قضينا شبابنا في الصين

قضينا شبابنا في الصين

قضينا شبابنا في الصين

نشأ عيد الشباب الصيني في الرابع من مايو من "حركة الرابع من مايو" للوطنية الصينية المناهضة للإمبريالية عام 1919. وكان حركة الرابع من مايو الوطنية حركة وطنية كاملة ضد للإمبريالية والإقطاع وبداية ثورة الصين الديمقراطية الجديدة. وخلال عيد الشباب، تنظم مجموعة متنوعة من الفعليات التذكارية في جميع أنحاء الصين، وسيركز الشباب أيضا على أنشطة التطوع الاجتماعي والممارسة الاجتماعية المختلفة.

ويهدف هذا العيد إلى جعل الشباب يتذكرون أسلافهم ويشجعهم على تقديم إسهاماتهم من أجل بناء الوطن. وجدير بالذكر، أن هناك العديد من الشباب الأجانب الذين كرسوا شبابهم لبناء الصين.

جاء السيد يعقوب شمعون إلى جامعة بكين لدراسة اللغة الصينية في عام 1957، وبعد ثمانية أشهر، انتقل إلى معهد المشروعات المائية والكهربائية بمدينة ووهان لإكمال دراسته في اختصاص الإنشاءات المائية حتى تخرج في عام 1963.

ويعتبر السيد يعقوب من الدفعة الأولى من السوريين الذين جاؤوا إلى الصين للدراسة. وبعد عودته إلى بلده سوريا، شارك في تصميم بعض المشروعات المائية الهامة، وألقى محاضرات عن "المشروعات المائية" في جامعة دمشق. وجدير بالذكر، أنه وقع في حب مع فتاة صينية حينما كانا يدرسان في نفس المعهد ، وتزوجا بعد التخرج. ان الصين لم تمنحه علما ودرجة أكاديمية فحسب، بل أعطته أسرة سعيدة أيضا.

وفي عام 1988، رجع يعقوب إلى الصين مرة أخرى وعمل خبيرا للغة العربية في إذاعة الصين الدولية. وفي عام 1992، حصل على درجة الدكتوراه في اختصاص المشروعات المائية، وكان أول أجنبي يحصل على هذه الدرجة العلمية. فيمكن القول إن لديه علاقات عزيزة وكبيرة مع الصين التي تعتبر بلده الثاني.

ويسكن السيد يعقوب وزوجته المتقاعدان في سوريا، رغم أنه بعيد جدا عن الصين، فإنه دائما ما يشتاق إلى الأيام الماضية التي قضاها فيها ويتابع ما يحدث بها. وقال إنه يشعر بفخر كبير بما حققته الصين من إنجازات كبيرة خاصة خلال السنوات الأخيرة، وهو سعيد بتعليم أفراد أسرته اللغة الصينية، لأنه يعتقد أنها من أهم اللغات في العالم مع ارتفاع مكانة الصين الدولية. وبناء على اقتراحه، جاء حفيده إلى الصين للدراسة مثله.

الشباب يعني القوة والانطلاق، يعني الطموح والأحلام التي بلا سقف، والرغبة في تغيير العالم، والآمال العريضة وحب المغامرة، الحياة بكل ما فيها من عنفوان وجمال وتدفق.

أما بالنسبة إلى السيد يعقوب، فيشعر بالسرور والسعادة لأن شبابه والصين مرتبطان ارتباطا وثيقا، حيث ساهم بشبابه في بناء الصين التي تركت في وجدانه أجمل ذكريات حياته.

قضينا شبابنا في الصين

قضينا شبابنا في الصين

بناء على اقتراح جده، جاء ريتشارد شمعون حفيد يعقوب شمعون إلى الصين في عام 2015 للدراسة. وعند حديثه عن سبب اختياره للدراسة هنا، قال للمراسل إن الصين تعد بلده الثاني، لأن جدته صينية، ويتحدث أفراد أسرته عن الصين دائما، ومع ترعرعه يوما بعد يوم، أصبح اهتمامه بها أقوى فأقوى وتعمق حبه لهذا البلد العظيم تدريجيا.

وبعد مجيئه إلى الصين، وجد أنها تختلف عما كان يحكيه أفراد أسرته، لأنها تغيرت كثيرا. وأعجبه تاريخ الصين العريق وثقافتها الرائعة، ويستمتع بالمجتمع الحديث والحياة الذكية باستخدام التطبيقات على الهاتف المحمول لطلب سيارة الأجرة والطعام وشراء كل شئ على الانترنت. وهو يشاهد التطورات المذهلة التي طرأت على الصين مثل المنافع الهائلة التي تجلبها مبادرة "الحزام والطريق" على العديد من الدول في أنحاء العالم، ويتمنى أن يستفيد بلده سوريا من خبرات الصين التنموية.

ويدرس ريتشارد شمعون حاليا في جامعة العاصمة لعلوم الطب، ويحلم أن يصبح طبيبا ممتازا بعد تخرجه. وقال للمراسل إن الصين علمته كثيرا، وأصدقاؤه الصينيون ساعدوه كثيرا خلال بقائه هنا، وهو يتمنى أن يساعد المرضى ويخفف آلامهم بما تلقاه من العلوم والمعارف.

وبالنسبة إلى ريتشارد شمعون، الشباب مثل الامتحان، ويجب على الجميع العمل بجد من أجل الوطن ومن أجل المستقبل الأفضل، ليكون مثل جده حيث يمكن أن يتذكر شبابه بفخر.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق