بقلم: سامى_مسعد
يوماً بعد يوم تزداد العلاقات الصينية المصرية دفئا،ً وأكثر ما يزيد هذا الدفء هو الاستثمار الذى يدير عجلة الاقتصاد، وما دامت عجلة الاقتصاد قد دارت، فإن كل القطاعات ستنهض وتتطور للأمام لأن الاقتصاد هو عصب كل دولة .
الرئيس عبدالفتاح السيسي له دور أول مشهود ومشكور في تعزيز هذه العلاقات، ولأجل تعزيزها أكثر، فقد أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته للعاصمة الصينية بكين في أيلول/ سبتمبر الماضى، زيارة مشهودة وذات معنى كبير إلى أكاديمية الحزب الشيوعي الصيني، والتي تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين، والمسؤولة عن تدريب المسؤولين والقيادات وتأهيلهم لتولي المناصب العليا.
وخلال الزيارة، عقد الرئيس لقاءً مع رئيس الأكاديمية وقادتها، وقالت الصحافة المصرية حينها، إن قادة الاكاديمية أعربوا عن ترحيبهم بزيارة الرئيس إليها، مستعرضين دورها في تأهيل وتدريب القادة الصينيين، وما تضمه من مجالات تشمل مختلف قطاعات الدولة.
ونوه الرئيس السيسي فى كلمة ألقاها في أكاديمية إلى أن مصر تعد شريكًا حضاريًا وتاريخيًا للصين في مبادرة الرئيس شى جين بينغ «الحزام والطريق»، التي تقوم على إعادة إحياء طريق الحرير، حيث أبدت مصر تأييدها الكامل لهذه المبادرة، وعبرت عن أهمية المشروعات التي يتطلع الجانبان إلى تنفيذها في منطقة قناة السويس في إطار المبادرة، وشهدت زيارة الرئيس الصيني إلى مصر في يناير ٢٠١٦ توقيع مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين، بهدف تعزيز التعاون في قطاع البنية التحتية وتنفيذ المشروعات الوطنية الكبرى، خاصة فيما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة.
وأعرب الرئيس بإسم شعب مصر عن سعادته بزيارة الأكاديمية، مشيرًا إلى إعجابه بدورها الهام في تدريب النخبة السياسية الصينية، والكوادر الحكومية، فضلًا عن توسيع رؤيتهم العالمية وتعزيز تفكيرهم الاستراتيجي بما يمكنهم من تولى مهام مناصبهم بشكل متميز.
فقد شارك في قمة منتدى «الصين – أفريقيا»، والذي يعد أحد أهم الفعاليات الاقتصادية والسياسية التي تعكس الاهتمام الصيني بالقارة السمراء، وتهدف في منتداها الصيني الافريقي إلى تكثيف ودفع العلاقات الصينية مع الدول الأفريقية ومن بينها مصر الى الامام، ويتولى الرئيس الصيني شي جين بينج رئاسة قمة «الصين- أفريقيا» بكين – 2018 ، لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي “فوكاك”.
وبحسب البيانات الرسمية المصرية والافريقية، فأن قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي تركز على عدة أهداف منها، الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين الصين وأفريقيا إلى مستوى أعلى، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين من أجل تقوية علاقات الجانبين، فضلاً عن التعاون وضخ زخم قوي في تنمية العلاقات الثنائية في الفترة المقبلة، وترسم القمة مسار تنمية العلاقات المستقبلية وبناء مجتمع قوى ذي مستقبل مشترك بين الصين والدول الأفريقية، وتحقيق تعاون متبادل النفع وتنمية مشتركة والتنسيق بين مبادرة الحزام والطريق وأجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، وأجندة الاتحاد الأفريقي 2063 ، واستراتيجيات التنمية الخاصة بدول أفريقية.
ويقيناً، أن مشاركة مصر في هذا المنتدى ينعكس عليها إيجاباً وازدهاراً لعلاقاتها مع الصين، وتفاهماتها الشاملة مع مختلف دول القارة السمراء، ويضاعف من جحم الاستثمارات الصينية في مصر وتفاهمات البلدين حول مختلف القضايا وفي شتى الشؤون، وينعكس ذلك على الشعبين الصديقين تجارياً وإقتصادياً ومعيشياً وثقافياً وإنسانياً أيضاً.
وفي هذا الاطار، يجدر التذكير بأنه تم فى السنوات الاخيرة إبرام العديد من الاتفاقيات بين حكومتى الصين ومصر، فى فضاء التعاون الاقتصادى بين البلدين فى عدة مجالات منها على سبيل المثال لا الحصر التالية:-
قطاع الكهرباء
ويشمل محطة جبل عتاقه بسيناء، ومحطتين لانتاج الكهرباء باستخدام الفحم، بالاضافة الى ست محطات للطاقة الشمسية فى أسوان بجنوب البلاد، بالاضافة الى محطة الحمراوين لتوليد الكهرباء بمنطقة سفاجا على البحر الاحمربقدره 6 الاف ميجا وايت، ومن المقرر تشغيلها فى عام 2025..
قطاع الاسكان
تم إسناد تخطيط وتشييد العاصمة الادارية الى شركة سيسك الصينية، بالاضافة لذلك ستقوم بإنشاء مبنى لمجلس الوزراء و13 وزارة ومبنى البرلمان وأعلى برج فى افريقيا، وقاعة المؤتمرات، وإنشاء 15 ألف وحدة سكنية، بالاضافة الى ناطحات السحاب فى العاصمة الادارية.
قطاع التعليم العالي
هناك منحة من الصين لتنفيذ مشروع مصر سات 2 الذى سيضيف لمصر إضافة متميزة فى مجال البحث العلمي والفضاء الخارجي.
قطاع النقل والمواصلات
بحكم ان النقل هو شريان الاقتصاد لأي دولة وهو أساس أي مشروع اقتصادى فقد وعت الحكومة المصرية ذلك بإنشاء شبكة مواصلات حديثة، جاء في مقدمتها مشروع القطار المكهرب، وهو أحد المشروعات الحديثة التى ستدخل مصر للمرة الاولى، وسوف يتم تشغيلة مع مطلع عام 2020 بالتعاون مع الجانب الصيني مُمَثلاً في شركة أفيك الصينية بتكلفة قدرها 1.2 مليار دولار .
وسوف يخدم القطار المكهرب شريحة كبيرة من المواطنين ويحقق نتائج طيبة لعدة أسباب:
ـ أولها:
ـ لأنه يضم حوالى 11 محطة وهى العبور والمستقبل والشروق 1 والشروق 2 والورش، وبدر والروبيكى والعاصمة الادارية الجديدة، والمنطقة الصناعية، والعاشر من رمضان، ومن المتوقع ان ينقل يوميا 500 ألف راكب .
ثانيها:
ـ كل محطة فيها ساحة انتظار للسيارات مما سيخفف من حدة تكدس السيارات على الطرق.
ـ ثالثها:
ـ هذا القطار سيكون حلقة الوصل بين القاهرة المزدحمة سكانياً والعاصمة الادارية الجديدة عن طريق محطة عدلي منصور التبادلية، وهي المحطة الاخيرة بالخط الثالث لمترو الانفاق.
من خلال هذه المقالة السريعة التي تناولتُ فيها بعض المشروعات الصينية، يتضح لنا مدى عمق العلاقات التي تجمع البلدين، والتي تزداد ألقاً وإنتاجية يوماً بعد يوم وسنة تلو سنة، وأن تلك المشروعات التي تنفذ على الاراضي المصرية تصب في صالح البلدين وشعبيهما.
.. كل المحبة والتقدير للقائمين على تطوير العلاقات بين البلدين، والى الامام دوماً لتحقيق تميزها في أفريقيا والعالم.
…
سامى_مسعد: كاتب ومدرّس وحاصل على ليسانس الآداب/ قسم الجغرافيا، ودبلوم الدراسات العليا فى التربية، وناشط في العلاقات المصرية_الصينية مع القسم العربي لإذاعة الصين الدولية، ومجلة “الصين اليوم”، وصديق قديم للصين وللاتحاد الدولي للصحافيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين