CRI Online
الباب الثالث عشر: الطب التقليدي

علوم طب الاقليات القومية الصينية

لمحة عامة عن علوم طب القوميات المختلفة الصينية

تضم علوم الطب التقليدي الصيني علم طب قومية هان أكبر القوميات الصينية و علوم الطب لسائر الاقليات القومية أيضا .و تأثرت هذه الأقليات القومية في مسيرة تطورها بعنصر اختلافات المواقع الجغرافية و الثقافات ، فتشكلت لها بذلك علوم طب ذات خصائص متباينة تشتمل بصفة رئيسية على علم الطب لكل من قوميات التبت ومنغوليا و الويغور و كوريا وتشوانغ وتاي و يي ، اضافة الى قوميات مياو و لاقو و اولونتشوان وغيرها .

ونظرا لاختلاف التاريخ و الثقافة لدى كل الأقليات القومية، تختلف أوضاع تطورعلوم صيدلتها. فبالنسبة الى بعض هذه الاقليات. توافرت لها طرق متنوعة للتشخيص،كما تشكلت لها منظومة نظرية فريدة للصيدلة . وبالنسبة الى بعض أخر منها ، تبقى لها عدد قليل فقط من الكتب الصيدلية تبعثرت بين عامة أبنائها وما زال يجري جمعها و تصنيفها بانتظام حاليا . و بالنسبة الى الأقليات القوميةالأخرى، فليست لها مدونات مكتوبة، وينتشر بين أبنائها عدد من الوصفات الشعبية الجاهزة والناجعة أوالطرق البسيطة فقط للتشخيص والعلاج،وعليه فانها تنتظر مزيدا من الاكتشاف و الجمع والتصنيف .

و جدير بالذكر أن علوم طب بعض الأقليات القومية قد استفادت من علم طب قومية هان و كذا الدول الأخرى مما أثرى مضامين علوم طب القوميات المختلفة الصينية . و خذ مثلا ، فان علم طب قومية التبت قد استفاد من علم طب قومية هان وأيضا علم الطب الهندى القديم . ثم ان علم طب قومية منغوليا استفاد من علم طب قومية هان وكذا علم الطب الروسي .

علم الطب التقليدي لقومية التبت

لمحة عامة عن علم الطب التقليدي التبتي

علم الطب التقليدي التبتي جزء هام مكمل لعلوم الطب التقليدي الصيني ، انه علم طب تقليدي نشأ و تطور خلال الممارسات العلاجية على مدى طويل بين أبناء قومية التبت وغيرها من الاقيات القومية الصينية ، فانه ينتشر في المناطق المكتظة بأبناء قومية التبت التي تشتمل على منطقة التبت الذاتية الحكم و مقاطعات تشينغهاي و سيتشوان و قانسو المجاورة لها ، كما يشيع الطب التقليدي التبتي في الهند و النيبال و غيرها من دول جنوب آسيا .

نشأ علم الطب التبتي في هضبة تشينغهاي – التبت ، ويتحلى بميزات قومية واجتماعية واضحة منسجمة مع الظروف الطبيعية . و تنتمي هضبة تشينغهاي – التبت الى المناطق الباردة ، ولهذا السبب ، يصعب عليها جدا الاتصا ل مع العالم الخارجي مما ساعد علم الطب التبتي على المحافظة على ميزاته الثابتة على مدى طويل ، فخذ مثلا ، ان أنواع الحيوانات والنباتات في هذه الهضبة قليلة و نادرة ، فان العقاقير التبتية تأتي غالبا من الحيوانات والنباتات المقاومة للبرد التي تنمو في بيئة ينقصها الاوكسيجين فوق قمم الجبال.

النظريات الأساسية لعلم الطب التقليدي التبتي

عبر الممارسات الانتاجية و المعيشية و العلاجية على مدى طويل، تشكلت لعلم الطب التقليدي التبتي منظومة نظرية فريدة .

نظرية العوامل الثلاثة

يرى علم الطب التقليدي التبتي أنه في داخل جسم الانسان ، توجد 3 عوامل كبرى هى " التنين " و"التشيبا " و" البيغين " ، و7 أسس مادية كبرى هى الأغذية الدقيقة الصنع و الدم واللحم والشحم والعظم و نخاع العظم و النطفة ، و 3 افرازات هى البول والبراز و العرق ,وعليه, فأن العوامل الكبرى الثلاثة تسيطرعلى تغيرات حركات الأسس المادية السبعة وافرازات الثلاثة. وفي ضوء الظروف الفيسيولوجية الطبيعية، تعتمد الجوانب الثلاثة السالفة الذكر على بعضها البعض، ويقيد بعضها بعضا حفاظا على علاقات الانسجام والتوازن . ولكن، عندما تظهر حالة الازدهار أو الانحطاط على أي واحد أو عدة عناصر من أي جانب من الجوانب الثلاثة، فستظهر أمراض التنين أو التشيبا أو البيغين . ويتطلب علاجها اجراء تعديلات على علاقات الجوانب الثلاثة لاعادتها الى حالتها المنسجمة الأصلية .

ان" التنين " من العوامل الثلاثة الكبرى هو القوة الدافعة للحفاظ على الحركات الفيسيولوجية بجسم الانسان، فطبيعته بمثابة " الفنغ " و " التشي " تقريبا في الطب التقليدي لقومية هان -،ولكن مغزاه أوسع مما يتضمنه الأخيران . ان "التشيبا " الذي معناه المرارة و النار ، شأن طبيعته شأن طبيعة " النار " في الطب التقليدي الهاني ، و وظيفته الرئيسية هى احداث طاقة الحرارة و الحفاظ على حرارة الجسم و تقوية وظيفة المعدة وتحسين ملامح الوجه وزيادة الشجاعة واذكاء الفطنة . أما " البيغين " الذي معناه اللعاب و الماء ، انه بمثابة سوائل الجسم و الريق في الطب التقليدي الهاني ، الا أن مغزاه أوسع ، انه يحافظ على علاقات وثيقة مع السوائل و المواد المخاطية بجسم الانسان ووظائفها ،

في مجال آلية ألاصابة بالأمراض ، يرى الطب التبتي أن ألاصابة بالمرض في التحليل النهائي نتيجة لفقدان التوازن والانسجام بين العوامل الكبرى الثلاثة التي هى " التنين " و"التشيبا " و البيغين " ، وبالتالي الحاق أضرار بحيوية الجسم،وأخيرا تعرض الحياة للخطر . ولذلك ، فان هدف العلاج هو تصحيح الميول الى زيادة أونقص بين هذه العوامل الثلاثة الكبرى لجعلها منسجمة من جديد .

علم التشريح و الفيسيولوجيا لجسم الانسان

بسبب العادات القومية والتقاليد الشعبية ، يدرك الطب التبتي أهمية تشريح جسم الانسان وفيسيولوجيته بصورة معمقة نسبيا . ويرى أيضا أن أعضاء الجسم الداخلية تضم الأحشاء الخمسة الصلبة التي هي القلب و الكبد و الطحال و الرئة و الكلية، والأحشاء الستة الجوفاء التي هى الأمعاء الغليظة والدقيقة والمعدة والمثانة والمرارة والسانموشيو . وشبه الطب التبتي القديم بمختلف الصور الوظائف الفيسيولوجية لمختلف الأحشاء ، فمثلا ، تشبيه القلب بملك يتربع في عرشه متوسطا التجويف الصدري بجسم الانسان ، و تشبيه الرئتين بالوزراء وولي العهد المحيطين بالملك ، و تشبيه الكبد و الطحال بالملكة والحظايا الواقفات تحت الملك الذي تربط بينه وبينهن علاقات وثيقة ، وتشبيه الكلية بجسر السنام لمنزل ، وبدونه لن يصبح الجسم صرحا .

وبذلك يمكننا أن نعلم أن الطب التبتي القديم قد توصل الى المام علمي نسبي بجسم الانسان.

ميزات العلاج الطبي التبتي

طريقة الاقاءة

طريقة التقيؤ علاج يستخدم المقيئات ليتقيأ المصاب . و يتناسب هذا العلاج مع المصابين بالتخمة نتيجة سوء الهضم و وجود مواد صلبة في المعدة وتناول مواد سامة خطأ وعودة الطفيليات الى البطن بعد صعودها الى الفم ، بالاضافة الى وجود البيغين بمختلف أنواعها في المعدة مثل البصاق البنفسجي والرمادي . و ممن ينهون عن استخدام طريقة العلاج هذه هم المسنون الضعفاء الجسم و الحوامل والأطفال الصغار بصفة رئيسية ، كما يحظر استخدام هذه الطريقة العلاجية حالة أن المواد السامة لم تعد موجودة في المعدة بعد أن تناولها المصاب خطأ قبل مدة طويلة .

طريقة العلاج بالحمام الاستشفائي

طريقة العلاج بالحمام الاستشفائي طريقة متميزة للعلاج الطبيعي . و تستخدم من مياه النبع الحارة أكثرفي هذا العلاج مياه النبع الكبريتي و مياه نبع حجر الشب ومياه نبع الصخر الكلسي ، و مياه نبعين حارين أخرين .

العلاج بالحمام ينقسم الى نوعين أحدهما بماء والأخر بدهن أو مرهم، ولكل منهما ميزة خاصة . وأفضل العلاجات بماء هو استخدام مياه الينابيع الحارة الخمسة المذكورة آنفا لعلاج الأمراض المعنية مثل مختلف أمراض الحميات التي تصيب العضلات الخارجية و المستترة في نخاع العظام . ويقصد بالعلاج بدهن أو مرهم .

علم الطب التقليدي لقومية منغوليا

لمحة عامة عن علم الطب التقليدي المنغولي

علم الطب التقليدي المنغولي تشكل و تطور تدريجيا عبر الممارسات العلاجية على مدى طويل. وله تاريخ عريق و مضامين غنية ، انه خلاصة تجارب النضالات التي خاضها أبناء قومية منغوليا ضد الأمراض وبلورة لحكمتهم ، انها ذات ميزات قومية واضحة و خصائص اقليمية بينة ، منها الاكتفاء باستخدام كمية قليلة في الممارسات العلاجية و جودة الفعالية العلاجية والاقتصاد والبساطة .

النظريات الأساسية لعلم الطب التقليدي المنغولي

ان الطب المنغولي يستخدم العلاقات الثلاثية بين " خه يي" و"هي لا " و " با دا قان " لتفسير الظواهر الفيسيولوجية والباثولوجية . ويقصد بما يسمى " هي يي " القوى الدافعة لمختلف الوظائف الفيسيولوجية ، اذ انها تسيطر على حركات التفكير و الكلام و وظائف الأحشاء . واذا اختلت وظائف "هي لا " ، فسيؤدي ذلك الى ضعف وظائف الأحشاء متمثلا في ظهور الهذيان والأرق و فقدان الذاكرة . وتتضمن عبارة " هي لا " معاني الحرارة والنار . و ان حرارة الجسم وطاقة حرارة مختلف أعضا ئه و انتعاش المعنويات تظهر كلها بفعل " هي لا " . و اذا أظهرت " هي لا " ميلا الى الازدهار ، فستظهر أعراض لمختلف الحميات مثل الشعور بمرارة الفم والغثيان والضجرالنفسي المفرط . أما " با دا قان " فهى عبارة عن مادة مخاطية ذات خاصية برد داخل جسم الانسان . و اذا اختلت وظائف " با دا قان " ، فستظهر أعراض برودةعامة بالجسم ، كما قد يؤدي ذلك أيضا الى ركود السوائل المائية ، وبالتالي الى ظهور تزايد الافرازات المختلفة بالجسم .

الطرائق العلاجية المتميزة للطب المنغولي

طريقة العلاج بالفصد

في مواضع الجسم المعينة، تحز أو تنفذ الأوردة السطحية بقصد الفصد ، و ذلك من أجل استخراج الدماء المريضة حتى الوصول الى أهداف العلاج و الوقاية من الأمراض . وتتناسب هذه الطريقة العلاجية غالبا مع علاج ما أثارته " هي لا " من حميات مثل الخراج و القرح و النقرس و السل .

و تنقسم طريقة العلاج بالفصد الى عمليتين ، أولهما عملية الاستعدادات قبل الشروع في الفصد ، وثانيهما تنفيذ عملية الفصد رسميا.

طريقة الحجم والبزل

يقصد بهذه الطريقة علاج خارجي يربط بين الحجامة والفصد ، أي تحديد موضع ما لاجراء الحجامة عليه أولا، ثم استخدام ابرة ثلاثية الأضلاع لثقب عدة نقاط على الموضع الجلدي البارز بعد ازالة المحجم منه ، وبعد ذلك ، اجراء عملية الحجامة ثانية لاستخراج الدماء الخبيثة و السوائل الصفراء ، وبذلك تتحقق أهداف تحسين سير الدماء وعلاج الأمراض . وغالبا ما يستخدم هذا العلاج في مواضع خالية من الشعرومتسمة بوجود عضلات ممتلئة ومرنة وعظام غائرة أو نافرة .ويتميز هذا العلاج بسرعة المفعول و قصر زمن العملية العلاجية و سهولتها و بساطتها وعدم تعريض المرضى للألم أوخطر يهدد الحياة .

طريقة العلاج بحليب الحصان الحامض

هذه طريقة تقليدية يتوارثها أبناء قومية منغوليا في العلاج بالتغذية، ،وتتحلى بفعاليات تقوية الجسم وعلاج مختلف الأمراض ، وخاصة الصدمة وانقباض الصدر والألم في الموضع أمام القلب . وأكدت نتائج الأبحاث وجود عناصرفعالة عديدة مفيدة للجسم في هذا الحليب ، مثل السكر و البروتين والدهون والفيتامينات ، و خاصة وجود كميات كبيرة نسبيا من فيتامين c ، اضافة الى حوامض امينية و حوامض لبنية وخمائر و مواد معدنية ، وأيضا مواد عطرية وعناصر نزرة .

تجبير العظام في الطب المنغولي

تجبير العظام في الطب المنغولي هو ما جمعه العلماء والأطباء في تجبير العظام عبر العهود المتعاقبة من الطرائق الطبية المتسمة بالميزات القومية في علاج سلسلة من الأمراض مثل التواء المفاصل وكسرالعظام و قصع الأنسجة اللينة . و تنقسم عمليات تجبير العظام في الطب المنغولي الى 6 خطوات هى الاستعادة والتثتيت و التدليك والعلاج الدوائي والتمريض والتمرين الوظيفي بما يزيل السموم ويريح العضلات وينشط الدورة الدموية .

علم الطب التقليدي لقومية الويغور

لمحة عامة عن علم الطب التقيدي الويغوري

تقع منطقة شينجيانغ في اطار المناطق الغربية الكبيرة في العهود القديمة . وكان في عهد سلالة هان الغربية ( أي ما بين العام206 قبل الميلادي والعام 25 الميلادي ) ، وبفضل الحركة السلسة على طريق الحرير الذي يخترق هذه المناطق الكبرى ، تطورت الاعمال التجارية و تتبادل الثقافات والتقت علوم الطبين الشرقي والغربي وصيدلتهما تباعا في منطقة شينجيانغ – قلب آسيا الوسطى مما حفز تطور علوم الطب والصيدلة القومية في منطقة سينجيانغ ، و على أساس دفع و تطوير علوم الطب القومية ، تشكلت منظومة علوم الطب التقليدي الويغوري المتميز بعد استيعاب ثقافات الطب والصيدلة المنتمية الى مختلف المناطق و القوميات في الشرق والغرب .

عادات استخدام العقاقير في الطب الويغوري

بناء على الاستطلاعات والتحقيقات ، تم حصر600 نوع من العقاقير الويغورية في أنحاء منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم كلها ، منها 360 نوعا تستخدم دائما ، ومن بينها 160 نوعا تصنع من الموارد المحلية ممثلة % 27 من اجمالي أنواع العقاقير الويغورية .

ان العقاقير العطرية تعتبر مفضلة على غيرها في استخدام العقاقير الويغورية . ومن العطور المستخدمة في صنع العقاقير هى المسك و العنبر والقرنفل والحبهان ، بالاضافة الى عقاقير طبية ذات سموم حادة مثل بذور جوز القيء ( بذور ستريكنوس القيء ) والداتوره الشائكة و بذور البنج الأسود ( بذور السكران ) .

علم الطب التقليدي لقومية كوريا

لمحة عامة عن علوم الطب التقليدي لقومية كوريا

علم الطب التقليدي الكوري نشأ و تطور على أساس الثقافة القومية الراسخة واستيعاب نظريات علم الطب التقليدي الهاني مع ربطها بتجارب الممارسات العلاجية لأبناء القومية الكورية. ومنذ القدم، ظل أبناء قوميتي كوريا و هان يتعاملون بصورة ودية على مدى طويل ، وترجع التبادلات الثقافية بينهم الى تاريخ عريق ، ومنها تبادل العلوم الطبية. وعلى أساس ربط الثقافة القومية الراسخة والممارسات العلاجية ، طرح العلماء والأطباء من القومية الكورية في الوقت الذي استوعبوا وطبقوا فيه معارف الطب والصيدلة لقومية هان - طرحوا نظريات " علوم السيشيان الطبية " الفريدة نظريا و سريريا متمثلة في كتاب " ضمان العمر المديد و الرعاية الصحية في الطب الشرقي " الذي ألفه لي جي ما في القرن ال19 ، بذلك تم تشكيل علم الطب التقليدي الكوري كمنظومة طبية مستقلة .

مصادر العقاقير التقليدية الكورية

تنقسم مصادر العقاقير الكورية المستخدمة الى قسمين كبيرين عموما ، أحدهما العقاقير الهانية، والأخر العقاقير المحلية المنشأ .

وبسبب أخذ المعارف الصيدلية الصينية على نطاق واسع ، يستخدم طب القومية الكورية كميات كبيرة من العقاقير الهانية كسلاح لعلاج ألأمراض و الوقاية منها خدمة للقومية ، علما بأن جميع أنواع عقاقيرالسيشيان البالغ عددها 271 نوعا هى من العقاقير الهانية ، كما أن أنواع العقاقير ال1297 المسجلة في كتاب " الوصفات الطبية السرية في صيدلية السيشيان الذهبية للطب الشرقي " وأنواع العقاقير ال1500 المسجلة في كتاب " دليل الوصفات الطبية الهانية " وأن أنواع العقاقيرالطبية ال 1400 من 15 فصيلة المسجلة في كتاب " المحك الثمين في الطب الشرقي " وانواع العقاقيرالطبية ال515 من 41 فصيلة المسجلة في كتاب "مجمع الوصفات الطبية الاضافية " هى كلها تقريبا من العقاقير الهانية .

ان العقاقير المحلية الكورية، لها تاريخ طويل نسبيا ، و خاصة بعد عام 1949 ، أجريت على نطاق واسع أعمال الاكتشاف والتصنيف والبحث للعقاقير القومية الكورية . فقد اكتشف مثلا أن تناول جذور النبج المسلوقة مع لحم الدجاج يمكن أن يعالج نزيف رحم المرأة ، ثم أن أحد النباتات من فصيلة شيح المعمرة بعد تكثيفه بطريقة الغلي الى شكل مرهم يمكن أن يعالج أمراض البرداء للمرأة ويحافظ على الكبد ، وأيضا فأن الزهور الذكرية للذرة الشامية بعد تخميرها مع الأرز يمكن أن تعالج استسقاء الكبد . و تمثل هذه العقاقير اغلبية ساحقة من العقاقير الكورية كلها ، وذلك بالاضافة الى العديد من العقاقير الشعبية ، مثل أن مسحوق حجر الكالسيت يمكن أن يعالج نزيف الجروح الخارجية بكل أنواعها .

علم الطب التقليدي لقومية تشوانغ

لمحة عامة عن علم الطب التقليدي التشوانغي

قومية تشوانغ هى أكثر الاقليات القومية الصينية سكانا . و بعد عهد سلالة تانغ الملكية ، تشكلت لها تدريجيا أساليب فريدة لطبها التقليدي متأثرة بالطب التقليدي الهاني الى حد كبير .وفي عهدي سلالتي تانغ و سونغ ( أي ما بين عامي 618 و1279 ) ، طبعت ونشرت كتب طبية تسجل عددا من الوصفات الطبية حول ازالة السموم وعلاج الأبخرة الوبائية في منطقة لينغ نان (أي المنطقة التي تشمل مقاطعة قوانغدونغ و منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ حاليا ) ، وظهرت في هذه الكتب الطبية المصنفة لأول مرة عبارة " وصفات طبية في لنيغ نان " ،الأمر الذي يدل على وضع راسخ لصيدلة الأقليات القومية بما فيها قومية تشوانغ القاطنة في الجنوب في الصيدلة التقليدية الوطنية . وكان عهدا سلالتي مينغ و تشينغ ( أي ما بين عامي 1368 و1911 ) فترة تطورلعلوم طب قومية تشوانغ . وفي هذه الفترة ، لم يذكر طب قومية تشوانغ في كتاب " الخلاصة الوافية للعقاقير الطبية " بقلم الصيدلي الصيني الشهير لي شي تشين وفي سجلات مختلف مناطق قوانغشي المحلية فحسب ، بل أسست في بعض الأماكن من هذه المناطق مؤسسات تعليم الصيدلة أيضا ، فبرز عدد لا بأس به من علماء الصيدلة المشاهير من قومية تشوانغ .

واستعراضا لتطور علوم طب قومية تشوانغ ، فانه على الرغم من عدم وجود السجلات المكتوبة لطب قومية تشوانغ تم تناقله على كل شفة و لسان ، وتوافر عدد كبير من وصفاته الجاهزة النافعة و السرية لدى أبناء القومية على مدى الأجيال مما ساهم في تطور علوم الطب التقليدي الصيني .

الأدوية المستخدمة في طب قومية تشوانغ

أدوية قومية تشوانغ أدوية قومية نامية. و لم يتم بعد تشكيل منظومة متكاملة لها ، فما زالت في حالة التمازج بين الأدوية القومية والشعبية ، علما بان المنطقة التي يعيش أبناء قومية تشوانغ فيها منطقة شبه حارة حيث تتوافر المصادر الحيوانية والنباتية . و نظرا لحرص أبناء قومية تشوانغ على أكل حيوانات برية مثل الأفاعي و الفئران والطيور ، فمن الشائع استخدام الأدوية المصنوعة من الحيوانات .

ان أدوية قومية تشوانغ لها ميزة أخرى هى أن معظم الأدوية تساعد في ازالة السموم على نطاق واسع ، بما في ذلك سموم الأفاعي والحشرات والتسمم بالطعام والعقاقير والسهام. ويعتبر اكتشاف مضادات سموم الأفاعي مساهمة كبيرة في صيدلة قومية تشوانغ . و يؤمن طب قومية تشوانغ بحقيقة بسيطة للغاية الا وهى أن أي مرض يسببه سم من السموم الخبيثة ، لا بد له من دواء لعلاجه . و هكذا كما يقال " لا غالب الا " . ثم ان السموم بالذات في حدود كمية معينة دواء شاف هام ، وهذا ما يسمى محا ربة السم بالسم .

علم الطب التقليدي لقومية هوي المسلمة

ان علم الطب التقليدي لقومية هوي نتاج للتوفيق بين علوم الطب التقليدي الهاني الصيني و علوم الطب العربي الاسلامي . وفي عهدي سلالة جينغ ويوان ، بلغ علم الطب التقليدي لقومية هوي الى ذروة تطوره التي برز فيها كتاب " وصفات هوي هوي الطبية " الضخم المتميزلقومية هوي للطب والصيدلة الذي يجمع علوم الطب والصيدلة العربية و علوم الطب التقليدي الصيني . و يتضح من الوصفات الواردة في كتاب " وصفات هوي هوي الطبية " أن أشكال الأدوية المستخدمة في الممارسات العلاجية تشتمل على أشكال الكرة والمسحوق و المرهم والشراب التقليدية الصينية وتحتفظ في الوقت نفسه ببعض أشكال الأدوية التقليدية العربية مثل الأدوية العطرية و القطرية والزيتية والمسكرة وأدوية الشراب.

وخلال مسيرة تطور طويلة لعلم طب قومية هوي ، تشكلت أساليب متكاملة فريدة من العلاج الشعبي . وأهم ميزة للوصفات الشعبية والنافعة لطب قومية هوي هى دمج الأدوية في الاطعمة ، و تتعلق هذه الميزة الى حد ما بحرص أبناء قومية هوي على اتقان اعداد الأطعمة بدقة ، مثل مزجهم زيت السمسم في كبريتات الصوديوم المائية لمعالجة الامساك والتهاب المرئ وسرطانه في وقت مبكر. ( الرسم يبين كتاب " وصفات هوي هوي الطبية " )

علم الطب التقليدي لقومية مياو

يرى علم الطب التقليدي لقومية مياو أن السم والخسارة والجرح و التراكم و الجراثيم و الحشرات هى العناصر الستة التي تؤدي الى اصابة جسم الانسان بالمرض . وأن تشخيص الأمراض يجري عن طريق جس النبض وتسمع الصوت و ترقب اللون والاستفسار عن الحالات المرضية واستخدام اليد للتحسس و اللمس و الطرق و الضرب والسحج والضغط والنقل والقياس وغيره من الأساليب التقليدية لترقب تغيرات تكوينات جسم الانسان والظواهرالنفسية غير العادية .

ويأتي معظم الأدوية المستخدمة في طب قومية مياو من النباتات والحيوانات، و قليل منها من المعادن . وتتلخص ميزات هذه الأدوية في 3 أنواع ، وهى الأدوية الحارة و الباردة والفاترة . و تعالج الأدوية الأولى البرداء وتعالج الثانية الحميات و تساعد الثالثة على ترميم الصحة وتقوية الجسم . وبناء على احصاءات غير كاملة ، فان عدد هذه الأدوية الشائعة حاليا بغ أكثر من1500 نوعا ، والأدوية المتداولة منها حوالي 200 نوع .

وتتوزع أدوية طب قومية مياو في جبال مياو لينغ و وو مون و وولينغ وغيرها من المناطق المكتظة بأبناء القومية . و نظرا لاختلاف المناطق في خطوط العرض و البيئات الجغرافية و عادات استخدام الأدوية ، تختلف الأدوية المنتشرة من منطقة لأخرى .


1 2 3 4 5 6