ماناس

中国国际广播电台


سجلت هذه الملحمة المعروفة بماناس قصص البطل القرغيزي ماناس وسبعة أجيال من أحفاده. وتقول كلمات الملحمة إن السهل تحول إلى بحيرة والبحيرة تحولت إلى حقل والجبل تحول إلى واد والنهر الجليدي تحول إلى نهر متحرك والكل يتحول باستمرار والقصص القديمة يتناقل إلى يومنا جيلا بعد جيل.

ويردد القرغيزيون ملحمة ماناس القومية شفويا دون كتابة الملحمة وقصيدتها منذ أكثر من ألف سنة. وبذلك انتقلت هذه الملحمة بين السهول والمروج فى هضبة بامل من القرن العاشر إلى اليوم جيلا بعد جيل.

ويتمتع ماناس بسمعة طيبة وسط القرغيزيين باعتباره أعظم بطل قومي. ويثنى القرغيزيون عليه جيلا بعد جيل. وأدرجت الملحمة الملقبة باسمه ضمن الملاحم الثلاث الأعظم فى الصين. وأما الملحمتان الأخريان فهما الملحمة المنغولية جنغجر والملحمة التبتية قوسار. وإن السيد مكلاك يمارب هو عالم من قومية القرغيز يبحث فى لغات الأقليات القومية وحروفها وقال:

إن ملحمة ماناس تعتبر كنزا على مستوى الوطن فى الملاحم القومية الصينية وموسوعة لقومية القرغيز تعكس سياسة هذه القومية واقتصادها وتاريخها وفلسفتها وثقافتها ودينها وجوانب حياتها الاجتماعية وهي تعد خلاصة لإبداع قومية القرغيز خلال أكثر من ألف سنة.

وأشار السيد يمارب إلى أنه تم تسجيل أشعار ملحمة ماناس التى انتشرت فى الماضي. وفى الوقت ذاته نشرت هذه الملحمة باللغة القرغيزية واللغة الصينية واللغات الأخرى لتعريف المزيد من الناس بها.

إن قومية القرغيز قومية قديمة فى منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور. وكان القرغيزيون القدماء يعيشون ويرعون فى المجرى الأسفل لنهر ينيسا شمال الصين، ثم سافر بعضهم إلى منطقة جبال تيانشان وعاشوا مع القوميات المحلية التي تتكلم اللغة التركية واللغة المنغولية لتشكيل قومية القرغيز في الصين.

وفي الوقت الحاضر بلغ عدد القرغيزيين أكثر من مائة وسبعين ألف نسمة في منطقة شينجيانغ. وتجمع قومية القرغيز في الصين وقومية القرغيز في جمهورية قرغيزستان سلف واحد ولغة واحدة. ويعيش معظم القرغيزيين جنوب غربي منطقة شينجيانغ وولاية قيزلسو الذاتية الحكم لقومية القرغيز فى هضبة بامل. أما الأخرون فيعيشون في مراعي جنوب المنطقة أو شمالها ويرعون المواشي.

ويعيش القرغيزيون في المروج الواسعة منذ زمن طويل الأمر الذي جعلهم يحبون الطبيعة حبا جما. ويحبون المروج الواسعة والسماء الرحبة. لذلك تكون شخصياتهم واسعة الصدد كالمروج والسماء.

إن القرغيزيين متحمسون ويحسنون الوفادة وهم مهذبون. كلما استقبلوا الضيوف قدموا لهم أفضل الأطعمة والمشروبات اللذيذة وذبحوا الخراف معبرين عن احترامهم للضيوف. وعندما ينقل قرغيزي مسكنه إلى مكان آخر يذبح جواره خروفا احتفالا بذلك.

وجدير بالذكر أن قومية القرغيز لها أغان شعبية خاصة. ويمكن القول إن حياة القرغيزيين ترتبط بأغانيهم الشعبية بصورة وثيقة. وتوجد هناك الأغاني الخاصة بالتعبير عن التهاني بمناسبة ميلاد طفل والأغاني الخاصة بالتعبير عن الحب بين الشباب والأغاني الخاصة ببعض المناسبات مثل حفلة الزفاف ومراسم الجنازة.

إن قومية القرغيز لها آلة موسقية قومية خاصة تسمي بكموز وتكاد كل أسرة قرغيزية تمتلك هذه الآلة الموسيقية. ويرى القرغيزيون أن كومز رمز لقومية القرغيز. وكلما استمع القرغيزيون الذين يعيشون في هضبة بامل صوتا ينبعث من هذه الآلة الموسيقية سواء كانوا في وادي الجبل أم في المروج تجمعوا في المكان الذي ينبعث فيه الصوت للغناء والرقص الجماعي مع الموسيقى.

إن كلمة كومز تعني صوتا يعكس الحياة الاجتماعية في اللغة القرغيزية. لذلك لا تعد الموسيقى التي يعزفها الفنان القرغيزي بكومز أغاني عامة بل هي سرد للقصص ونقل المعلومات. وإن هذه الأغاني ليست لها كلمات محددة بل يؤلف المغني كلمات الأغاني طبقا لما ينوي قوله. ويمكن للرعاة التعرف على محتويات القصص والمعلومات التي تعكسها القصص عند استماعهم إلى الأغاني. ويمكن القول إن كومز يحمل في طيانه الملحمة المشهورة ماناس.

ولا يحب القرغيزيون الأغاني فحسب بل يمارسون دائما الألعاب الرياضية التقليدية لتقوية أجسامهم في فترة استراحة العمل وهم ماهرون في ألعاب الفروسية مثل سباق الخيل والمصارعة على ظهور الخيل وخطف الشاة. وترك سباق خطف الشاة انطباعات عميقة في أذهان الناس. وفي فصل الصيف تجمع الرعاة للمشاركة في سباق خطف الشاة حيث يركب الفرسان خيولهم المطيعة للمشاركة في السباق. وعندما يبدأ السباق يحمل المشرف شاة مذبوحة في الملعب ثم يعلن بداية السباق. وفي الحقيقة أن اللاعبين هم فرسان أقوياء لأن هذه المنافسة  تجري عبر مجابهة قوية ونزال حاد، وهذا يتطلب من اللاعبين أن يتمتعوا بأجسام قوية ومهارة في ركوب الخيل بالإضافة إلى الذكاء وروح التعامل مع اللاعبين الآخرين.