الفصل الثاني: مناطق شمال غربي الصين

تشمل مناطق شمال غربي الصين مقاطعة قانسو ومنطقة نينغشيآ الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة ومنطقة منغوليا الداخلية ومنطقة شينجيانغ الذاتية الحكم لقومية الويغور . ويشير الرسم البياني لمعدل هطول الامطار السنوي في الصين الى خط فاصل لمعدل هطول الامطار السنوي بمائتي ميليمتر، فالمناطق الواقعة في غرب هذا الخط تنتمي الى مناطق الجفاف ، وهي تتثمل بمناطق شمال غربي الصين.

تتمثل الخصائص الجغرافية في مناطق شمال غربي الصين في الجفاف الشديد والامطار القليلة والغطاء النباتي الخفيف . وتشغل هذه المناطق مساحات واسعة ذات كثافة سكانية قليلة . غير ان المناظر الرائعة في الصحراء الواسعة ومنطقة صحراء غوبي الفسيحة والمروج الخضراء التي تنتشر فيها قطعان الاغنام والابقار اضافة الى الخصائص المتميزة والصفات الفريدة للقوميات المحلية هناك تبهر جميعها أبصار الزوار وتشرح قلوب السياح . وظلت مناطق شمال غربي الصين موطنا لابناء مختلف القوميات الرعوية بالصين . فتاريخ تربية المواشي في هذه المناطق طويل عريق . والى جانب ذلك توجد في هذه المناطق موارد طبيعية وفيرة تعتبر كنوز الثروات الطبيعية التي تتمتع بأمكانية كبيرة لاستغلالها في سبيل تنمية اقتصاد البلاد.

مناظر الصحاري في الصين

المناظر في المروج

قطاع الزراعة في الواحات

طريق الحرير

 

1- مناظر الصحارى في الصين

يبلغ إجمالى مساحة الصحارى في الصين حوالى سبعمائة ألف كيلومتر مربع . واذا ضمت مساحة صحراء غوبي ضمن مساحة الصحارى فسيصل أجمالي هذه المساحة الى مليون ومائتين وثمانين ألف كيلومتر مربع محتلا ثلاثة عشر بالمائة من إجمالي مساحة آراضي الصين ، ومعظم مساحة الصحارى يتركز في مناطق الجفاف بشمال غربي البلاد حيث تحتل مساحة الصحارى في هذه المناطق حوالي سبعين الى ثمانين بالمائة من اجمالي مساحة الصحارى في الصين كلها . ومن بين أكبر الصحارى في هذه المناطق صحراء تاكلاماقان وصحراء قوربانتوقوت بمنطقة شينجيانغ ، وصحراء بادانجيلين وصحراء تانغور بمنطقة منغوليا الداخلية ، وصحراء كوموتاق على الحدود بين منطقة شينجيانغ ومقاطعة قانسو .

تعتبر صحراء تاكلاماقان أكبر صحراء في الصين واحد اكبر الصحارى في العالم . وتقع في حوض تاليمو جنوبى منطقة شينجيانغ ، وتبلغ مساحته حوالى ثلاثمائة وسبعة وثلاثين ألف كيلومتر مربع محتلة نحو نصف اجمالي مساحة الصحارى داخل البلاد . كما هو يعتبر أشد صحراء جفافا بالصين حيث لا يتجاوز معدل هطول الامطار فيها خمسين ميليمترا. وتغطي الكثبان الرملية معظم آراضي المنطقة باستثناء سلسلة الجبال المنخفضة بغربي الصحراء. فبعضها يأخذ بشكل الهلال وبعضها يكون كالاهرام وبعضها يشبه النتوءأت في الحقول الزراعية .... وتصطف كلها بصورة منتظمة باتجاهات الرياح التى تهب بشدة طول السنة . واذا نظرنا اليها من الاعلى تبدو كأمواج البحر. والظروف الطبيعية في الصحراء رديئة وقاسية جدا بحيث لا يمكن العثور على أي نبات حي أو حيوان يمشي فيه . وفي الصيف تكون الشمس ساطعة وترتفع درجة الحرارة فيها ارتفاعا كبيرا . وتهب الرياح بشدة في الفترة ما بين انتهاء فصل الشتاء وبداية الربيع ، حيث تتطاير الرمال في كل مكان حتى تكاد تحجب نور الشمس ، وكلمة " تاكلاماقان " في اللغة الويغورية تعني جملة تقول " يمكن الدخول اليها ولا يمكن الخروج  منها " دلالة على صعوبة وقسوة تضاريس هذه الصحراء .

تقع صحراء قوربانتوقوت في حوض جونقور شمال منطقة شينجيانغ . هى ثاني أكبر صحراء مساحة في الصين . والظروف الطبيعية فيها أحسن بقليل من صحراء تاكلاماقان ، اذ توجد بداخلها غابات من أشجار " السوسو ".

ومعظم الصحارى الشرقية في الصين صغيرة المساحة ، والظروف الطبيعية فيها أحسن نسبيا من نظيرتها في غربي البلاد .ومن بينها صحراء ماووسو وصحراء تانغور بمنطقة منغوليا الداخلية . وتسقط الامطار فيها بكمية محدودة كل سنة ، وتوجد فيها أعشاب ونباتات مقاومة للجفاف . كما توجد المياه في بعض الاماكن المنخفضة بين الكثبان الرملية حيث يمكن أن تنمو فيها الشجيرات . وفي بعض المناطق تنساب المياه الى أماكن  تحولت أخيرا الى بحيرات صغيرة تعتبر مصادر مياه نادرة للرعاة المحليين .

وتحت آراضى هذه الصحارى كثير من آثار المدن البائدة . وفي بداية القرن العشرين دخل سوينغوردين السويدي وفرق استقصائية صينية عديدة على التوالي الى صحراء تاكلاماقان  بهدف العثور على آثار تلك المدن البائدة والتحف الاثرية المدفونة تحت الكثبان الرملية . وبسبب الجو الجاف السائد في تلك المناطق لم تتعرض آثار المدن المدفونة كالكتب المصنوعة من شرائح البامبو والاوراق وأدوات المعيشة اضافة الى الجثث داخل التوابيت للتلف رغم مرور سنوات طويلة عليها . وتتمتع هذه التحف الاثرية القيمة بخاصية هامة جدا للتعرف على نمط حياة سكان تلك المناطق وأعمالهم الانتاجية في العهد القديم ولبحث ودراسة تغيرات البيئة في العصور التاريخية المختلفة .

أثارت كل من بحيرة لو بو بوه الجافة والمليئة بالاسرار والواقعة في الطرف الشرقي لصحراء تاكلاماقان ومدينة لو لان العريقة البائدة بالقرب منها اهتماما كبيرا لدى الناس . وقبل سنوات طويلة وصل مغامر روسي الى بحيرة لو بو بوه ، ووجد أمامه بحيرة واسعة مليئة المياه العذبة ، ولكن بعد مرور زمن معين اختفت البحيرة بكاملها بدون سبب واضح . لذلك يطلق الناس عليها أيضا إسم " البحيرة المتنقلة " أما مدينة لو لان البائدة فكانت موجودة في السجلات التاريخية ، غير انها اختفت أيضا وبشكل فجائي في فترة ما قبل القرن الحادى عشر وبعده . وكل هذه الاسرار لم تحظ بإهتمام الخبراء والعلماء الصينيين فحسب بل لقيت اهتماما كبيرا من زملائهم الاجانب ايضا .

تكمن تحت أراضي هذه الصحارى كنوز وفيرة . مثلا  تحتوي أرض الصحراوين المذكورتين في شمال وجنوب منطقة شينجيانغ على احتياطي هائل من البترول . وفي الخمسينات من القرن الماضي اكتشف العلماء الصينيون البترول تحت منطقة كلامايي الواقعة على حافة صحراء قولبانتوقوت . واكتشفوا بعد ذلك حقل بترول أكبر في صحراء تاكلاماقان يقدراحتياطي البترول فيه بما يتجاوز عشرة مليارات طن . ويعتبر حقل البترول هذا مصدرا بتروليا هاما داخل البلاد في القرن الحادي والعشرين. وتجري حاليا أعمال التنقيب عن البترول على قدم وساق في صحراء تاكلاماقان . كما تم تعبيد طريق يمتد من حافة الصحراء الى حقول البترول الواقعة في وسطه ليتناسب مع تقدم أعمال تنقيب واستخراج البترول  بصورة سلسة .

إن مشكلة تصحر الاراضي في الصين ما زالت خطيرة . وجاء في السجل التاريخي أن  كثيرا من الحقول الزراعية والمدن والبلدات الواقعة على حافات الصحارى قد دفنت في رمال الصحارى واختفت تماما . باستثناء مدينة لو لان المشهورة والمدفونة في رمال الصحراء والتي ذكرناها سابقا. هناك مدينة تونغ وان التى كانت عاصمة لاسرة سيشيآ الواقعة بهضبة أرطوسي . وقد تحولت من مدينة كانت تحيط بها مروج خضراء وأراض خصبة الى بقعة من الارض الجرداء المليئة بالرمال في عهد أسرة سونغ الملكية قبل أكثر من ألف سنة .

ترتبت على تصحر الاراضي مشاكل ومصاعب عديدة تضر بقضية بناء الوطن وحياة  المواطنين المحليين . وعلى سبيل المثال انقطعت بعض الطرق والسكك الحديدية الحديثة البناء بعد أن طمرتها الرمال ، وكذلك تضررت مواسم الحصاد في الحقول الزراعية بسبب هبوب الرمال عليها . ومن أجل حل مشكلة تصحر الاراضي قام العلماء ببحوث ودراسات كثيرة في الصحراء ، وأقاموا محطات تجريبية علمية عديدة في بعض المناطق الصحراوية . وعلى سبيل المثال قام العلماء في منطقة شابوتوه بالقرب من ضفة النهر الاصفر بتجربة زرع النباتات لتثبيت الكثبان الرملية بهدف حماية سكة حديد باو تاوه --- لانتشو من أضرار تحرك الرمال . فتم تثبيت كثبان رملية كثيرة في مواقعها ، ووفر ضمان سلامة المرور لسكة الحديد هذه . فحظيت جهود هؤلاء العلماء وأعمالهم المثمرة هذه تقديرا عاليا وتقييما ايجابيا من قبل زملائهم الصينيين والاجانب . 

2- المناظر في المروج

الى جانب الصحارى الشاسعة في مناطق شمال غربي الصين توجد هناك مروج واسعة مترامية الاطراف يبلغ إجمالي مساحتها حوالى ثلاثمائة مليون هكتار . ومن بين هذه المروج مرج منغوليا الداخلية الذي لا تحتل مساحته الكبيرة حوالى ثلث أجمالي مساحة المروج في الصين فحسب بل يتميز كذلك بجودة الاعشاب فيه وازدهار وتطور أعمال تربية المواشي فيه . ويعتبر أهم قاعدة للمنتجات الحيوانية داخل البلاد .

تقع معظم المنحدرات غرب جبال سينأن الكبيرة من الجهة الغربية الى الجهة الجنوبية ، ومن آثار سور الصين العظيم الواقع في جبال إينشان وشمال مقاطعة شانشي الى الجهة الشمالية حتى الحدود بين الصين ودولة منغوليا  هي هضبة متموجة التضاريس باستثناء وجود بعض الجبال المنخفضة في الطرف الشرقي بهذه المنطقة وبوسطها . واذا نظرنا اليها من الطائرة فسنرى مروجا واسعة تشبه بحرا شاسعا ذا مياه متموجة خضراء وتنتشر فيها قطعان من الابقار والاغنام . وهناك قصيدة قديمة يرجع تاريخها الى اكثر من ألف وأربعمائة سنة تصف المناظر الطبيعية لهذه المنطقة تقول : " عند سفح جبال إينشان مروج واسعة ، وتحت القبة الزرقاء مراع خضراء، ويهب النسيم على هذه الآراضي الخصبة الفسيحة حيث تنتشر قطعان الابقار والاغنام.

يعتبر كل من مرج هولونبيري ومرج سيليقر من أحسن المروج في منغوليا الداخلية من حيث مصدر المياه وجودة الاعشاب . وأعمال قطاع تربية المواشي فيهما متطورة ، كما أن كليهما من أشهر المراعي بالصين  . والى جانب ذلك يعتبر كل منهما موطنا للحصان المنغولي الذائع الصيت في العالم. وعبر الاختبار القاسي والصقل الطويل الامد ، صار الحصان المنغولي يتمتع بالبنية القوية والقدرة العالية علـى الصمود والمثابرة وتحمل المشقات والركض السريع لمسافات طويلة ...... فيمكن اعداده ليكون حصانا حربيا ممتازا بعد تدريبه . وسلالة حصان " سانهه " هى من أصل سلالة الحصان المنغولي، بعد اصلاح وتحسين سلالته أصبحت خصائصه أفضل كما يصفه الناس بالمثل القائل" صبغة النيل من نبتة النيل ولكنها أشد زرقة ". ويتمتع حصان " سانهه " ذو اللون الاحمر القاتم بالبنية القوية والرشاقة والملامح الجميلة والقدرة الممتازة على الركض السريع والطويل وحمل الاشياء الثقيلة . ومرج هولونبيري ومرج سيليقر كلاهما مسقط رأس للحصان المنغولي وحصان " سانهه " .

يعتبر الخروف المنغولي أهم أنواع الاغنام التي تربى بكمية كبيرة في مروج منغوليا الداخلية . وهو ممتاز الجودة من حيث صوفه ولحمه . وأغنام" ووتشوموتشي " هى أحسن سلالة للاغنام المنغولية، حيث تكتنز لحومها أكثر وبجودة افضل وألذ. وتم اختيار هذه الاغنام كأحسن مصدر لاعداد الطعام التقليدي المشهور في بكين والمعروف باسم:" شرائح لحوم الغنم المسلوقة ". أما أغنام" تانيانغ " وأغنام " سانبي " وكلاهما من أصل سلالة الاغنام المنغولية فتعتبر من أحسن الاغنام التي تؤخذ منها جلود ممتازة الجودة . فالملابس الجلدية المصنوعة منها تكون خفيفة الوزن وجميلة الشكل، ويقى لابسها من البرد بشكل فعال. لذلك تعتبر من أهم الصادرات الصينية الى الخارج حيث تلقى على الدوام ترحيبا واقبالا من التجار الاجانب .

يقع مرج آراشان في أقصى غرب مروج منغوليا الداخلية هو يعود الى المنطقة البرية الداخلية . ويتميز بجو جاف، وظروف الطبيعة فيه أكثر قسوة . وتنمو في أرض المرج شجيرات متفرقة ذات أوراق شوكية . ويعتبر الجمل المتعود على هذه الظروف القاسية أهم المواشي الموجودة في هذه المنطقة. ولهذا الجمل الصيني سنامان كما لديه قدرة قوية على العيش في الظروف الصعبة القاسية . لذلك ظل يعتبر أهم وسيلة نقل لدى السكان المحليين في الصحراء الشاسعة .

ويعتبر أبناء القومية المنغولية أهم السكان الذين يعيشون في مروج منغوليا الداخلية. ويبلغ عددهم حاليا داخل البلاد أكثر من ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف نسمة. ويعيش أكثر من نصف هذا العدد في منطقة منغوليا الداخلية. أما القسم الآخر منهم فيعيش في سائر مناطق شمال غربي الصين .  

تعتبر القومية المنغولية احدى الاقليات القومية الصينية ذات التاريخ العريق . هي تتمتع  بالشجاعة والجرأة . وكانت ذائعة الصيت في التاريخ الصيني والتاريخ العالمي ايضا . وفي الفترة ما بين نهاية القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر الميلادي فتح تيموجين (( عام 1162 --- 1227 )) الذي ينتمي الى اسرة ارستقراطية منغولية فتح سائر القبائل في المروج المنغولية وأسس دولة خان المنغولية الموحدة ، وأنتخب من أنصاره خانا كبيرا لهذه الدولة يحمل أسم " جنكيزهان " . وفتحت هذه الدولة المنغولية بعد ذلك اسرة جين وأسرة سونغ الجنوبية الملكية بجنوب الصين . وأسست أخيرا دولة منغولية أمبراطورية كبرى تعرف بإسم أسرة يوان الامبراطورية (( 1206 --- 1308 )) واتخذت مدينة " دادو " (( مدينة بكين حالية )) عاصمة لها .

لدى قومية منغوليا تاريخ عريق وثقافة حافلة ومزدهرة. وكان كثير من العلماء والخبراء المشهورين في التاريخ القديم وفي العصر الحديث ينتمون الى هذه القومية ، وهم كتبوا العديد من الكتب التي ما زالت تتمتع بأهمية وقيمة كبيرة عبر مختلف الاجيال. وجدير بالذكر ان كتاب :" أسرار في تاريخ منغوليا " الذي تم تأليفه في أواسط القرن الثالث عشر الميلادي كتاب نموذجي يسجل  تاريخ قومية منغوليا . أما الطب المنغولي فهو يتصف بصفة الطب العلاجي المثالي للقوميات الرعوية والصفة الاقليمية في مناطق شمال الصين . وخاصة أن أسلوب العلاج بالاغذية والطب الجراحي وعلاج أمراض العظام وغيرها لهذه القومية تحتل مكانة هامة ضمن علوم الطب الصيني التقليدي . والى جانب ذلك أن الرقص والاغاني لقومية منغوليا تتصف بخصائص طلقة وروعة فريدة تحتل مكانة متميزة بين الرقص والاغاني القومية الصينية .

 تتمتع قومية منغوليا بعادات وتقاليد خاصة. وتعرف مساكن الرعاة المنغوليين باسم الخيام المنغولية. وهي عبارة عن نوع من الخيام المستديرة الشكل ذات الاحجام المختلفة . ويبلغ قطر الدائرة لمعظم هذه الخيام أربعة أمتار وارتفاعها مترين , وهي تنصب أولا بسياج خشبي باعتباره هيكلا اساسيا لها ، ثم تلف حول السياج لبود بيضاء مع وضع قبة من اللباد فوقها. ويفتح بوسط القبة ثقب باعتباره شباكا يهدف الى التهوية والاضاءة . ويوضع داخل الخيام موقد لاعداد الاطعمة وتسخين المياه والتدفئة. وبسبب تنقل الرعاة المنغوليين دائما مع قطعانهم في المروج فيمكن فك هذه الخيام واعادة نصبها بسهولة .

أكبر عيد تقليدي وأكثره أهمية لدى المنغوليين هو يوم مهرجان " نادامو " الذي يقام في شهري يوليو أو أغسطس من كل سنة. وكلمة" نادامو" في اللغة المنغولية تعنى التسلية والترفيه . وكلما أقيم هذا المهرجان جاء الي ساحة المهرجان الرعاة المنغوليون رجالا ونساء وكبارا وصغار من كل حدب وصوب بعد قطع مسافة بعيدة قد تتجاوز مائة كيلومتر . وهم يحملون الخيام والاطعمة ويلبسون أزياء جميلة للمشاركة في هذه المهرجان الذي يسوده جو في غاية السرور والفرحة. وأهم سباق في المهرجان هو سباق المصارعة الذي يحظى باهتمام وترحيب واقبال الجميع . وعندما يبدأ هذا السباق يدخل اللاعبون المنغوليون ذوو الاجسام القوية الضخمة مرتدين الازياء التقليدية الخاصة الى حلبة المصارعة بينما يغنون الاغاني ثم يبدأون المصارعة مع خصومهم بكل ما لديهم من قوة . والى جانب سباق المصارعة تعتبر الفروسية أحد الالعاب البطولية التي تحظى بترحيب حار من الجماهير المحلية في هذا المهرجان أيضا .

تعتبر منطقة منغوليا الداخلية أول منطقة ذاتية الحكم للاقليات القومية في الصين . وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 شهدت حياة أبناء القومية المنغولية تحسنا كبيرا . وتحول أسلوب حياة الرعاة في المروج بالتدريج من حياة بدوية الى حياة مستقرة في المستوطنات الثابتة .  وخصصت الدولة اعتمادات خاصة لمساعدة الرعاة على تحسين ظروف المراعي واصلاح سلالات مواشيهم . مما رفع قدرة المراعي على اتساع مزيد من المواشي وزاد من قوة الانتاج للمنتجات الحيوانية . وجدير بالذكر أن مدينة هوخهاوت حاضرة منطقة منغوليا الداخلية والواقعة بسفح جبال ين شان قد أصبحت اليوم مدينة جديدة ذات عمارات عالية وملامح مزدهرة بعد مرور سنوات عديدة من البناء فيها .

3- قطاع الزراعة في الواحات

بالرغم من أن مناطق شمال غربي الصين تنتمي الى مناطق القحط حيث تنتشر الصحارى والاراضى الجرداء الجافة والقليلة الامطار ، غير أن هذه المناطق ليست كلها صحراء جرداء . بل توجد فيها سلاسل الجبال الشامخة . منها جبال تشي ليان داخل مقاطعة قانسو ، وجبال تيان شان وجبال كون لونغ وجبال آرتاي داخل منطقة شينجيانغ وغيرها من الجبال الشامخة الاخرى التي يزيد معدل ارتفاعها بأكثر عن ألفي متر فوق سطح البحر. فتحجب هذه الجبال العالية كحواجز طبيعية  تنقل الهواء الرطب في السماء ، مما جعل هذه المناطق الجبلية تصبح كلها تقريبا مناطق كثيرة الامطار. ويصل معدل هطول الامطار في بعض الاماكن منها الى خمسمائة أوستمائة ميليمتر سنويا حتى لا يوجد فرق بينها وبين مناطق شمال الصين . ودرجة الحرارة في هذه المناطق الجبلية ليست عالية فلا تتبخر المياه بشدة  كما أن رطوبة الهواء فيها عالية . الامر الذي هيأ ظروفا طبيعية صالحة لنمو النباتات والاعشاب والاشجار . لذلك توجد في هذه المناطق غابات واسعة كثيفة ومراع ذات مياه وأعشاب وفيرة . والى جانب ذلك يتحول هطول الامطار في هذه المناطق دائما الى تساقط الثلوج ، لذلك توجد فوق قمم تلك الجبال العالية طبقة سميكة من الثلوج المتراكمة لمدة سنوات طويلة ، وقد تحول بعضها الى جبال جليدية ضخمة  تنتقل ببطء شديد على امتداد اودية الجبال حتى اصبحت انهار بعد تجاوز خط الثلوج ، وتسيل مياه الانهار من الجبال العالية وتصل الى الاراضي بين سفوح الجبال وحافة الصحراء مما أنشأ حزاما يتكون من الواحات يبلغ طولها  مئات الكيلومترات . ومن بين أهم هذه الواحات : الواحة بشمال جبال تشي ليان ، والواحتان بجنوب وشمال جبال تيان شان . والواحة بجنوب جبال كون لون وواحات أخرى . وبالرغم من أن الظروف الطبيعية خارج هذه الواحات رديئة قاسية غير أن بداخلها فردوسا مكتظا بالاقوام الذين يعيشون في بيئة ذات طرق منتظمة ويتمتعون بأغذية وفواكه متنوعة وفيرة .    

والى جانب القمح وغيره من المزروعات الغذائية الاخرى التي يقوم بزراعتها أبناء القوميات المختلفة الذين يسكنون جيلا بعد جيل في هذه الواحات يعملون أيضا على تطوير زرع الفواكه الفريدة من أنواعها في هذه المناطق داخل البساتين طبقا للظروف البيئية الصالحة ، فنجحوا في زرع نوع فريد من العنب الكبير بدون النواة والشمام الهامي الحلو المذاقة وغيرهما من الفواكه الممتازة الجودة والتي لم تكن مشهورة في الصين فحسب بل ذاعت شهرتها في العالم أيضا .

واذا دخلت الى منطقة شينجيانغ من مقاطعة قانسو وقطعت مسافة غير بعيدة بسيارة يمكن أن تصل الى منطقة تولوفان المشهورة بزراعة وانتاج العنب . ومنطقة تولوفان حوض تقع في مكانه الادنى بحيرة تعرف باسم بحيرة " أيدينغ " ومنسوب المياه فيها أقل من سطح البحر بمائة وخمسة وخمسين مترا . فهي تعتبر ثاني أدنى مكان في الارض البرية بكرة الارض . ويقع حوض تولوفان داخل المنطقة البرية ، والجو فيه جاف طول السنة. ومعدل هطول الامطار لا يتجاوز عشرة ميليمترات سنويا. وفي أيام الصيف ترتفع درجة الحرارة ارتفاعا كبيرا . ويبلغ معدل درجة الحرارة اليومي بين سبعة وثلاثين و ثمانية وثلاثين درجة مئوية . لذلك يطلق الناس على حوض تولوفان إسم " القارة المتأججة النيران " وعلى الرغم من ذلك تقع على حافة هذه المنطقة القاسية الظروف البيئية واحة هى واحة تولوفان التي نشأت بفضل وصول مياه الثلوج اليها من قمة جبال تيان شان . وكلما جاء الصيف ذابت الثلوج من القمة الثلجية على هذه الجبال الشامخة ، وتسيل الى الاراضي الجرداء فأكسبتها حيوية ونشاطا وخضرة ......  

 شتهر منطقة تولوفان بانتاج فواكه متنوعة ، منها العنب والشمام الهامي وغيرهما. وتمتلك هذه الفواكه كمية عالية من السكر ونكهة شهية فريدة . وجدير بالذكر أن معظم هذه الفواكه تنمو في الصحراء الجافة والمرتفعة الحرارة فلا تلمسها الحشرات الضارة ، ولا تستخدم عند زراعتها الاسمدة الكيماوية . لذلك هي تعتبر من الفواكه الخضراء والخالية من أي عوامل مضرة لصحة الانسان. وتحظى باقبال شديد في الاسواق الدولية .

ومن أجل استغلال موارد المياه المحدودة بشكل كامل مع تجنب تبخرها بقدر الامكان، إخترع جماهير الشعب المحلية أسلوبا خاصا لجلب وحفظ المياه ، هو حفر " الافلاج " . الافلاج هي عبارة عن ترعة تحفر تحت سطح الارض لجلب مياه الثلوج و إيصالها الى الحقول الزراعية وبساتين الفواكه . ومن أجل تسهيل أعمال الصيانة ، يحفر الناس بين مسافة معينة على امتداد هذه الافلاج ممرا أفقيا يدخل منه العامل لتنظيف مجرى الافلاج وأخراج التراب والطين منها الى الخارج . لذلك اذا رأى شخص في هذه المنطقة أتربة تتراكم بشكل منتظم فوق سطح الارض علم أنه يوجد فلج تحت أرض هذا المكان .

شبكة الافلاج في منطقة تولوفان ذات أحجام كبيرة جدا تشمل حوالى ألف فلج ، ويبلغ اجمالي طولها اكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر. وتجلب مياها تتجاوز كميتها ستمائة مليون متر مكعب كل سنة وتستخدم لري ثمانين بالمائة من الاراضي الزراعية في منطقة تولوفان .

والى جانب واحة تولوفان توجد في مناطق شمال غربي الصين واحة تشانغ يي واحة وو وي ، وواحة جيو تشوان بمقاطعة قانسو ، وواحة شيهزي وواحة كرل وواحة أكسو وواحة كاشغار واحة هتيان في منطقة شينجيانغ .

تعتبر قومية الويغور ثالث أكبر اقلية قومية ضمن عائلة القوميات الصينية الكبرى من حيث عدد سكانها بعد قومية تشوانغ وقومية هوي المسلمة . ويبلغ عدد سكان هذه القومية ستة ملايين نسمة. ويعيش معظمهم فى الواحات الواقعة بالحدود الجنوبية في منطقة شينجيانغ.وينتمي أبناء قومية الويغور أصلا الى أهالي قومية هوهاي--- أحدى الاقليات القومية في الصين القديمة والذين كانوا يتعايشون مع ابناء قومية هان وأبناء الاقليات القومية الاخرى داخل منطقة شينجيانغ في سلم ووئام خلال مئات السنين. فامتزج ابناء هذه القوميات مما أنشأ قومية جديدة هي قومية الويغور . ويمارس أبناء قومية الويغور بشكل رئيسي الزراعة في أعمالهم ، وبين محصولاتهم الزراعية القمح والارز والذرة الشامية والقطن والفواكه بمختلف أنواعها ......

لدى أبناء قومية الويغور تاريخ طويل لممارسة التجارة أيضا ، وفي قديم الزمان كانت منطقة شينجانغ ممرا لطريق الحرير المشهور ، فظل كثير من الاهالي الويغوريين يمارسون التجارة عبر أجيالهم العديدة ، ولديهم تجارب تجارية وافرة جدا , والى جانب انتاج المحصولات الزراعية مع بيعها في الاسواق، يصنع الاهالي الويغوريون السجاد المتنوع الجميل والمنسوجات الاخرى، ويبيعونها في الاسواق. ومن بين هذه المنسوجات قبعة جميلة مربعة الشكل ومطرزة برسومات زاهية الالوان تعرف بإسم"قا با". ولم تكن هذه القبعة من أهم الازياء والزينات التقليدية لابناء قومية الويغور فحسب بل لقيت حبا واقبالا من قبل الزوار الصينيين والاجانب . والى جانب ذلك يصنع الاهالي الويغوريون في منطقة هتيان باستخدام الاحجار اليشمية التي تم انتاجها محليا تحفا يشمية مشهورة أيضا .

ومع تقدم مسيرة الاصلاح والانفتاح. تشهد الانشطة التجارية التي يقوم بها الاهالي الويغوريون مزيدا من التطور والازدهار. وأصبحت مدينة كاشغار الواقعة في شرق هضبة بامير -- هي أهم مركز تجاري في منطقة الحدود الجنوبية مدينة تجارية مزدهرة ، واذا زرت " بازا "الذي يعني السوق في اللغة الويغورية داخل مدينة كاشغار فستجد أن المحلات التجارية تتعاقب بعضها البعض في كل أماكن السوق . والى جانب البضائع التقليدية تباع فيها ايضا التحف اليدوية ذات الخصائص القومية ، كما تباع فيها الفواكه الطازجة الشهية بمختلف أنواعها . وقد صار " با زا " في كاشغار احد أهم المناظر والمواقع السياحية داخل هذه المدينة .

لدى قومية الويغور لغة وكتابة خاصة، كما أنتشرت بين أبناء هذه القومية قصص وأساطير شعبية رائعة كثيرة ، منها قصص آفانتي المسلسلة التي لم تحظ بحب كبير من قبل جماهير الشعب المحلي فحسب بل هي مشهورة ومحبوبة لدى الشعب الصيني وشعوب دول العالم أيضا.

والى جانب أبناء قومية الويغور، يسكن في منطقة شينجيانغ أبناء القوميات الاخرى العديدة ، منها قوميات هان والقازاق وهوي وقرغيز وغيرها . وتتصف قومية القازاق بصفة الصراحة ، ويكاد كل واحد من أبنائها ماهرا مبدعا في الفروسية . ويحب أيضا مصارعة ولعبة " سباق اختطاف الغنم " . أما أبناء قومية قرغيز فيتمتعون بكرم شديد وحفاوة بالغة عند استقبال الضيوف . وكلما جاء ضيف قدم المضيف له ألذ طعام لديه ، ومن بين تلك الاطعمة يعتبر لحم  من رأس الغنم أجمل وألذ طعام يكرم المضيف به ضيوفه بعد طبخها تعبيرا عن احترامه  لهم وترحيبه بقدومهم .....

4- طريق الحرير

إن طريق الحرير طريق تجاري مشهور كان حيويا في الماضي ويبدأ من مدينة تشانغآن/شيآن اليوم/ ويخترق شرق مقاطعة قانسو وممر خه شي يعبر بوابة يوموقوان وبوابة يانغقوان ويدخل شينجيانغ ويصل إلى وسط آسيا وغرب آسيا وأوروبا. اشتهر هذا الطريق التجاري بنقل الحرير الصيني وغيره من المنسوجات لذلك اطلق عليه اسم طريق الحرير. وكان قد تغير مسار طريق الحرير في الحقب التاريخية المختلفة ولم يكن مسارا واحدا فقط ولم تقتصر البضائع المنقولة على الحرير وفي الحقيقة كان حلقة وصل للتبادلات الاقتصادية والثقافية بين الصين والغرب واحتل مكانة هامة في تاريخ الحضارة البشرية.

ينقسم طريق الحرير داخل الصين إلى ثلاثة أجزاء الجزء الممتد من تشانغآن إلى وو وي بمقاطعة قانسو هو الجزء الشرقي وممر خه شي هو الجزء الأوسط والجزء داخل شينجيانغ هو الجزء الغربي. افتتح طريق الحرير في عهد أسرة هان الغربية الملكية قبل ألفي سنة. سافر الرحال الكبير تشانغ تشيان إلى منطقة شييو عدة مرات وجعل كثيرا من الممالك الصغيرة في شييو جزءا من خارطة أسرة هان الملكية وأصبح الطريق التجاري الرابط بين آسيا وأوروبا سالكا وسهلا. وفي عهد أسرة تانغ الملكية أصبح طريق الحرير مزدهرا لم يسبق له مثيل وكان مزدحما بالتجار والمبعوثين. ودفع الرخاء الذي أحدثه طريق الحرير التنمية الاقتصادية على جانبي الطريق وظهر العديد من المدن المزدهرة مثل وو وي وتشانغيه وجوتشوآن ودونهوانغ الواقعة في منطقة ممر خه شي داخل مقاطعة قانسو، وفي هذه المدن الأسواق مزدهرة والسكان يتجمعون فيها. ولعب طريق الحرير دورا هاما في التبادلات الثقافية والاقتصادية بين الصين والغرب. انتشر الحرير والأواني اليشمية والأدوات والحديدية والمشغولات الفنية اليدوية المختلفة الصينية وزراعة الخوخ والبرقوق والمشمش وغيرها من الفواكه وتربية دودة القز وصهر الحديد وصناعة الورق وغيرها من التقنيات الانتاجية المتقدمة انتشرت إلى الغرب عبر طريق الحرير. وفي نفس الوقت دخل القطن والعنب والبرسيم والرمان والسمسم والبطيخ وغيرها من المزروعات والزجاج والمنتجات الصوفية دخلت الصين من الغرب. وكذلك دخل الدين البوذي من الهند إلى الصين عبر طريق الحرير وأثر على تطور الحضارة الصينية تأثيرا واسعا.

استخدم طريق الحرير أكثر من ألف سنة منذ عهد أسرة هان الغربية الملكية، واخترعت القوميات الصينية والغربية الحضارة المشرقة على هذه الآراضي الواسعة. والآثار المحفوظة التي لا حصر لها على طريق الحرير سجلت بلا ضوضاء الرخاء على هذا الطريق.

إن الكهوف أبرز الآثار على طريق الحرير. في الصين توجد كهوف موقاو بدونهوانغ في مقاطعة قانسو وكهوف معبد بينغلينغ بيونغجينغ وكهوف جبل مايجي بتاينشوي وكهوف كزير ببايتشنغ داخل شينجيانغ. وكهوف موقاو بدونهوانغ أبرز الكهوف الأربعة الكبرى في الصين التي تشمل أيضا كهوف يونقانغ بداتونغ وكهوف لونغمن بلويانغ وكهوف جبل مايجي بتيانشوي في مقاطعة قانسو. تقع كهوف موقاو بدونهوانغ أسفل جبل مينغشا على بعد خمسة وعشرين كيلومترا جنوب شرقي حاضرة محافظة دونهوانغ، وتنتشر على طول كيلومترين من الشمال إلى الجنوب ويوجد أربعمائة وإثنان وتسعون كهفا وأكثر من خمسة وأربعين ألف متر مربع من الرسوم الجدارية وأكثر من ألفين وأربعمائة تمثال بوذا ملون. في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي اكتشفت في كهف مغلق كمية كبيرة من الكتب المقدسة والملفات والرسوم الأثرية القيمة، وقام العلماء ببحثها ودراستها على مدى طويل والتالي تشكل بالتدريج علم دونهوانغ. ولكن من المؤسف أن كثيرا من الآثار ناقصة وبعضها نهبت إلى دول أجنبية.

أفل نجم طريق الحرير الذي اخترق آسيا وأوروبا بعد عهد أسرة تانغ الملكية، وذلك لأن الثقل الاقتصادي الصيني انتقل إلى الجنوب وازدهر النقل البحري، ومع الحملة الغربية لأسرة يوان الملكية تعرض الاقتصاد والثقافة في آسيا الوسطى لدمار كبير، ومنذ ذلك الوقت أفل نجم طريق الحرير تدريجيا.

أصبح طريق الحرير القديم الذي كان مشهورا أصبح تاريخا، وطرأت اليوم تغيرات كبيرة على طريق الحرير. ويمتد على المسار السابق طريق لانشين العام وسكة لانشين الحديدية من مدينة شيآن عبر مدينة لانتشو إلى أورموتشي حاضرة شينجيانغ وأصبح حلقة وصل بين المدن التاريخية المشهورة على جانبي طريق الحرير. وتنتشر الواحات الواسعة المكتفية ذاتيا من منتجاتها من الأغذية على جانبي الطريق وتنقل الفواكه المنتجة فيها إلى أنحاء البلاد. إن مدينة لانتشو حاضرة مقاطعة قانسو على طريق الحرير أكبر مدينة صناعية هامة ومركز مواصلات ومركز ثقافي في منطقة شمال غربي الصين. وبالقرب من مدينة جوتشوان القديمة أنشئ أكبر مصنع للصلب والحديد في شمال غربي الصين. وفي جينتشانغ توجد أكبر قاعدة مناجم وصهر نيكل في الصين وأيار نفط يومون الواقعة بالقرب من بوابة بومون التي كانت مركز نقل قديم هي أكبر قاعدة انتاج نفط في الصين.

إن المناظر الصحراوية على طريق الحرير والآثار التاريخية المحفوظة وفرت موارد غنية لممارسة النشاطات السياحية. إن التمتع بالمناظر على طريق الحرير هو أفضل مشروع سياحي يجذب السياح الصينيين والأجانب. خط سكة حديد للانشين المزدوج الذي تم إنشاؤه عام 1996 وفر قدرة نقل في المنطقة الشمالية الغربية. وفي عام 1992 فتح وشغل الجسر البري الآسيوي الأوروبي الجديد الذي يربط بين مدينة ليان يون قانغ المنفتحة بمقاطعة جيانغسو الساحلية شرقا وروتردام الهولندية أكبر ميناء في العالم غربا. البضائع التي تنقل من منطقة الباسفيك إلى أوروبا والشرق الأوسط والأدنى ودول الكومونولث المستقلة تنقل بحرا إلى ليان يون قانغ عبر السكتين الحديديتين لونغهاي ولانشين إلى حدود الصين الغربية وتدخل دول الكومونولث المستقلة ومن هناك إلى الدول الأوروبية ودول آسيا الوسطى والغربية. كما تنقل البضائع من أوروبا وآسيا الوسطى والغربية إلى منطقة الباسفيك عبر هذا الجسر. قد أصبح الجسر الكبرى الآسيوي الأوروبي الجديد خط النقل الدولي الأسرع والأرخص الذي يربط بين القارتين الآسيوية والأوروبية.