كهوف موقاو

中国国际广播电台

      

تقع كهوف موقاو عند سفح جبل مينغ شا ومعناه أصوات الرمال والذي يبعد خمسة وعشرين كيلومترا جنوب شرقي مدينة دونغهوانغ بمقاطعة قانسو غرب الصين. تتميز هذه المنطقة بوقت كاف لسطوع الشمس والجفاف وقلة الأمطار والفروق الواضحة بين الفصول الأربعة والفرق الكبير بين درجة الحرارة في النهار ودرجة الحرارة في الليل.

تمتد كهوف موقاو لأكثر من ألف وستمائة متر من الجنوب إلى الشمال، وتنقسم إلى خمسة طوابق، ويبلغ ارتفاع الكهف الأعلى بها خمسين مترا. ويبلغ عدد كهوف موقاو أربعمائة واثنين وتسعين كهفا، وفيها أكثر من خمسة وأربعين ألف متر مربع من الرسوم الجدارية وألفان وأربعمائة وخمسة عشر تمثالا ملونا، بالإضافة إلى أربعة آلاف تمثالا لإله "فيتيان". لذلك تسمى بكهوف ألف بوذا.

وتعتبر كهوف موقاو مع كهوف يونقانغ بمقاطعة شانشي وكهوف لونغمون بمقاطعة خنان "المخازن الكبرى الثلاثة لفن الكهوف الحجرية في الصين" نظرا لحجمها الكبير ومحتوياتها الغنية وتاريخها العريق. وأدرجت كهوف دونغهوانغ ضمن قائمة التراث الثقافي والعالمي التي حددتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة عام1987.  

 

ومدينة دونغهوانغ معناها مكان كبير ومزدهر، ويرجع اسمها إلى طريق الحرير الذي فتحه السيد تشانغ تشيان المسئول بأسرة خان الغربية الملكية عبر زيارتيه للمناطق الغربية القديمة في عام 139 ق.م وعام119 ق.م، يعتبر طريق الحرير ممرا يجتاز قارة آسيا ويربط الصين بالغرب، ويدفع التبادلات الثقافية والاقتصادية بينهما. ودونغهوانغ ليست محطة للتبادل التجاري بين الشرق والغرب فحسب، بل هي نقطة تجمع الأديان والثقافات والمعلومات أيضا.

انتشر الدين البوذي من المناطق الغربية القديمة إلى داخل الصين عبر دونغهوانغ، وأظهرت أربعمائة واثنان وتسعون كهفا بكهوف موقاو الفن البوذي الذي قد امتد لأكثر من ألف سنة عبر تماثيل ورسوم جدارية فيها.

 

صورة : رسوم في كهوف موقاو

 

وذكر أنه في عام 366م، كان راهب يدعى ب"ليه زونغ" قد زار هناك، حيث رأى أشعة الشمس الذهبية المشابهة للتماثيل الألف لبوذا في جبل سانوي بالجهة المقابلة لموقاو، فاعتقد أن هناك مكان بوذي، ثم حفر أول كهف فيه.

 

 

 

 

وفي عهد أسرة سوي الملكية  وأوائل عهد أسرة تانغ الملكية، دخلت أعمال الحفر مرحلة مزدهرة؛ وفي عهد أسرة سونغ الملكية ، انخفضت نشاطات حفر الكهوف بسبب الركود الاقتصادي وفقدان طريق الحرير البري دوره الهام؛ وتوقفت أعمال الحفر بعد عهد أسرة يوان الملكية ، وأصبحت دونغهوانغ تدريجيا منطقة مقفرة .

إن كهوف موقاو مخزن ثقافي وفني قيم يضم البناء والتماثيل الملونة والرسوم الجدارية، ويعكس بصورة منتظمة الفنون لأكثر من عشر أسر ملكية صينية، بما فيها وي الشمالية وسوي وتانغ، وتشمل محتويات الكهوف الفن والتاريخ والاقتصاد والثقافة والأديان والتعليم وغيرها في المجتمع القديم.

لذلك تتمتع بقيمة عالية للبحوث التاريخية والفنية والعلمية، فكهوف موقاو هي كنوز تاريخية للأمة الصينية وثروة ثقافية ممتازة للبشرية.

وفي الحقيقة أن كهوف موقاو مخزن أثري أيضا. في عام 1900 اكتشف الطاوي وانغ يوان لو صدفة كهف حفظ الكتب البوذية الكلاسيكية الذي حافظ بصورة تامة على أكثر من أربعين الفا من الوثائق والكتب البوذية الكلاسيكية والآثار لأسر ملكية صينية عديدة. ويعتقد أن هذا الاكتشاف أثمن الاكتشافات لتاريخ الثقافة العالمي في القرن الماضي، فأحدث هزة كبيرة في العالم.

لكن خبر اكتشاف هذا الكهف جذب مغامرين من بريطانيا وفرنسا واليابان وروسيا والولايات المتحدة إليه على التوالي، وسرقوا معظم ما حفظ في الكهف. وفي عام1943، أعلنت الصين حق امتلاك كهوف موقاو؛ وفي عام1961، أدرج مجلس الدولة الصيني كهوف موقاو في قائمة الدوائر المحمية الوطنية للآثار الهامة.

والآن في سفح جبل سانوي بالجهة المقابلة لكهوف موقاو مركز عرض فنون دونغهوانغ، وفي هذا المركز كهوف مقلدة لبعض كهوف موقاو، الأمر الذي يحافظ على آثر كهوف موقاو بصورة جيدة ويزيد محتويات العرض.