصة مع وكالة انباء شينخوا، وشارك آراءه حول مبادرة "الحزام والطريق"، والدورتين السنويتين، والتبادلات الاقتصادية وغيرها من المواضيع الأخرى. وما يلي بعض تفاصيل المقابلة مع السفير:

الصحفي: نقدم لكم التهنئة بمناسبة توليكم المنصب الجديد في بكين، السؤال الاول، ما تقييمكم للعلاقات الصينية العراقية؟

السفير: قبل كل شيء شكرا جزيلا لوكالة انباء شينخوا لإجراء هذا اللقاء ، وهو اول لقاء صحفي معي منذ قدومي الى الصين في بداية شهر كانون الثاني 2017.

ونظراً لاهمية ايصال الصورة الواضحة والصحيحة لما يجري في العراق للشعب الصيني الصديق.

أن العلاقات العراقية - الصينية علاقات تاريخية تتصف بالصداقة والتفهم لظروف الطرفين، وأستمرت وتواصلت علاقة الصداقة على الرغم مما مر به العراق من ظروف صعبة، بقت الصين داعمة ومساندة له، وبالرغم من التغيرات الكبيرة التى حدثت في العراق. بالرغم من وجود اواصر اتصال وعلاقات بين الشعبين الصيني والعراقي ترجع إلى الاف السنين، لكن العلاقات الرسمية خاصة بعد أن أصبح العراق جمهوريا بدأت في 1958. ومنذ ذلك الوقت كما ذكرت كانت العلاقات تتسم بعلاقات صداقة ومتوازنة جدا بالرغم من الظروف التي مرت عليها بعد 2003. وكانت الصين من الدول التي كانت تتفهم المصاعب الكبيرة التي كنا نمر بها وكانت داعمة لنا.

اضافة الى العلاقات السياسية التي كانت تتسم بالتفاهم والصداقة. لدينا علاقات اقتصادية حيوية ومهمة جدا بالنسبة لنا في العراق، فتعتبر الصين المستورد الأكبر للنفط العراقي. وفي سياق آخر، توجد استثمارات وتعمل شركات صينية كبيرة في العراق في مجالات متعددة لإعادة بناء البنية التحتية العراقية بعد ان تم تدميرها خلال السنوات الثلاثين الماضية، بسبب الحروب والحصار الاقتصادي الذي مر به العراق.

ان العراق والصين تعتبر دولتين من دول الحضارات العريقة جداً، ولربما اقدم الحضارات في العالم، لذلك نعتقد بأن العلاقات الثقافية التي تربطنا لها أهمية كبيرة قد تساوي العلاقات السياسية والاقتصادية . ولان شعوبنا لها إرث حضاري كبير تكون نظرتها لمشاكل العالم وكيفية حل هذه المشاكل ومستقبل العالم قد تختلف عن بعض الدول الأخرى، ولذلك استطيع أن أوجز العلاقة بين الطرفين بأنها علاقات صداقة عريقة ونتطلع إلى تطويرها في المستقبل.

الصحفي: في ظل مساعي الصين لمساعدة العراق في إعادة الإعمار في مجالات مثل الطاقة والبنية التحتية، هل يمكن أن تتحدث عن التبادل والتعاون القائم بين البلدين ؟

السفير: كما ذكرت نحن في العراق في السنوات الثلاثين الماضية مررنا بحروب كثيرة وبسبب الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً على العراق والأزمات التي جعلت من العراق من دولة غنية ولها إمكانات هائلة إلى دولة عليها قروض كبيرة ومعزولة سياسياً. وأصبح مستوى معيشة العراقيين تحت خط الفقر المحدد من الأمم المتحدة والبنية التحتية فيها محطمة بالكامل. ولذلك خاصة بعد 2003، نحن مصممون على إعادة البناء في كل المجالات. واهم هذه المجالات هو مجال النفط والغاز الطبيعي الذي يحتاج إلى دعم كبير من الشركات الصينية. بالرغم من أن الصين هي المستورد الأكبر للنفط العراقي، وهي ايضاً مساهمة كبيرة اما بشكل عقود مع الحكومة العراقية او بشكل استثمارات لتطوير البنية التحتية في هذا المجال. وبسبب الأزمة المالية ليست لدينا القدرة الكاملة بدون دعم الأصدقاء لبناء هذه البنية التحتية النفطية.

ومنذ عام 2003، نعاني من نقص في توفير الطاقة الكهربائية وتلبية حاجة المواطنين بشكل مناسب، فعملت الشركات الصينية على تقديم المساعدة في بناء محطات انتاج الطاقة الكهربائية وتوزيع الطاقة الكهربائية في مناطق مختلفة من العراق. وتعتبر الشركات الصينية مساهمة ايضاً في دعم العراق لبناء البنية التحتية في الطرق والجسور وخاصة في مشاريع السكن، إذ ينقصنا مليونا وحدة سكنية. ولذلك هناك فرصة كبيرة للشركات الصينية للعمل في هذا المجال. ونرحب بها ونقدم لها تسهيلات. وهناك بالفعل عدد من الشركات التي تعمل في العراق. لكن بناء مليوني وحدة سكنية يحتاج إلى فترة طويلة وعمل كبير.

وفي تطور آخر، نطمح أيضاً الى الاستفادة من الخبرات الصينية في كثير من المجالات مثل التخطيط في الاقتصاد والتعليم والصحة .

لصحفي: في ظل توليكم المنصب الجديد، هل لديكم خطط أو أهداف معينة لتقوية التعاون الثنائي ليصل الى مستوى أعلى؟

السفير: نعم. بعض الدول مثل الصين كانت ولاتزال، شريكا اقتصاديا مهما جدا بالنسبة للعراق. وبعد 2003، استطاعت دول أخرى ان تبحث لها فرصا للاستثمار والعمل وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية. هذا يعني بأن المنافسة اصبحت كبيرة في العراق حينما تكون الفرص هائلة فيه. وفي كل المجالات هناك فرص للعمل والاستثمار لإعادة بناء البنية التحتية العراقية. وبالرغم من الصعوبات التي يمر به، العراق بلد غني بموارده الطبيعية والبشرية حيث تستطيع كثير من الشركات التي تعمل في العراق أن تستفيد من الطاقة البشرية المتعلمة والفنية الموجودة في البلاد.

هذا لا يعني بأن الفرصة أمام الصين قد انخفضت. مع أننا نرغب ان نواصل علاقاتنا الاقتصادية مع الدول المختلفة كي نتمتع بعلاقات متوازنة مع جميع الدول، ولكن توجد هناك علاقة استراتيجية متميزة بين العراق والصين . وذلك نظرا لأن الصين لديها قدرات كبيرة لمساعدة العراق، فنهتم جدا بفسح المجال أمام الشركات الصينية للعمل في العراق، علما بأن الحكومة العراقية تعطي أفضلية للشركات التي كان لها دور كبير في السبعينات والثمانينات في اقامة مشاريع في العراق. وأن تجاربنا مع الشركات الصينية ايجابية جدا. ونحن في السفارة أيضا كجزء من الحكومة العراقية، نقدم كافة التسهيلات من تأشيرات الدخول الى معلومات الدخول الى وسيلة اتصال لأي جهة عراقية تحتاجها الجهات الصينية ونحن على أتم الاستعداد لتقديم هذه الخدمات.

الصحفي: هل يمكن أن نتطلع الى زيارات رفيعة المستوى من جانب العراق إلى الصين في الفترة القادمة؟

السفير: منذ 2003 كانت هناك زيارات عالية المستوى من الجانب العراقي إلى الصين، حيث زار رئيس جمهورية العراق السابق السيد جلال طالباني الصين في 2007، وزار رئيس وزراء العراق السابق السيد نوري المالكي. واخيراً زار رئيس وزراء العراق السيد حيدر العبادي الصين في عام 2015. وقد حققت الزيارات وتبادلها بين الطرفين في اعلى وارفع المستويات. لكن هذا لا يعني أن الزيارات القادمة لن تحصل. فيزور حاليا وزير التخطيط العراقي الدكتور سلمان الجميلي مع وفد من وزارته للصين، اضافة الى الزيارات الحكومية الأخرى مثل قيام المكونات السياسية العراقية بزيارة للصين. وفي الفترة الأخيرة، على سبيل المثال، يزور الصين وفد من التحالف الوطني العراقي والذي يشكل الأكثرية من الحكومة العراقية، وذلك لتبادل الخبرات والمعلومات في العمل السياسي مع الحزب الشيوعي الصيني الصديق.

الصحفي: وما الهدف من زيارة وزير التخطيط العراقي للصين؟

السفير: زيارة وزير التخطيط العراقي هي بدعوة من مؤسسات صينية تعمل في مجال التخطيط للتعارف على الخبرات الصينية في هذا المجال.

نحن في العراق لدينا رغبة وحاجة كبيرة للاستفادة من خبرات الدول الصديقة في مجال التخطيط في جميع القطاعات. ولأننا في العراق نطمح بالتخطيط لمستقبل الاجيال القادمة في العراق وأيضا لدينا شعب شاب ، يجب أن نبدأ التخطيط من هنا.

الصحفي: في عام 2013 طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحزام والطريق الطموحة التي لا تقتصر على الصين فقط. برأيكم، الي اي مدى يمكن أن تخدم هذه المبادرة التعاون الثنائي بين العراق والصين؟ هل تعتقد أن بناء الحزام والطريق سيعزز التوافق بين الدول المتخاصمة والمتنازعة في الشرق الأوسط؟

السفير: نحن سعداء جدا بأننا نكون جزء من هذه المبادرة. بات العراق من الدول المشمولة بهذه المبادرة لأسباب. السبب الرئيسي يرجع إلى الموقع الاستراتيجي للعراق والواقع على طريق الحرير. وثانيا وجود مصادر الطاقة الهائلة في العراق. وثالثا للاواصر الثقافية بين العراق والدول التي يمر بها هذا الحزام. واخيرا لكون العراق دولة ذات حضارة قديمة ترجع إلى الاف السنين. هذه العوامل تجعل من العراق جزء مهما من هذه المبادرة.

ندعم هذه المبادرة ونحاول بكل ما نستطيع أن نكون جزء فعالا في هذه المبادرة لأننا نعتقد بأن الصين باطلاقها هذه المبادرة وعملها على تقوية الأواصر وتوسيع العلاقات الدولية بنمط جديد ليس عدوانيا كما تفعل بعض الدول. لكن بنمط التنمية والصداقة سيكون لها دور إيجابي جدا في السلام الدولي وعلى الاقل في منطقتنا. واكيد عندما تكون هناك علاقات اقتصادية تربط الدول مع بعضها وخاصة إذا كانت هذه الدول وقادتها يفكرون بشكل منطقي يجب أن يقوموا بالاستفادة من هذه الفرصة وتعزيز العلاقات فيما بينها. فأكيد الإيجابيات التي سوف تقدمها هذه المبادرة للدول في الشرق الأوسط ستكون كبيرة جدا. لذلك نحن في العراق مهتمون جدا بها وندعمها ونحاول بقدر المستطاع ان نندمج بها بما يخدم مصالحنا كدولة في الشرق الأوسط وفي نفس الوقت كمصالح مشتركة بين الدول التي تقع على هذا الحزام وهذا الطريق.

الصحفي: اختتمت فعاليات الدورتين السنويتين مؤخرا لأعلى هيئة تشريعية وأعلى هيئة استشارية سياسية في الصين. فكيف تنظر الى هاتين الدورتين في ضوء الاهتمام العالمي المتزايد بالسياسات الصينية؟

السفير: كان العراق والعالم أيضا يتابع هاتين الدورتين بشكل دقيق لاسباب أهمها الدور الكبير والمميز للصين الكبير على الساحة الدولية، ولكون الصين ثاني اكبر اقتصاد في العالم.

يهتم العراق بمعرفة خطوات الصين المستقبلية لاننا نرتبط بالصين ارتباطا اقتصاديا وثيقا خاصة أن الصين أكبر شريك للعراق في مجال النفط ليس فقط من ناحية الاستيراد والتصدير ولكن ايضا في مجال الاستثمارات.

وبالتأكيد فأن اي خطوات ايجابية وأي نمو اقتصادي في الصين سوف يكون له دور ايجابي على الاصدقاء والشركاء الاقتصاديين كالعراق. اما بالنسبة للنقطة التي كانت تهمنا جدا في هذا الاجتماع هي التركيز على موضوع توسيع الانفتاح على دول العالم ومواصلة دعم المشاريع التي تدخل ضمن مبادرة الحزام والطريق. واخيرا نحن نستفيد ايضا من التجربة الصينية في معالجتها لبعض المشاكل التي قد نواجهها ايضا في العراق. على سبيل المثال، كيفية معالجة مشكلة الهجرة من الريف الى المدينة، فهذه المشكلة نعاني أيضا منها في العراق، وكذلك كيفية تنظيم التنمية المتجانسة بين الاقاليم .

وفي العراق يوجد لدينا نظام فيدرالي، لدينا اقليم كردستان في الشمال ولدينا المحافظات . تابعنا هذه القرارات بشكل تفصيلي كسفارة عراقية في الصين، وأيضا نجد اهتمام السياسيين العراقيين ومراكز البحث في العراق بهذه الاجتماعات. الى ذلك كانت مراكز البحث العراقية مهتمة بجزء معين من تفاصيل النقاط التي بحثت في هذه الاجتماعات.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي