جياوتسي في الصين

中国国际广播电台


لا نبالغ في القول على الإطلاق إن طعام جياوتسي جزء من الثقافة الصينية باعتباره طعاما تقليديا صينيا. وإنه يرمز الى لم الشمل عندما يأكله جميع أفراد الأسرة في بيتهم. ويكرم الشخص ضيوفه به تعبيرا عن كرمه وحماسته. وإذا لم يأكل أجنبي طعام جياوتسي خلال زيارته للصين، ربما يسخر بالآخرون منه بعد عودته الى بلاده لأن زيارته للصين كانت سدى.

وبعبارات عامة، إن جياوتسي عبارة عن حشوة ملفوفة بعجينة يتم غليها بالماء. وكان جياوتسي يعتبر طعاما رئيسيا مميزا بمناسبة الأعياد الصينية في الماضي، كما يعتبر طعاما يلزم أكله في كل الأسر الصينية خاصة في عشية اليوم الأول من السنة الجديدة القمرية. وفي العادات والتقاليد الصينية، يجب الاهتمام بحشوة جياوتسي وشكله وطرق أكله ...والخ.

ولنتحدث أولا عن حشوة جياوتسي. إن حشوته مصنوعة من اللحوم أو الخضروات. وغالبا ما تصنع باللحوم المخلوطة بالخضروات المفرومة. وخلال عملية إعداد الحشوة، يجب الاهتمام أكثر بتقطيع الحشوة، أي وضع اللحوم والخضروات  والبصل والزنجبيل وغيرها بصورة منسجمة جيدة على المرقّة وتقطيعها بالساطور بصورة دقيقة.

وبعد إعداد الحشوة، يهتم الناس بشكل جياوتسي أيضا. ويتعود الناس في معظم مناطق البلاد على لفّها في شكل هلال باعتباره شكلا تقليديا مألوفا لجياوتسي. وتفضل بعض الأسر إعداد جياوتسي على شكل سبيكة ذهبية أو فضية ( العملة القديمة في الصين) متمنية الى أن تصبح الأسر غنية للغاية وتملك الكثير من الذهب والفضة. ويرغب أبناء الأرياف في إعداد جياوتسي على شكل سنبلة قمح مما يجعله مثل حبات مكتنزة من السنابل متمنيين تحقيق حصاد وفير في السنة الجديدة.

وبعد لفّ جياوتسي، يحين الوقت لسلقه. وبعد أن يغلى الماء في القدر، يمكنك أن تضع جياوتسي في الماء النقي واحدا تلو الآخر. وبعد ذلك، يتعين عليك أن تحرك الماء في قاع القدر بمعلقة كبيرة لضمان عدم لصق جياوتسي بقعر القدر. وأثناء عملية السلق، يتعين عليك عموما أن تضيف ماء باردا الى القدر ثلاث مرات منفصلة. وبعد عشرين دقيقة تقريبا، يصبح جياوتسي ناضجا لذيذا.

وتوجد عادات أيضا عند أكل جياوتسي. وتقدم أول طاسة منه كقرابين للأجداد للتعبير عن الاحترام والشوق الى الأجداد المتوفين. وتقدم الطاسة الثانية منه كقرابين لإله الموقد وغيره من الآلهة في الأساطير الشعبية الصينية، بينما يتعين على أحد المسنين في البيت أن يقرأ قطعة من الأسجاع الشعبية، مثلا:

         كل جياوتسي مدبب الطرفين

         وتسلق كثير منه في القدر

         وتغرف بالمعلقة الذهبية

 وتوضع في الطاسة الفضية على المائدة

 لتقديم قرابين آلهة السماء

 وهم مسرورون إزاء ذلك

 فيحافظون على السلامة خلال الفصول الأربعة كل سنة.

    ثم يبدأ جميع أفراد الأسرة أكل جياوتسي من الطاسة الثالثة. ويتعين عليهم أن يحسبوا عدد الجياوتسي المأكول بوضوح. ومن الأفضل أكل جياوتسي بعدد زوجي، وليس بعدد فردي.

     وفي الظروف العادية، يعتبر جياوتسي طعاما يلزم أكله في عشية أول يوم من السنة التقليدية الصينية. وسواء كان الناس يعملون أو يدرسون في الخارج أو يزاولون التجارة، يتعين عليهم أن يعودوا الى بيوتهم باستعجال ليلتئم شمل أسرهم. حيث يعدّ جميع أفراد الأسرة جياوتسي ويأكلونه بفرح ومرح في جو سعادة بمناسبة العيد.

    وفي الحياة الواقعية، قليلا ما يعدّ سكان المدن الصينية حشوة جياوتسي حتى كلّه. وعندما يحلّ عيد تقليدي صيني، تشتري كثير من الأسر أطعمة الجياوتسي المثلجة من المراكز التجارية، ثم تسلقه في منازلها، أو يذهب جميع أفراد الأسرة الى مطعم مباشرة لتناول وجبة جياوتسي. وحتى في الأرياف الصينية، قد تلاشت كثير من العادات والتقاليد المألوفة الخاصة بأكل جياوتسي في الماضي.