وانغ تشاو جيون
中国国际广播电台


       في تاريخ الصين القديم، كانت الخلافات تظر بين حين وآخر بين السلطة المركزية بالسهول الوسطى والسلطات المحلية للأقليات القومية في المناطق المجاورة. وغالبا ما تحل تلك  الخلافات بالحرب، ولكن كان هناك أسلوب آخر لحل الخلافات يتم تزويج الإمبراطور إبنته، ووكان زواج الأميرة تشاو جيون من أمير قومية سيونغنو بهذا الأسلوب.

حكمت أسرة هان الملكية الصين في الرن الأول ق.م وببب النزاع على السلطة، انقسمت سلطة قومية سيونغنو شمال غربي الصين حيث تحارب خمسة ملوك (أمراء) منهم وفي النهاية ظل اثنان فقط. وخشى كلا الملكين من هجوم الآخر عليه من خلال التحالف مع أسرة هان، لذلك، وصل أحدهما وهو الملك هو هان شيا إلى تشانغ آن عاصمة أسرة هان للتعبير عن ولائه لأمبراطور أسرة هان. حيث استقبله الأمبراطور بحفاوة وأهداه الكثير من الحبوب الغذائية وأرسل الفرسان معه لإيصاله إلى مقره عندما غادر العاصمة تشانغ آن. وبفضل دعم أسرة هان، نجح الملك هو هان شيا في النهاية في توحيد قومية سيونغنو من جديد.

     ومن أجل تعزيز الصداقة المتعاقبة الأجيال مع أسرة هان، زار الملك هو هان شيا مدينة تشانغ آن للمرة الثالثة حيث طلب من الزواج مع أسرة هان وعبر عن أمله في أن تكون إحدى بنات الأمبراطور زوجة له. ووافق الأمبراطور على طلبه ولكنه لم يكن راغبا في تزويج بناته لرجل من سيونغنو، فأرسل الفور خدمه ليجدوا فتاة تقبل الزواج من الملك هو هان شيا وتعهد باعتبارها أميرة.

      وكانت الوصائف فتيات جميلات تم اختيارهن من عامة الشعب، ولدى اجتيازهن بوابة القصر، فقدن فورا حريتهن ورغبن في المغادرة عندما عرفن بأن الزوج هو ملك سيونغنو، ولنهن فضلن القاء.

      وحسب لوائح البلاط، لا يمكن للوصيفات لقاء الأمبراطور، ولا بد أن يرسمن رسام القصر، ثم يقدم صورهن إلى الإمبراطور للاختيار ويمكن للوصيفات المختارات لقاء الأمبراطور. وانتهز رسام اسمه مو يان تشو هذه الفرصة لابتزاز أموال من الوصيفات. وقدمت جميع الوصيفات تقريبا أموالا كثيرة له لزيادة إمكانية الاختيار. ولكن هناك وصيفة اسمها وانغ تشيانغ تعرف أيضا بوانغ تشاو جيون وهي جميلة وذكية وماهرة في تأليف الأشعار والعزف على الآلات الموسيقية لم تعطه أي أموال مما أثار حقده ورسم صورتها بشكل غير حقيقي مما أدى إلى بقائها في القصر البارد لسنوات حيث لم تستطع خلالها لقاء الإمبراطور.

       ولدى سماع وانغ تشاو جيون هذا الخبر، عبرت عن رغبتها في الزواج من ملك سيونغنو وذلك من أجل سعادتها ومستقبلها لدفع العلاقات الودية بين قوميتي هان وسيونغنو. وشعر أمبراطور أسرة هان بفرصة كبيرة بعد معرفته هذا الخبر وقرر إقامة حفل زفاف مهيب للملك هو هان شيا ووانغ تشاو جيون في العاصمة تشانغ آن.

       وبسبب مزواجه من فتاة جميلة، أصبح الملك هو هان شيا مسرورا جدا، فتوجه مع زوجته إلى القصر لتحية الأمبراطور. وعندما رأى الإمبراطور وانغ تشاو جيون لأول مرة واكتشف جمالها، شعر بالندم لكنه أضطر إلى السماح لها بالسفر مع ملك سيونغنو وأهداها العديد من المهر التي تلق بالأميرات.

       وكانت وانغ تشاو جيون ترتدي زيا أحمر جميلا وتركب حصانا أبيض، وغادرت العاصمة تشانغ آن تحت حراسة مسؤولي أسرة هان وسيونغنو ووصلت إلى منطقة سيونغنو التي تبعد عن تشانغ آن ألف كيلومتر. وفي البداية لم تتعود وانغ تشاو جيون على حياة قومية سيونغنو، ولكنها بذلت جهودا كبيرة للتغلب على الصعوبات ثم تعودت على العيش مع مواطني سيونغنو بمحبة ووئام.

       وقضت وانغ تشاو جيون حياتها في سيونغنو ونشرت ثقافة قومية هان بين لمواطني قومية سيونغنو. وورث أطفالها أمنيتها حيث واصلوا تطوير علاقات الصداقة بين قوميتي هان وسيونغنو. وما زال قبرها شاخصا حتى يومنا هذا في ضاحية مدينة هوههوت بمقاطعة منغوليا الداخلية الصينية حيث بناه مواطنو سيونغنو القدماء تخليدا لها. وظلت قصة زواج الأميرة تشاو جيون من ملك سيونغنو حديثا على ألسنة الصينيين يتناقلونه جيلا بعد جيل وموضوعا تقليديا تتناوله القصائد والمسرحيات والروايات الصينية.