CRI Online
الباب التاسع: حماية البيئة

اجراءات لحماية البيئة

معالجة التلوث

خلال السنوات الاخيرة، حددت الحكومة الصينية عدة مناطق لتركيز جهود معالجة التلوث فيها، ووضعت وطبقت خطة لمعالجة تلوث المياه وسياسات ادارية معنية وسياسات للسيطرة على اجمالى حجم الملوثات المصروفة. وحتى نهاية عام 2002، خصصت الحكومة اكثر من 40 مليار يوان صينى لاستخدامها فى حماية البيئة فى منطقة خزان المياه والسدود فى المضايق الثلاثة لنهر اليانغتسى. وفى عام 2001، ازيل 37 مصدرا ملوثا من منطقة خزان مياه المضايق الثلاثة، وانخفض حجم صرف المياه الثقيلة الملوثة من ستين مصدرا صناعيا بواقع 15.6% عما كان عليه فى عام 2000. وفى عام 2002، بدأ تنفيذ مشروع معالجة الملوثات فى حوض بحيرة تاى هو عن طريق نقل مياه نهر اليانغتسى النظيفة الى هذه البحيرة التى تبلغ مساحة حوضها 36.9 الف كيلومتر مربع. وحقق هذا المشروع نتائج ملحوظة فى تحسين البيئة المائية فى حوض البحيرة. اذ انخفضت محتويات المياه من الملوثات الرئيسية مثل الفوسفور والنيتروجين ب56% و25% على التوالى. كما تحسنت بصورة ملحوظة جودة مياه الحنفية لمدينة شانغهاى وغيرها من المدن التى تعتبر مياه تاى هو مصدر مياه لها. وبلغ عدد السكان المستفيدين من هذا المشروع قرابة عشرة ملايين نسمة.

وفى الوقت نفسه، انشئت فى عموم البلاد منظومة رقابة نوعية الهواء ومعالجة تلوثه. وتتحسن نوعية الهواء فى المدن الصينية باستمرار. ومن بين المدن ال339 الخاضعة لرقابة هيئات حماية البيئة، بلغت 117 مدينة الدرجة الثانية من المعيار الوطنى حول نوعية الهواء او تجاوزتها. وبلغت مدن هايكو وسانيا وتشاوتشينغ الدرجة الاولى من هذا المعيار. وحققت اعمال معالجة تلوث الهواء فى مدينة بكين نتائج ملحوظة، اذ وصل عدد الايام التى بلغت فيها نوعية الهواء الدرجة الثانية اوما فوقها 201 يوم فى عام 2002 بزيادة 19 يوما عن عام 2001. وبلغ معدل صرف عوادم السيارات فى معظم المدن الصينية المعيار الاوربى رقم 1، وبدأت مدينة بكين وغيرها من المدن الكبرى تطبق المعيار الاوربى رقم 2.

حماية موارد الغابات

منذ خمسينات القرن الماضى، تبذل الصين جهودا كبرى فى التحريج الاصطناعي وصنعت اعجوبة عالمية فى هذا الصدد، اذ بلغ اجمالى الاشجار المزروعة طوعيا فى البلاد كلها خلال الفترة ما بين عام 1981 وعام 2002 نحو 39.8 مليار شجرة. ووصلت مساحة الغابات الاصطناعية المحفوظة حتى الوقت الحالى الى 46.67 مليون هكتارمشكلة 26% من مساحة الغابات الاصطناعية فى العالم باسره ومحتلة المركز الاول فى العالم. وبلغ معدل غطاء الغابات فى الصين 16.55%، وادرجت الصين ضمن قائمة الدول الخمس عشرة الاكثر حفظا لمساحة الغابات فى العالم وفقا لتقييمات برنامج الامم المتحدة للبيئة.

خلال الفترة ما بين عام 1998 وعام 2001، خصصت الحكومة المركزية 42.7 مليار يوان صينى لمناطق غرب ووسط البلاد التى يكثر فيها السكان الفقراء لاستخدامها فى حماية الغطاء النباتى وتقديم دعم مالى للفلاحين المحليين ومشاريع اعادة الاراضى الزراعية الى غابات او مروج. وحتى عام 2002، تم اعادة 3.18 مليون هكتار من الاراضى الزراعية الى غابات، وزرع 3.26 مليون هكتار من الاشجار فى الجبال الجرداء والاراضى البور، وحققت هذه الاجراءات نتائج واضحة وتوقفت الى حد ما ظاهرة انجراف التربة فى بعض المناطق وتحسنت الاحوال فى هذا الصدد. اما الاجراء الفعال الاخر لحماية موارد الغابات فهو مشروع حماية الغابات الطبيعية الذى بدأ تنفيذه عام 1998 وطالب بوقف قطع الغابات الطبيعية على نطاق البلاد كلها. وفى كثير من المناطق، تحول قاطعو الاخشاب الى حماة غابات.

وعلى ضوء هدف الصين الاستراتيجي للتنمية المستدامة للغابات، سيصل معدل غطاء الغابات فى البلاد الى 28% بحلول عام 2050.

حماية الاراضى الرطبة

منذ انضمامها الى <<المعاهدة الدولية للاراضى الرطبة >> عام 1992، تسعى الصين لحماية الاراضى الرطبة وتحسين ظروفها. وحظيت العديد من الاراضى الرطبة التى تعرضت للتخريب بالرعاية والحماية اللازمتين. وحتى نهاية عام 2002، انشأت الصين 353 محمية طبيعية للاراضى الرطبة، منها 21 محمية ادرجت فى القائمة الدولية للاراضى الرطبة الهامة، وتبلغ مساحتها 30.3 الف هكتار.

وبدأ فى نوفمبر عام 2000 تنفيذ << خطة عمل لحماية الاراضى الرطبة >> التى تعاونت فى وضعها 17 هيئة تابعة لمجلس الدولة الصينى بمبادرة من المصلحة الوطنية للغابات. وبموجب هذه الخطة، سيتم كبح اتجاه تقلص الاراضى الرطبة الطبيعية الناجم عن نشاطات البشر بحلول عام 2010، وستعمل الصين على احياء الاراضى الرطبة التى تدهورت او زالت بحلول عام 2020.

الوقاية من التصحر وعلاجه

يعتبر التصحر احدى اخطر مشاكل البيئة الايكولوجية التى تواجهها الصين. وما زال الامر سوءا هو ان مساحة الاراضى المتصحرة البالغة 2.62 مليون كيلومتر مربع قد تجاوزت اجمالى مساحة الاراضى الزراعية الصينية، مشكلة 27% من اجمالى مساحة اراضى الصين. وما زالت الاراضى المتصحرة تتوسع بسرعة اكثر من 3000 كيلومتر مربع كل سنة رغم نجاح بعض المناطق فى كبح هذه السرعة مؤخرا.

وفى هذا السياق، بدأت مصلحة الدولة للغابات تنفيذ خطة الوقاية من التصحر وعلاجه على نطاق البلاد، وتسعى جاهدة لكبح خطى الزحف الصحراوى من حيث الاساس بحلول عام 2010، وتقليل اجمالى مساحة التصحر سنة بعد سنة بعد عام 2030 على اساس نتائج معالجة التصحر فى المراحل السابقة، وبحلول عام 2050، ستتم معالجة كل الاراضى المتصحرة التى يمكن معالجتها فى ظل الظروف الاقتصادية والتكنولوجية حينذاك، وتشكيل منظومة ايكولوجية متكاملة نسبيا فى الاراضى المتصحرة فى نهاية الامر. 

حماية التنوع الاحيائى

ظلت الصين بصفتها احدى الدول الموقعة مبكرا على <<المعاهدة الدولية لحماية تنوع الاحياء>> ظلت نشطة فى المشاركة فى الشئون الدولية المتعلقة بالمعاهدة، كما هى احدى الدول القليلة التى سبقت الدول الاخرى فى انجاز خطة عمل المعاهدة. ووضعت الصين عام 1994 << خطة عمل البلاد لحماية تنوع الاحياء>>، الامر الذى اوجد قانونا يعتمد عليه لنشاطات حماية البيئة الايكولوجية. ووفقا ل<< قانون حماية الحيوانات البرية>>، هناك عقوبات قاسية تفرض على كل من يخرب موارد الحيوانات البرية، واشد عقوبة هى الاعدام.

ودأبت الدوائر الحكومية المعنية على حماية موارد الحيوانات والاهتمام بها. وفى يناير عام 2003، دعت اكاديمية العلوم الصينية الى تفعيل مشروع انقاذ النباتات المهددة بالانقراض ، الذى يستهدف زيادة انواع النباتات فى حدائق حماية النباتات ال12 التابعة لها من 13الف نوع الى 21 الف نوع فى غضون 15 عاما وبناء اكبر حديقة نباتات فى العالم يبلغ اجمالى مساحتها 458 كيلومترا مربعا. وفى اطار هذا المشروع، ستخصص اكثر من 300 مليون يوان صينى لجمع النباتات المهددة بالانقراض ، وستنشأ بنوك الجينات باتخاذ منطقة تشينغلينغ ومدينة ووهان ومنطقة شى شوانغ بان نا ومدينة بكين كمراكز لها. 

بناء المحميات الطبيعية

اول محمية طبيعية صينية هى المحمية الطبيعية التى حددت عام 1956 بجبل دينغ هو بمقاطعة قوانغ دونغ، اما المحمية الطبيعية لمصادر الانهار الثلاثة فتعتبر اكبر محمية طبيعية مساحة واعلاها جغرافيا(4000 متر عن سطح البحر كمعدل) واكثرها جمعا لانواع الاحياء. وتقع فى باطن هضبة تشينغهاى – التبت، وهى منطقة مصادر نهر اليانغتسى والنهر الاصفر ونهر لان تسانغ ايضا. وحتى نهاية عام 2002، بنت الصين اجمالى 1757 محمية طبيعية من مختلف الانواع، يبلغ اجمالى مساحتها 132 مليونا و950 الف هكتار، محتلة 13.2% من اجمالى مساحة اراضى الصين. وتلعب هذه المحميات الطبيعية دورا مهما فى الحفاظ على المياه والتربة ومكافحة العواصف الرملية وتثبيت الرمال وتحسين الاجواء المحلية.ويعتبر بعضها من المناطق العالمية الهامة لحماية تنوع الاحياء. وادرجت منظمة اليونسكو الدولية المحميات الطبيعية فى مناطق وه لونغ وجيوتساى قو بمقاطعة سيتشوان وجبل تشانغ باى بمقاطعة جي لين وجبل دينغ هو بمقاطعة قوانغدونغ ونهر باى شوى بمقاطعة قانسو ضمن قائمة المحميات العالمية للنطاق الحيوى.


1 2 3 4 5