اقتصاد بكين الحديث يعزز الطاقة الحركية الجديدة في المدينة

اقتصاد بكين الحديث يعزز الطاقة الحركية الجديدة في المدينة

اقتصاد بكين الحديث يعزز الطاقة الحركية الجديدة في المدينة

إن الاقتصاد الجديد يعتبر هيكلة اقتصادية ذكية تتصدرها العلوم الابتكارية والصناعات الإبداعية، وتسعى الصين جاهدةً في الوقت الحالي لتطوير هذه الهيكلة، ومن الملاحظ أنه وبعد تقدم المجتمع الصيني في مجال الاقتصاد الحديث، دخلت الصناعات التقليدية التي كانت تعتمد على التطور السريع على مستوى الحجم، إلى حالة الإفراط في الإنتاج، مما أدى إلى تراكم الموارد في نمو الاقتصاد الجديد، وأصبحت غير متوافقة مع بناء مجتمع صديق للبيئة.

فخلال السنوات الأخيرة، سحبت الصين تدريجياً بعض الصناعات التقليدية المتخلفة من المنصة التاريخية للتنمية، ونقلت بعض هذه الصناعات إلى المناطق الوسطى والغربية التي يعتبر اقتصادها متخلفا نسبياً، ومن أجل تطبيق هذه السياسة انسحبت 656 مؤسسة صناعية من مدينة بكين في العام الماضي.

وبصفتها مدينة حديثة كبرى تحافظ على مميزات العاصمة القديمة، تمر بكين حالياً بتحول عميق من تراكم الموارد من أجل النمو إلى تفكيك وظائفها التقليدية من أجل التنمية. وحول هذا الصدد، قالت نائبة مدير لجنة التنمية والإصلاح ببكين السيدة لي سو فانغ:

"تعمل حكومة بكين باستمرار إلى تشجيع انسحاب الصناعات ذات الجودة المنخفضة والتأثيرات القليلة من المدينة. وخلال العامين الماضيين، انسحبت 1307 مؤسسة صناعية عامة من بكين، وانتقلت 500 من المؤسسات التجارية ومراكز الخدمات اللوجستية من بكين إلى مناطق أخرى، مما وفر مساحةً قيمةً لإدخال عناصر جديدة على المستوى العالي إلى المدينة. "

اقتصاد بكين الحديث يعزز الطاقة الحركية الجديدة في المدينة

اقتصاد بكين الحديث يعزز الطاقة الحركية الجديدة في المدينة

وضمن المؤسسات المنشأة خلال عام 2018 في بكين، تجاوز عدد الشركات في صناعتي الخدمات المعلوماتية والتكنولوجية 70 ألف شركة، بما يحتل 40% من إجمالي عدد المؤسسات الناشئة، وكان رأس المال المسجل لهذه الشركات أكثر من 730 مليار يوان صيني، بزيادة 13.5% مقارنة مع ما كان الحال عليه في العام السابق، ويتجاوز معدل المساهمة لصناعة الخدمات المميزة 60% على زيادة اقتصاد بكين بأكملها.

يقع مصنع "حي يي9" الابتكاري في شرقي مدينة بكين، وهي منطقة صناعة تكنولوجية وثقافية، وتوجد فيها أكثر من 80 مؤسسة مختلفة، بما في ذلك شركة "جي آو جيو خيه" المحدودة للتكنولوجيا التي تعمل على تقديم خدمات لشركات أخرى وأجهزة مالية وحتى حكومات على مختلف المستويات، من خلال تحليل البيانات الكبرى واستخدام الذكاء الاصطناعي. وقالت الرئيسة التنفيذية لهذه الشركة السيدة تسيو جينغ جينغ :

"نقدم خدمات مالية للمؤسسات عبر تحليل البيانات الكبرى واستغلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وتوجد في الصين حالياً نحو 65 مليون مؤسسة متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر، ونقيم ما يتعلق بأداء الشركات من خلال تحليل البيانات بشأنها ونقدم خدمات الذكاء الاصطناعي لها، من أجل مساعدتها على تقليل تكاليف التشغيل."

وقد أظهر "تخطيط تنمية صناعة البيانات الكبرى خلال الفترة ما بين عام 2016 وعام 2020" والصادر عن وزارة الصناعة والمعلومات الصينية أن حجم صناعة البيانات الكبرى الصينية بلغ 470 مليار يوان صيني عام 2017، بزيادة سنوية قدرها 30%، ومن المتوقع أن يصل الحجم إلى تلريليون يوان بحلول عام 2020.

وترى السيدة تسيو جينغ جينغ رئيسة تنفيذية لشركة "جي آو جيو خيه" أن الشركات لا يمكنها أن تقدم خدمات ممتازة لعملائها إلا عندما تملك تقنيات جوهرية، تمكنها من التطور مع نمو عملائها. بالإضافة إلى مصنع "حي يي 9" للابتكار، توجد في بكين عدة مناطق صناعية أخرى للأفكار الابتكارية. ولقد أخلت بكين حوالي 25 مليون متر مربع من المصانع القديمة، لبناء منشآت ثقافية عامة وتطوير الصناعات الثقافية الإبداعية. وأصبحت بكين التي تعتبر عاصمة تاريخية قديمة، مدينة ذكية وإبداعية في العصر الجديد. قصر الامبراطور يقع في وسط بكين، ويرجع تاريخه إلى ما قبل 600 سنة. وخلال السنوات الأخيرة ، يبذل عاملو القصر جهودهم لاكتشاف موارد ثقافية تقليدية لهذا القصر القديم، ويسعون إلى تطوير منتجات ثقافية إبداعية. وازداد دخل القصر في هذا المجال من 600 مليون يوان في عام 2013 إلى 1.5 مليار يوان في عام 2017. وخلال السنوات الأخيرة، حكت بكين من خلال تنميتها الاقتصادية قصصاً للعالم حول "إخلاء المَطيَر وإدخال طيور جديدة فيه". وفي عملية "إتلاف الأشياء القديمة وإنشاء أخرى جديدة"، لم تحقق بكين تحويل صناعاتها التقليدية إلى الإبداعية والارتقاء بمستواها إلى الأعلى فحسب، بل سعت باستمرار إلى تحقيق تحول الطاقة الحركية لزيادتها الاقتصادية، الأمر الذي يمثل بشكل رئيسي الازدياد المتواصل لنسبة الاقتصاد الجديد في إجمالي حجم التنمية الاقتصادية. وبهذا الخصوص، قال نائب عمدة بكين السيد لين كه تشينغ :

"احتل اقتصاد بكين الجديد 33.2% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2018، وبلغت نسبة المساهمة لصناعات الخدمات المالية والمعلوماتية والتكنولوجية على الزيادة الاقتصادية بالمدينة 67%. وستعمل بكين في المستقبل على مواصلة تعزيز حمايتها لتطور الثقافة التقليدية وكذلك دفع تطور التكنولوجيا والثقافة الإبداعية."


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق