الصين تطور الطاقة النظيفة بقوة لدفع الحياة الخضراء والإنتاج الأخضر

تعد الطاقة شريان التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وخلال السنوات الـ5 الماضية قامت الصين بتطوير الطاقة الجديدة واستغلالها بقوة والإسراع في التحول إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة والمنخفضة الكربون وتتحسن جودة النمو الاقتصادي باستمرار وارتفع شعور المواطنين الصينيين الأمانة والسعادة.

وقال خبراء صينيون إن مقاطعة تشينغهاي شمال غربي الصين يمكن أن تصبح أول منطقة في الصين تدار بالكامل من خلال الطاقة النظيفة بحلول 2050.

وقال لو تشيانغ الأكاديمي بالأكاديمية الصينية للعلوم في المنتدى رفيع المستوى للطاقة الخضراء في مقاطعة تشينغهاي، إنه بحلول 2050 يمكن أن تصل الطاقة المركبة للطاقة الخضراء في تشينغهاي إلى 400 مليون كيلووات، ويمكن أن يتجاوز توليد الكهرباء السنوي 800 مليار كيلووات/ساعة.

وتابع لو "أنه بحلول ذلك الوقت، يمكن أن يزيل تماما الاعتماد على مصادر الطاقة الاحفورية والعمل فقط بمصادر طاقة خضراء مستقرة وآمنة ومستدامة".

وخلال الفترة من 17 يونيو وحتى منتصف ليل 23 يونيو، ركزت تشينغهاي كليا على الطاقة المتجددة، مستخدمةً طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية.

ووفرت محطات توليد الطاقة الكهرومائية خلال هذه الفترة 72.3 في المائة من الكهرباء، وتوفر الرياح والطاقة الشمسية الباقي.

وتعد تشنغهاي مصدر أنهار الصين الرئيسية بما في ذلك النهر الأصفر ونهر اليانغتسي ونهر لانتسانغ ، ولديها إمدادات قوية من الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية وهي موطن لـ 5 ملايين شخص.

وبحلول شهر مايو الماضي، بلغت الطاقة المركبة لشبكة تشينغهاي 23 مليون كيلووات، أي حوالي 82.8 في المائة من الطاقة المائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ويعد حوض قايدام في تشينغهاي احد 13 منطقة رائدة في اقتصاد إعادة التدوير بالصين.

وبحسب رن شو بن رئيس الموارد البيئية في لجنة الدولة للتنمية والإصلاح ، خلال فترة الخطة الخمسية الثانية عشر (2011-2015)، انخفض استهلاك الطاقة لكل وحدة من الناتج الإجمالي الصيني بنسبة 18.2%.

وقال: "إن الوقت الآن مناسب لإعطاء دفعة قوية للطاقة الخضراء واقتصاد إعادة التدوير لتغيير استهلاك الطاقة وتحقيق كفاءة عالية في استخدام الطاقة".

وقال لو إن تشينغهاي تحتاج إلى معالجة مشاكل عدم الاستقرار في الطاقة الخضراء وتطوير شبكة ذكية حيث يمكن أن تعمل مرافق تخزين الطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزينهما معا بشكل عضوي.

ووفقا للخطة الخمسية الـ 13 للمقاطعة فإن تشينغهاي ستوسع قدرتها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى 35 مليون كيلووات بحلول 2020، وتمد 110 مليارات كيلووات/ساعة من الطاقة النظيفة كل سنة إلى أجزاء في وسط وغرب الصين، دون حرق 50 مليون طن من الفحم.

ويدفع الحماس الصيني للطاقة النظيفة التحول العالمي نحو مستقبل منخفض الكربون مع خطط لاستثمار 2.5 تريليون يوان (حوالي 370 مليار دولار أمريكي) في الطاقة المتجددة بحلول 2020، ما يخلق أكثر من 13 مليون وظيفة، وفقا لما ذكرته إدارة الطاقة الوطنية.

وفي مقاطعة شانشي، دخلت محطة الباندا للطاقة المتجددة بمقاطعة شانشي العمل في 10 أغسطس عام 2017. يذكر أن هذه المحطة هي مشروع نموذجي صديق للبيئة تشرف عليه هيئة التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة والصين بشكل مشترك. وتعد أول محطة من نوعها يتم بنائها على شكل حيوان الباندا.

يمثل تشغيل محطة الباندا، إشارة بداية لـ "مخطط 100 باندا" العالمي. والذي يهدف إلى بناء 100 محطة باندا للطاقة المتجددة في مختلف أنحاء العالم. وستشمل عمليات الإنشاء في المرحلة الأولى الدول الواقعة على مسار "الحزام والطريق".

 وتجدر الإشارة إلى أن بعض الحكومات قد أرسلت وفودا إلى الصين لمناقشة بناء محطات الباندا للطاقة المتجددة. وقد اقترحت الصين على أستراليا بناء محطة طاقة متجددة على شكل "باندا وكوالا". كما من المتوقع أن يتم إنشاء محطات طاقة متجددة تجسد شكل حيوان الباندا والحيوانات التي تمتلك رمزية لدى بعض الدول، مثل وحيد القرن والزرافة.

وفي جزيرة تشاوشو بمدينة سانشا في مقاطعة هاينان جنوبي البلاد، بدأ نظام ذكي لتحلية مياه البحر يتم وضعه في حاوية، يدخل حيز التشغيل السلس لمدة أكثر من نصف سنة ، ويتم تشغيل النظام بشكل مستقل ، حيث لا يعتمد على شبكة الكهرباء، بل يستغل استغلالا مباشرا طاقة الرياح والشمس النظيفة لتوليد الكهرباء المستخدم في المعدات لإنتاج مياه الشرب عالية الجودة.

ونظام تحلية مياه البحر يكون قادرا على نقله بشكل كامل وتجميعه بسرعة، وليس بحاجة إلى اختباره التجريبي الميداني، ويمكنه أيضا المقاومة للتآكل ومكافحة الإعصار ودرجة الحرارة العالية. وفي هذا السياق، قال مدير قسم البحوث العلمية لشركة فونغهاي لهندسة الطاقة الجديدة بجيانغسو التي تشرف على تصميم وتصنيع النظام، وانغ جيا فو، "إن النظام يسمح للبشر البقاء على قيد الحياة في أي جزيرة منعزل. و ينتج النظام حاليا حوالي 100 طن من المياه كل يوم لتلبية احتياجات حياة السكان."

ويذكر أن شركة فونغهاي قد وقعت على اتفاق تصدير نظام تحلية مياه البحر مع اندونيسيا، كما اشترت المالديف خمس مجموعات من المعدات.

ولتقليل استهلاك الطاقة ودفع الحياة الخضراء، تدعو الحكومة المواطنين لاستخدام وسائل النقل الصديق للبيئة مثل السيارات الكهربائية واستئجار الدراجات الهوائية، وتقدم سلسلة من السياسات والتدابير لتشجيع تطوير صناعة سيارات الطاقة الجديدة والصناعات ذات الصلة.

وبفضل ذلك، ارتفعت صناعة سيارات الطاقة الجديدة الصينية إلى المركز الرابع في العالم في عام 2016 بعد تحسين القدرة التنافسية، وفقا لما ذكره (الكتاب الأزرق لمركبات الطاقة الجديدة: التقرير السنوي حول صناعة سيارات الطاقة الجديدة في الصين ـ2017).

وذكر التقرير الصادر مؤخرا عن مركز الصين لتكنولوجيا السيارات والبحوث وصحيفة الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن الولايات المتحدة تصدرت العالم في مؤشر التنافسية لصناعة سيارات الطاقة الجديدة في عام 2016، ثم اليابان وألمانيا والصين وكوريا الجنوبية. ويمكن أن يعزى ارتفاع ترتيب الصين إلى الدعم السياسي المستدام، والنضج التدريجي للتكنولوجيات، والنمو السريع لإنتاج ومبيعات سيارات الطاقة الجديدة في البلاد.

وجدير بالذكر أن الصين تنتج مليون سيارة تعمل بالطاقة الجديدة سنويا، ما يمثل نصف إجمالي إنتاج سيارات الطاقة الجديدة في جميع أنحاء العالم. وقال شينغ وي تشيانغ، نائب المدير العام لشركة تشاينا أوتو كايك المحدودة إنه تم بيع 507 آلاف سيارة طاقة جديدة في الصين خلال العام الماضى.

ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج سيارات الطاقة الجديدة بنسبة تصل إلى 40% في السنوات الثلاث المقبلة، ليصل إلى 1.5 مليون وحدة سنويا بحلول عام 2020.

وفي العاصمة بكين، افتتحت لجنة إدارة المدينة في شهر أغسطس الماضي ثلاثة آلاف محطة شحن للسيارات الكهربائية للاستخدام في منطقة الأعمال المركزية ببكين، وتخطط المدينة لتقديم شبكة شحن عامة تبلغ نصف قطرها الخدمي 5 كم في المتوسط. وقال نانبن، مدير مكتب الإدارة المتكاملة ان بكين بنيت حوالي أكثر من تسعين ألف محطة شحن منها خمسة وستين ألف للاستخدام الفردي وحوالي سبعة عشر ألف يتم الانتهاء منها في مراكز التسوق، ومراكز النقل، ومباني المكاتب، ومناطق خدمة الطريق السريع، ومواقف السيارات ومحطات الوقود وغيرها من منطقة وقوف السيارات العامة.

ومع تطور صناعة الطاقة النظيفة في الصين، بدأت بعض الشركات والمؤسسات الصينية تدخل السوق الدولية لبحث فرص تعاون مع نظيرتها الأجنبية، وتم تأسيس الاتحاد الصيني الأفريقي للتعاون والابتكار في مجال الطاقة المتجددة في بكين شهر أغسطس الماضي ، لتعزيز التعاون بين الصين وأفريقيا في مجال الطاقة النظيفة.

يشار إلى أن أعضاء الاتحاد تشمل المؤسسات المالية ومقدمي الشبكات الذكية والمصنعين الأساسيين في مجال الطاقة المتجددة.

ووفقا لخطة للتنمية المستدامة، سوف يساعد الاتحاد على إنشاء إمدادات الطاقة وأنظمة النقل في أفريقيا من خلال مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وقال سيمون بيار أدوفيلاند ، سفير بينين لدى الصين: "نحن بحاجة إلى الجمع بين الموارد والاستثمار، ويعد الاتحاد منصة جيدة لذلك".

ووفقا لأوموس، تركز كينيا على تنمية الطاقات الشمسية والحرارية والمائية والهوائية، وسوف ترحب بالمستثمرين الصينيين في القطاعات الرئيسية.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق