الملك تشوانغ من دولة تشو

中国国际广播电台


إن الصين دولة تحترم التسامح، ويؤمن المواطن الصيني أن الصبر والتسامح قادران على إزالة الخلافات وتهدئة النفوس. وهناك مثل صيني يقول إنه إذا سامح المرء الآخرين وعالج الأمور بحسن نية، فسيحصل على رد جيد. وهذا المثل مرتبط بالملك تشوانغ من دويلة تشو الذي سنتحدث عنه في موضوعنا هذا.

تميز عصر الربيع والخريف في الصين القديمة (770 ق م – 476 ق م) بوجود دويلات كثيرة في الأراضي المترامية الأطراف. وكانت دويلة تشو إحدى تلك الدويلات. وكان ملكها تشوانغ رجلا حكيما وحازما. وبفضل حكمته وعدالته، تحولت دويلة تشو تدريجيا من دويلة ناشئة صغيرة إلى دويلة قوية.

وذات يوم، دعا الملك تشوانغ المسؤولين الرفيعي المستوى إلى مأدبة، وحضرتها محظياته أيضا. وكان الجميع سعداء جدا، فأكلوا وشربوا وتمتعوا بالموسيقى والرقص. واستمرت المأدبة حتى وقت متأخر، وكان المسؤولون لا يريدون المغادرة. فأمر الملك تشوانغ خدامه بإشعال الشموع في قاعة المأدبة. وغمر الفرح والسعادة الملك تشاونغ حينذاك أيضا، فطلب من محظيتيه ماي جي وشيو جي تقديم المشروبات للمسؤولين بالتناوب.

فجأة، هبت رياح ، وأطفئت الشموع كلها. وساد الظلام القاعة. فشعرت شيو جي وهي تصب الشراب للمسؤولين بأن شخصا لمس يدها. فغضبت، وسحبت يدها بسرعة. وفي الوقت نفسه، نزعت شريط قبعة ذلك الشخص. وحينما عادت إلى جانب الملك تشوانغ، قالت له سرا: "إن أحد المسؤولين تحرش بي. وقد نزعت الشريط الذي يزين قبعته. وبعد إشعال الشموع، ستجد هناك شخصا لا يوجد في قبعته شريط. وعليك أن تعاقب هذا الشخص." ولم يخطر ببال شيو جي أن الملك تشوانغ سينادي بصوت عال إثر سماعه هذا الكلام: "لا تشعلوا الشموع الآن. أعتقد أن الشرب في الظلام شيء ظريف." فواصل الجميع الشرب. وبعد مدة وجيزة، سأل الملك تشوانغ: "هل أنتم سعداء؟" أجاب الجميع الملك قائلين: "شكرا جزيلا للملك الكريم، نحن سعداء." واستطرد الملك تشوانغ قائلا: "صحيح؟ إذن، عليكم أن تنزعوا أشرطة قبعاتكم إذا كنتم سعداء فعلا." وبعد أن سمع المسؤولون هذا الكلام، نزع جميعهم أشرطة قبعاتهم. وبعد ذلك، أمر الملك تشوانغ خدمه بإشعال الشموع مرة أخرى. ورأي الجميع أن مظاهرهم أصبحت غريبة وظريفة، فضحكوا جميعا. واستمرت المأدبة حتى فجر اليوم التالي. وغادر الضيوف سعداء.

بعد عودة الملك إلى قصره، غضبت المحظية شيو جي. فقال الملك تشوانغ: "إن هدف دعوة المسؤولين إلى المأدبة هو إسعادهم. وإذا عاقبتهم خلال المأدبة، فإن ذلك سيخجلهم، وذلك عكس هدفي الأصلي."

وبعد ذلك، شن الملك تشوانغ هجوما على دويلة أخرى اسمها تشنغ. وكان هناك ضابط شجاع جدا اسمه تانغ جياو، وسجل مآثر عسكرية كثيرة. وفي الحقيقة، أن هذا الضابط هو الشخص الذي نزعت شيو جي شريط قبعته خلال المأدبة. وقاتل في المعارك بكل شجاعة لرد الجميل على تسامح الملك تشوانغ.

وتشجع قصة الملك تشوانغ هذه الناس على التسامح مع الآخرين.