مينغ

中国国际广播电台
 

أسس تشو يوان تشانغ مملكة مينغ واعتلى العرش في نانجين عام 1368. وركز هذا الإمبراطور جهوده على تعزيز السلطة المركزية حيث لم يتردد في قتل المعارضين حتى كبار الجنرالات الذين كانوا قد ساعدوه على الإطاحة بالحكم المنغولي. ولما كان أحد أحفاده في العرش، تمرد عمه تشو لي واحتل العرش ثم نقل العاصمة من نانجين إلى بكين في عام 1421.

ورغم تعزز السلطة المركزية في عهد مينغ إلا أن السلطات المركزية كانت كثيرا ما تقع في أيدى الخصيان بسبب ضعف الأباطرة أو غباوتهم، الأمر الذي أدى إلى كثرة انتفاضات الفلاحين.

إن تشانغ جيوه تشنغ سياسي مشهور في عهد مينغ وقاد عملية إصلاحات سياسية وزراعية بهدف تخفيف شدة الصراعات الاجتماعية وخفف فعلا من الأعباء الملقاة على عاتق الشعب إلى حد معين.

وشهدت الزراعة في عهد مينغ تقدما مقارنة مع العهود الماضية، وازدهرت صناعتا الغزل والنسيج الحريري والفخار، كما تطورت صناعات التعدين والورق والسفن. وتكثفت التبادلات مع الخارج في المجالات الاقتصادية والثقافية حيث قاد الملاح تشن خه سبع رحلات بحرية وصلت إلى أكثر من 30 دولة آسيوية وافريقية. وقد تعرضت الصين بعد منتصف عهد مينغ لاعتداءات من قبل اليابان وإسبانيا والبرتغال وهولندا وغيرها من الدول.

والجدير بالذكر أن التجارة تطورت في عهد مينغ بسرعة وظهرت بوادر الرأسمالية. وفي السنوات الأولى من هذا العهد، كانت هناك مساحة كبيرة من الأراضي قد نزعت من أصحابها، فوزعت الأسرة الملكية هذه الأراضي على الفلاحين وخفضت وأعفت الرسوم والضرائب، الأمر الذي أدى إلى ظهور عدد كبير من المزارعين المستقلين، في حين ادخلت من الدول الأجنبية زراعة التبغ والبطاط والذرة والفول السوداني وغيرها من المحاصيل الزراعية. كما تطورت الحرف اليدوية مثل صناعة الفخار وصناعة الغزل والنسيج إلى مستوى عال نسبيا حيث ظهرت مصانع للغزل والنسيح تمتلك عشرات الماكينات وعدد كبير من العمال المهرة، الأمر الذي يعتبر بداية للرأسمالية. وكانت أنواع السلع في عهد مينغ كثيرة جدا وكان تداول السلع نشطا وبرز الكثير من المراكز التجارية المزدهرة مثل بكين ونانجين وسوتشو وهانغتشو وقوانغتشو.

وفي المجال الأدبي، اشتهر عهد مينغ بالروايات الطويلة، حيث تم تأليف "أبطال على شاطئ البحيرة" و"الحج إلى الغرب" و"قصص الممالك الثلاث" و"اللوطس الذهبي" وغيرها من روائع الروايات والقصص. كما ظهر في عهد مينغ الكثير من العلماء مثل الملاح شيوه شيا كه  وعالم الطب لي شي تشن مؤلف "الخلاصة الوافية في العقاقير الشافية" وعالم الزراعة شويه قوانغ تشي وعالم التقنيات الصناعية سونغ اينغ سينغ.

وفي السنوات الأخيرة من عهد مينغ، تفاقمت ظاهرة مصادرة الأراضي حيث فقد الكثير من المزارعين أراضيهم وازدادت الرسوم والضرائب واشتدت الصراعات الاجتماعية وتعرضت المعارضة لقمع قاس.

وفي عام 1627، حدثت كارثة الجفاف في مقاطعة شنشي ولكن الحكومات المحلية أصرت على جباية الرسوم والضرائب الأمر الذي أثار تمردا جماهيريا وانضم آلاف الفلاحين الجياع إلى التمرد. وفي عام 1644، اقتحم المتمردون بكين واضطر الإمبراطور الأخير لمملكة مينغ إلى شنق نفسه.