في الوقت الحاضر، لا يمكن فصل عودة العنصرية في المجتمع الأمريكي عن تحريض وتشجيع السياسيين الأمريكيين. منذ اندلاع الوباء، أثار بعض السياسيين الأمريكيين عمداً مواجهة عنصرية ووصم الوباء، من أجل تغطية فشلهم في الوقاية من الوباء ومكافحته، وجمع الهيبة السياسية من خلال تشويه صورة الصين.
على سبيل المثال، وصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مرارًا فيروس كورونا الجديد بأنه "فيروس ووهان"؛ وقد أطلق مسؤول حكومي أمريكي على الوباء"انفلونزا كونغ فو" في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض؛ حتى زعم المسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض بيتر نافارو بأن الصين أرسلت مئات الآلاف من المواطنين إلى ميلانو ونيويورك وأنحاء العالم لنشر الفيروس... ساهمت سلسلة من الممارسات الشريرة من قبل السياسيين الأمريكيين بسرعة في التمييز العنصري تجاه الأمريكيين آسيويي الأصل في المجتمع الأمريكي وكثفت الكراهية تجاه الآسيويين.
وبسبب انهيار حملة الحكومة الأمريكية لمكافحة الوباء، تواجه حياة وصحة الأقليات العرقية تهديدات خطيرة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ارتفع معدل البطالة لديهم بشكل كبير في ظل الوباء وتعرضت ظروفهم الاقتصادية لضربات شديدة. وفقا لإحصاءات وزارة العمل في ولاية نيويورك، في الأسابيع الستة حتى 9 مايو، قدم أكثر من 195 ألف أمريكي آسيوي أصل أول طلب للبطالة، هذا العدد حوالي 56 مرة في نفس الفترة من العام الماضي. وقال أندريه بيري، الباحث في معهد بروكينغز، لشبكة إن بي سي، إنه متأثرًا بالتعليقات العنصرية للسياسيين الأمريكيين، قد لا توظف العديد من الشركات الأمريكية موظفين ذوي وجوه آسيوية في الخطوة التالية، وبعضها سيرفض التعاون مع الصينيين.
في الوقت الحاضر، اشتغل الساسة الأمريكيون بإعادة تشغيل الاقتصاد، إذا كان الآسيويون يعانون من التمييز العنصري، فسيلحق ذلك ضررا بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية للولايات المتحدة. وصرح عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو للقادة الأمريكيين على وسائل التواصل الاجتماعي: "جماعتنا الأمريكية من الأصل الآسيوي – أي الأشخاص الذين تخدمونهم - يعانونمن الشقاء." قدم عضو مجلس الشيوخ بولاية كاليفورنيا مؤخرًا اقتراحًا لإدانة خطب الكراهية ضد الآسيويين المتعلق بكوفيد-19 ، مثل معارضة استخدام اسم "الفيروس الصيني" على كوفيد-19.
لا يعرفالمرض حدودا وعرقا، لا يمكننا أن ننجح في مكافحة المرض إلا بالتضامن. إذا استمر الساسة الأمريكيون في التحريض على الكراهية العنصرية، ستنقش أسماءهم على نصب العار التاريخي.