تشو لونغ يقنع الملكة الام تشاو

中国国际广播电台


في عصر الدويلات المتحاربة في الصين حكمت الملكة الأم تشاو دويلة تشاو، وفي احدى المرات خططت دويلة تشين مهاجمة دويلة تشاو، فطلبت دويلة تشاو من دويلة تشي الصديقة مساعدتها، لكن دويلة تشي طلبت من الملكة الام تشاو تسليم ابنها الاصغر تشانغ ان جيون كرهينة لضمان مصالحها، لكن الملكة الام تشاو كانت تدلل ابنها الاصغر كثيرا، وتقلق على سلامته، ولم تستطع اتخاذ قرار لهذا خلال فترة قصيرة، وحاول الوزراء اقناع الملكة الام تشاو بالموافقة على تسليم ابنها لدويلة تشي كرهينة، وغضبت الملكة الام وقالت لهم: "لا تفكرونى هذا الامر فيما بعد!"

وفي يوم جاء الوزير تشو لونغ المعروف باخلاقه الطيبة وسيرته الحسنة لزيارة الملكة الام تشاو، وكانت الملكة الأم تعتقد انه جاء لاقناعها بارسال ابنها الى دويلة تشي كرهينة، فانتظرته بغضب شديد، لكن الوزير تشو لونغ دخل وقال لها: لم ازر الملكة الام منذ فترة طويلة، فجئت هنا خصيصا لزيارتك للاطمئنان عليك، فكيف صحتك؟"

وقالت الملكة الأم تشاو: "لم اتحرك كثيرا في هذه الايام وآكل قليلا." فاقترح الوزير تشو لونغ عليها ان تأكل كثيرا وتزيد التحرك لضمان صحتها، وتقليل غضبها.

واستطرد تشو لونغ قائلا: "لدي ابن اسمه شو تشي، وهو اصغر ابنائي واعتنى به كثيرا وقد كبرت في السن، واطلب منك منحه وظيفة كحارس، ولذلك جئت اليك." ووافقت الملكة الام تشاو قائلة: "طيب، كم عمره؟" واجاب تشو لونغ: "15 سنة، صحيح انه ما زال صغيرا، لكنى اريد ان اضعه تحت حماية الملكة الام." وقالت الملكة الأم: "لم اتصور ان الرجل يدلل ابنه ايضا الى هذه الدرجة." وقال تشو لونغ: "نعم، وقد يدلل الرجل ابنه اكثر من المرأة." وابتسمت الملكة الام قائلة: "والله؟ عادة ما تدلل المرأة ابنها الاصغر اكثر." ولاحظ تشو لونغ ان مشاعر الملكة الأم تحسنت كثيرا، فقال: "من الطبيعي ان يدلل الوالدان ابناءهما، ويفكران في ترتيب مستقبلهم." وهزت الملكة رأسها موافقة، وتحول تشو لونغ الى القول: "لكنى اعتقد ان الملكة الأم لم تفكر في مستقبل ابنك." وطفت علامة استفهام على وجه الملكة وسألته كيف؟ فقال تشو لونغ: "قليلا ما يرث ابناء الملك عرش والدهم خلال اجيال متعاقبة ومستمرة، هل هذا بسبب ضعف قدراتهم؟ طبعا لا، فقط لانهم لم يقدموا اسهامات ومآثر لوطنهم رغم انهم اصحاب صلاحيات، ولا يستطيعون الحفاظ على سلطتهم باستقرار بعد ارتقائهم العرش، واليوم، رفعت الملكة الام مكانة ابنك تشانغ ان جيون، ومنحته الكثير من الاراضي والاموال، لكنك لم توفر له فرصة تسجيل مأثرة للوطن، اذن، كيف يثبت تشانغ ان جيون قدميه في دويلة تشاو بعد وفاتك؟ لذلك، اعتقد انك لم تفكرى في مستقبله."

في ذلك الوقت عرفت الملكة الام تشاو الهدف الحقيقي لكلام تشو لونغ، واقتنعت بلا وعي، ووافقت على تسليم ابنها الاصغر تشانغ ان جيون الى دويلة تشي كرهينة، ثم وافقت دويلة تشي على مساعدة دويلة تشاو عند تعرضها للهجوم.