قصة الافعى الابيض

中国国际广播电台

     

كان في قديم الزمان ثعبانان احدهما أبيض والآخر أزرق، كانا يعيشان في أعماق الجبال. وعندما شاهدا المناظر الجميلة الساحرة في البحيرة الغربية الواقعة في منطقة هانغتشو بشرقي الصين الحالية تحولا الى فتاتين جميلتين تحمل إحدا هما إسم باي سو تشن والاخرى اسم شياو تشينغ. وتوجهتا الى البحيرة الغربية للاستمتاع بمناظرها الجميلة .

وعندما وصلتا الى شاطئ البحيرة سقطت الامطار فاختبآ تحت شجرة كبيرة، وحينئذ جاء شاب يحمل معه مظلة، وبعد أن رأي الفتاتين أعطى المظلة لهما، كما رافقهما بعد المطر في طريق العودة الى بيتهما فتأثرت الفتاة باي سو تشن، ونشأ الحب في قلبها ازاء هذا الشاب. وطلبت منه أن يعود اليها في اليوم التالي لاعادة مظلته اليه .

وفي اليوم الثاني جاء الشاب الى بيت الفتاتين لأخذ المظلة. فعبرت الفتاة باي سو تشن عن حبها له، وقالت إنها تريد الزواج منه. فوافق الشاب بسرور. وبعد اجراء المراسم التقليدية الضرورية تزوجا. ومنذ ذلك اليوم بدأ الزوجان يعيشان في سعادة واستقرار.

 

 

وكان بالقرب من بيتهما معبد يعيش فيه راهب بوذي، وعندما عرف أن باي سو تشن كانت أصلها ثعبانا ذهب الي بيت الشاب وأخبره بأن زوجته ليست من البشر بل هى أفعى. ويجب عليه أن يهرب منها لكي لا يصيبه مكروه. ولكن الشاب لم يصدق كلام الراهب في بداية الامر. فأضاف الراهب قائلا: اذا قدمت لها قدحا من الخمر لتشربه فستتحول فورا الى شكلها الاصلي كالافعي الحقيقي .

صدق الشاب كلام الراهب، وبعد عودة زوجته قدم لها قدحا من الخمر. وما إن شربته حتى سكرت، وأصبحت فورا أفعى بيضاء كبيرة، فخاف الشاب ومات من شدة الفزع .

وبعد أن استيقطت باي سو تشن عادت الى شكل الانسان، وعندما وجدت زوجها قد مات حزنت حزنا شديدا، ثم ذهبت الى أعماق الجبال للبحث عن الطبر وهو احد النباتات النادرة التي تنمو في أعماق الجبال ويقال انه يستطيع أن يبعث الحياة الى الميت. وبعد أن حصلت عليه عادت به الى البيت وأنقذت به زوجها من الموت .

لم يكن الراهب البوذي راضيا عن هذه النتيجة فذهب الى بيت الشاب مرة ثانية وحرّضه ليذهب معه الى المعبد، وبعد أن عرفت باي سو تشن ذلك اتبعتهما في الطريق المؤدي الى المعبد، ولكن الراهب هاجمها بالقتال، فهزمت باي سو تشن وهربت الى المكان الذي قابلت فيه زوجها في المرة الاولى، ووقعت على الارض وانخرطت في بكاء مرير. وفي ذلك الحين جاءت الفتاة شياو تشينغ التي كانت في الأصل أفعي زرقاء وتسللت الى المعبد وقابلت الشاب وأخبرته بالحقيقة وقالت له:" إن زوجتك من أصل افعي فعلا ولكنها تحبك بكل عواطفها " وبعد أن سمع الشاب كلامها ندم وهرب من المعبد وعاد الى البيت معتزما العيش مع زوجته وعدم مفارقتها أبدا، لكن الراهب تبعه في الطريق حتى وصل الى بيتهما أيضا وقاتلهما، وأسر أخيرا زوجته باي سو تشن واعتقلها تحت برج لي فونغ القريب من البحيرة الغربية.

هربت الفتاة شياو تشينغ أي الافعي الزرقاء الى الجبال لتعلم فن القتال من مدرب قوي. وبعد سنوات عادت الى شاطئ البحيرة الغربية للانتقام من الراهب وقاتلته وهزمته أخيرا، وأنقذت باي سو تشن من تحت البرج، ثم رافقتها الى بيت الشاب. فعاش الزوجان بعد ذلك حياة سعيدة على امتداد سنوات طويلة ...