تعليق: الساسة الأمريكيون المشغولون بالشائعات يحولون الكوارث الطبيعية إلى كوارث بشرية

أشار السفير الأمريكي السابق في الصين ماكس بوكاس بصراحة مؤخرا في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" إلى أن الإدارة الأمريكية مليئة حاليًا بالحجج المناهضة للصين ، ويعلم العديد من الأمريكيين أنه من غير المسؤول مهاجمة الصين، لكنهم لا يجرؤون على التحدث، يبدو أن الولايات المتحدة عادت إلى فترة المكارثية.

تعليق: الساسة الأمريكيون المشغولون بالشائعات يحولون الكوارث الطبيعية إلى كوارث بشرية

وكانت فترة المكارثية التي أشار إليها بوكاس حقبة مظلمة سادت فيها السياسة المتطرفة في التاريخ الأمريكي في القرن العشرين.
واليوم ، بعد 70 عامًا ، استهدف بعض الساسة الأمريكيين المناهضين للصين الذين يحملون عقلية الحرب الباردة الصين مرة أخرى كهدف للوقاية من هزيمة الوباء والسيطرة عليه. هؤلاء السياسيون الذين لا يهتمون بحياة مواطنيهم يشوهون تصور المجتمع الأمريكي للصين ويبذلون قصارى جهدهم لجر الولايات المتحدة إلى كارثة أعظم.
في الوقت الحاضر ، بلغ عدد الإصابات المؤكدة بالالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة من 1.35 مليون، وتجاوز عدد الوفيات 80،000. وعلقت "واشنطن بوست" أن الولايات المتحدة تواجه أزمة اقتصادية لم يسبق لها مثيل منذ قرن.
وأشار المدير السابق لوكالة لندن للسياسات الاقتصادية والتجارية في المملكة المتحدة جون روس، إلى أن "الأفكار المناهضة المعتادة للصين" ستدفع الغرب الذي سقط في مأزق الوباء إلى ركود كارثي. وفي بداية تفشي الفيروس، أظهرت الإدارة الأمريكية غطرستها المدهشة، حيث تجاهلت بقصد المعلومات والتحذيرات من الصين بشأن خطورة انتشار الجائحة، استنادا إلى تفكير الحرب الباردة، وأخبرت الجمهور على أن وباء الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا المستجد مجرد "إنفلونزا كبيرة"، ولم يوجد هناك حاجة لارتداء كمامات، حتى أنها أبدت سعادتها عن تفشي مرض كوفيد-19 في الصين متعبرة أنه يوفر فرصة جيدة لعودة الشركات والوظائف إلى الولايات المتحدة ... وأمام أفضل وقت للوقاية من الوباء والسيطرة عليه، لم توفر أي جهد للحد من تفشي الوباء في الولايات المتحدة، بل كرست نفسها للاستخفاف بالصين ونهبها ومهاجمتها، كما حاولت الاستفادة من الأزمة الوبائية في الصين لتحقيق ربح كبير.
وعندما عمل المواطنون الصينيون البالغ عددهم 1.4 مليار على مكافحة انتشار الوباء، أعرب هؤلاء الساسة الأمريكيون عن سخرهم من إجراءات العزلة الاجتماعية التي اتخذتها الصين، وصرحوا بأن "الدول الديمقراطية لا تغلق المدن"، مؤكدين بغباء أن الوباء لن ينفجر في "الديمقراطية الغربية". وربط بومبيو وغيره من الساسة الأمريكيين الفيروس بالصين، محاولين إثارة الخطب العنصرية والكراهية والعداء الأمر الذي يعد تحديا كبيرا لأخلاقيات البشر.

تعليق: الساسة الأمريكيون المشغولون بالشائعات يحولون الكوارث الطبيعية إلى كوارث بشرية

إن ما أكثر رعبا من الجهل هو الغطرسة والتحامل. لقد سقط بعض الساسة الأمريكيين في " شرنقة عزل المعلومات" التي نسجوها بأنفسهم، حيث أغلقوا أعينهم وآذانهم لرفض قبول أي معلومات مفيدة، ما أدى إلى إضاعة الوقت الثمين للوقاية من الوباء والسيطرة عليه في الولايات المتحدة ! ومن المؤسف أنهم يستمرون في لعب الحيل السياسية القديمة لإثارة المشاعر المعادية للصين داخل المجتمع الأمريكي وإلقاء مسؤولية فشلهم في احتواء تفشي الفيروس على الصين.وأشارت مصادر دولية إلى أن البيئة السياسية المشوهة الحالية في واشنطن تسببت في تحول هذا الوباء من كارثة طبيعية إلى كارثة من صنع الإنسان. صرحت بريتا جويل، باحثة في قسم علم الأوبئة والأمراض المعدية في إمبريال كوليدج لندن، لصحيفة نيويورك تايمز لو أن الولايات المتحدة اتبعت لوائح العزل المنزلي في الفترة من 16 مارس إلى 2 مارس لا كان في مقدرتها خفض 90٪ من الوفيات. وقال السناتور كريستوفر ميرفي من ولاية كونيتيكت أيضًا في رسالته بالبريد الإلكتروني إلى صحيفة ((الكابيتول هيل)) أن الإدارة الأمريكية تعرضت لانتقادات لعدم قدرتها على الاستجابة للوباء وحريصة على إبعاد مسؤولياتها، واتخاذ "الصين كبش فداء مناسب".
عندما سأل مراسل مؤخراً الدكتور كيسنجر عما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على التغلب على الوباء، قال: إذا ساعدتها الصين ، فقد يكون هناك أمل.

تعليق: الساسة الأمريكيون المشغولون بالشائعات يحولون الكوارث الطبيعية إلى كوارث بشرية

ومثلما شهده هنري ألفريد كيسنجر، كانت عملية التطور للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة خلال 40 سنة ماضية تدل على ان الصين والولايات المتحدة تجنيان مكاسب من التعاون وتخسران من المواجهة، فالتعاون هو اختيار وحيد صحيح للجانبين. وفي عملية مواجهة الوباء، يجب على الجانبين أن يساعدا بعضهما البعض وعدم اجراء المواجهة، وتلتزم الصين دائما بمبدأ دفع التعاون، ولكن المشكلة هي هل يمكن للساسة الأمريكين ان يستيقظوا؟ في القرن الـ21 ، إذا سمح الشعب الأمريكي لعدد صغير من السياسيين المناهضين للصين بالتلاعب بالمكارثية ، وجعل الجميع يهزمون أنفسهم ويؤذون الآخرين ، فلا يمكن إلا أن نحزن على الولايات المتحدة.
ومرت الصين بالكثير من الصعوبات خلال التاريخ، لكن الصعوبات لم تهزمها، وكانت الصين تحقق تقدما وتطورا خلال الأزمة والصعوبات بشجاعتها، ندعو بعض الساسة الأمريكيين إلى التخلي عن فكرة الحرب الباردة والهجمات وممارسة التشويه والعودة إلى المسار الصحيح المتمثل في التعاون والانفتاح مع المجتمع الدولي، الأمر الذي يمكن انقاذ أكثر عددا من ارواح الشعب الأمريكي الثمينة، كما دعا سفير الصين لدى الولايات المتحدة تسوي تيان كاي إلى أنه "يجب على انتهاء لعبة الإتهام "


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق