هربا من ضغوط الحرب ... سوريون يجدون السكينة في ممارسة "تاي تشي" الصينية

هربا من ضغوط الحرب ... سوريون يجدون السكينة في ممارسة "تاي تشي" الصينية

هربا من ضغوط الحرب , سوريون يجدون السكينة في ممارسة ,تاي تشي, الصينية

وجد عدد من السوريين السكينة والراحة وهدوء البال عبر ممارسة رياضة "تاي تشي" الصينية، بحيث أصبحت وسيلة ومتنفسا لهم للتخلص من التوتر اليومي المجهد الناجم عن ضغوط سنوات الحرب.

  وعلى إيقاع هادئ لموسيقى روحية، تمارس مجموعة من الناس لفترة من الوقت الحركات الخاصة برياضة الـ "تاي تشي " في مركز تدريب بضاحية جرمانا جنوبي العاصمة دمشق مرتين في الأسبوع.

  بالنسبة للسوريين، تعتبر رياضة الـ "تاي تشي" نوعا جديدا من الرياضات الروحية التي يمكن أن تساعدهم على تجاوز الأوقات الصعبة.

  وهذه الرياضة لا تعد معروفة على نطاق واسع للسوريين، ولا يزال ممارسوها قلة، لكنهم ينصحون أصدقائهم وأقاربهم للانضمام إلى رحلة تحقق لهم التوازن الجسدي والروحي.

  وبدأ الأمر عندما التقى وسام العبني، وهو موسيقي، بصديق كان قد مارس "تاي تشي" في بريطانيا. أخبره صديقه عن هذه الرياضة وبدأ يعلمه بعض الحركات.

  ووقع العبني في حب هذه الرياضة، وعمل جاهدا كي يسافر ويتعلم هذه الرياضة ويتقنها، ليعود بعدها إلى سوريا ويبدأ بنشرها بين زملائه الموسيقيين ومحيطه المحلي في ضاحية جرمانا، خاصة في فترة كانت تتعرض فيها دمشق وضواحيها لاستهداف متكرر بقذائف الهاون خلال الحرب.

  وقال المدرب إنه بدأ قبل بضع سنوات مع 30 متدربا ومنذ ذلك الحين وعددهم يتزايد.

  وخلال الحرب، تحدى طلابه الأحوال السيئة والقاسية للمجيء إلى المركز لممارسة هذه الرياضة.

  وتابع العبني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "في فبراير من العام الماضي، سقطت قذائف الهاون في المنطقة، وبالرغم من ذلك، ظل الناس يأتون. اعتدنا التمرن هنا مع اهتزاز النافذة جراء شدة القصف"، مؤكدا أن هذا الرياضة "ساعدتهم على الاسترخاء وعلى إبعاد عقولهم عن الحرب".

  وقال العبني إن إعلاناته عن "تاي تشي" ما زالت محدودة، معربا عن أمله في جذب مزيد من الناس إلى هذه الرياضة.

  بالنسبة لأولئك الذين يمارسون "تاي تشي" ويدربهم العبني، فقد أوضحوا أنهم وجدوا السلام الكامن فيها فضلا عن كونها وسيلة للهرب من ضغوط الحياة، وبنفس الوقت يطورون قدراتهم للتعامل بشكل معقول مع توترات سنوات الحرب.

  وقالت راما دنيا، وهي طالبة في علم النفس، تبلغ من العمر 24 عاما، إنها لطالما اهتمت باليوغا، وقد قادتها مطالعاتها على الإنترنت إلى مركز تدريب "تاي تشي" الوحيد في دمشق.

  وأضافت "لقد منحتني تاي تشي نوعًا من الاسترخاء والاتزان الداخلي. وأصبحت أكثر تركيزًا على حياتي وعملي ... لذا فإنها شيئا ينعكس بشكل عميق وإيجابي على جميع جوانب حياتنا".

  وتابعت إنه على الرغم من أن "تاي تشي" معروفة في جميع أنحاء العالم، إلا أن السوريين، على وجه الخصوص، بحاجة إلى أن يتعرفوا على هذه الرياضة ويمارسونها بسبب الضغط الهائل الذي عانى منه الناس خلال السنوات السبع الماضية.

  بينما قال مخلص كنش، وهو تاجر يبلغ من العمر 52 عامًا، إنه يمارس هذه الرياضة منذ عامين، وأن حياته لم تكن أبدًا أفضل وأكثر توازناً.

  وأضاف "في رأيي ، فإن تاي تشي ضرورية للغاية حيث تساعدنا في الحصول على التوازن وتخفف من الإجهاد الذي نعيشه وتساعدنا على الاسترخاء وتطور شعوراً أكثر بالوعي والإدراك".

  بدورها، قالت رائدة بعكر، وهي معلمة رياضيات، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنها كانت تبحث عن الهدوء منذ فترة طويلة لكونها تميل إلى الغضب بسرعة مع كل الضغوط في المدرسة، وخاصة خلال الحرب.

  الآن، تتحدث بعكر بهدوء شديد وقالت إنها وجدت السلام الداخلي الذي كانت تبحث عنه.

  وقالت "إننا نعيش في مجتمع عانى من الحرب، وقد خلقت هذه الحرب صراعات في داخلنا، وكنت أشعر دائمًا بالتوتر والغضب، لكن عندما بدأت بممارسة تاي تشي، تعلمت حقاً كيف أكون هادئة".

  وتابعت "اعتدنا على المجيء إلى هنا تحت القصف أو في الأحوال الجوية السيئة، وكنا مصممين على القيام بذلك لأنه كان يتوجب علينا أن نأتي، لأن تاي تشي ساعدتنا على الهروب من هذا الصراع نحو السلام الداخلي".


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق