ثقافة أسماء الصينيين

中国国际广播电台
 

 يرتبط الاسم بالانسان منذ ولادته وحتى آخر يوم في حياته، ولا يميز الاسم شخص صاحبه فحسب، بل يعني له أشياء كثيرة ومواقف متنوعة لا تعد ولا يحصى.

 وخلال التاريخ القديم، لعبت ثقافة أسماء الصينيين دورا مهما في المجالات السياسية والثقافية والأنشطة الاجتماعية، وأظهرت المعطيات التاريخية أن الصينيين عاشوا في هذه الآراضي قبل أكثر من مليون سنة، ولكن تاريخ ثقافة اسم الأسرة بدأ في مجتمع القبلى الأمومي قبل خمسة او ستة آلاف سنة، وتمثلت خصائص المجتمع الأمومي في أن المرأة تحتل المكانة الرئيسية في إدارة شؤون القبيلة والعائلة، إضافة الى تطبيق نظام التزاوج بين مختلف القبائل وحظر التزاوج داخل نفس القبيلة، وفي هذا السياق، برزت الحاجة الى معرفة إمكانية قرابة الدم بين أفراد القبائل المختلفة، الأمر الذي استدعى إطلاق اسم الاسرة لتمييزها ومعرفة الأصول والفروع.

وفي اسرة تشينغ (1616 -1911 م) أشار العالم قو يان وو الى أن عدد أقدم أسماء الاسر  بلغ 22 اسما، مضيفا أن المزيد من أسماء الأسر القديمة قد تختفي مع أفول المجتمع القبلى عموما، ودخل الصينيون المجتمع القبلى الأبوبي بعد أفول المجتمع القبلي الأمومي، ومع تصاعد النزاعات بين مختلف القبائل، تحولت الصين من المجتمع القبلي الى المجتمع الطبقي، وفي هذا السياق، سمح للافراد الذين يحققون منجزات كبيرة في الحرب بالانتقال الى مناطق جديدة للعيش مع اهاليهم وأتباعهم وأسراهم، وحملوا معهم أسماء أسر مختلفة، ومن أجل التفريق بينهم بشكل أفضل، ظهرت في أسمائهم العلامة الجديدة "شي" تتعلق بالمناطق.

وحتى القرن الثالث قبل الميلاد، ارتبطت أسماء الأسر من المجتمع القبلي الأمومي مع علامة "شي" من المجتمع القبلي الأبوبي بعد توحيد الصين على يد الامبراطور تشين شي هوانغ (221 -207 ق.م)، ومع مرور الوقت، اصبحت الأسماء علامة للمكانة الاجتماعية والطبقية، كما شكلت ثقافة مميزة، وورثت الأجيال هذه الثقافة حتى العصر الحالي.

وحتى الوقت الحالي، يتمتع المغتربون الصينيون في الخارج بتقاليد بحث الجذور العائلية والأجداد الأوائل في بر الصين الرئيسي، وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت ثقافة أسماء الصينيين كنزا ثمينا لإطلاع الناس على التاريخ العريق للأمة الصينية، وأظهرت ثقافة أسماء الصينيين بشكل واضح سلسلة من الخصائص الجوهرية للمجتمعات القديمة الصينية مثل النظام الاستبدادي والهياكل الاجتماعية على ضوء الأسر المختلفة.