تعليق:المراوغة السياسية الأمريكية والتمييز العنصري

منذ اندلاعفايروس كورونا المستجد(كوفيد19)، وفي محاولة للتستر على الأزمة الناتجة عن فشل الحكومة الأمريكية في الاستجابة للوباء والانصراف عن المسؤولية، لجأ بعض السياسيين في واشنطن إلى إثارة المجابهة والكراهية العرقية.

في هذا الإطار، وصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مرارًا فيروس كورونا المستجد بأنه "فيروس ووهان"، وعمل على الترويج لهذه التسمية فيمناسباتدولية.

وتعمد المسؤول البارز في البيت الأبيض بيتر نافارو على نشر شائعات ضد الصين، مدعيا أن الصين أرسلت مئات الآلاف من الصينيين عبر رحلات جوية إلى ميلانو ونيويورك وأنحاء العالم لنشر الفيروس، ما جعل رواد الانترنت يقولون إن نافارو "أصبح مجنونا".

وبسبب هذه المراوغة السياسية الخبيثة من قبل بومبيو ونافارو وأمثالهما، تصاعد التمييز العنصري في الولايات المتحدة فجأة منذ تفشي المرض.

من الناحية الموضوعية ، كانت العنصرية موجودة منذ فترة طويلة في المجتمع الأمريكي وأصبحت مرضًا عنيدا في نظام الحكم الخاص بها. مع الأخطاء المتكررة في الوقاية من الوباء ومكافحته، اعتبر السياسيون الأمريكيون هذه الندبة القبيحة بمثابة هواية لهم! من البيت الأبيض إلى الكابيتول هيل ،عمقت الأصوات العنصرية المتتالية ظلم المجتمع الأمريكي في التعامل مع الأشخاص الملونين، مما أضاف عقبات جديدة إلى الطريق الصعب بالفعل لمكافحة الوباء.

وعلى خلفية نقصان المواد الطبية، يسعى الساسة الأمريكيون إلى تطبيق نظرية داروين الاجتماعية، مما ترك العرقيات الأقلية على الهامش. بدورها، أكدت السيناتورة إليزابيث وورن من الحزب الديمقراطي مؤخراً أن الخدمات الصحية المميزة لم تغطالكثير من مقيمي العرقيات الأقلية في الولايات المتحدة، بسبب تنفيذ سياسات العنصرية ضدها خلال العقود الماضية. كما كشف كيزميكيا كوربيت، خبير علم المناعة في أكاديمية البحوث الصحية الأمريكية، أنه في ظل نقص أجهزة التنفس الصناعي، ستمتنع الهيئات الصحية الأمريكية عن علاج المصابين من الأصول الإفريقية.

نقلت صحيفة واشنطن بوست مؤخرا عنبيان المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض إن الأمريكان الأفارقة الأصل والأشخاصالملونين الآخرين تعرضوا لألم فيروس كورونا الجديد(كوفيد19)، حيث احتل عدد الإصابات المؤكدة وعدد وفيات الأمريكان الأفارقة الأصل 52 بالمئة و58 بالمئة من اجمالي عدد الإصابات المؤكدة والوفيات، علما بأنعددالأمريكان الأفارقة الأصل يمثل 13 بالمئة فقط من إجمال التعداد السكانيللولايات المتحدة.

يظن هؤلاء السياسيون الأمريكان أنهم سيحصلون على رأسمال أكبر في صنع الانشقاق، لكنهم في الواقع دفعوا بالولايات المتحدة إلى طريق الظلم والحقد.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق