تعليق:هل فصل الاقتصاد الأمريكي عن الصيني يتوافق مع القوانين الاقتصادية؟

أعلن الجانب الأمريكي مؤخرًا أن "فصله" الكامل عن الصين لا يزال ضمن خيارات سياسته. ولكن في الوقت نفسه، قال مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى في مجال الاقتصاد  والتجارة إن فصل الاقتصاد الأمريكي عن الصين "غير ممكن".
هذا ونشر الأستاذ في جامعة جورج واشنطن هنري فاريل وأستاذ جامعة جورجتاون أبراهام نيومان مقالًا بعنوان "غباء الانفصال عن الصين" على موقع "الدبلوماسية" الأمريكية، مشيرًا إلى أن التخلص المتسارع من الاعتماد على الصين قد لا تقطع العلاقات الاقتصادية والتجارية الصحية مع الصين فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى قطع الروابط الاقتصادية مع الدول الأخرى في العالم.
إلا أن  الأداء الاقتصادي في مجال التجارة الدولية لا يمكن تغييره بالتصريحات التي أدلى بها الساسة الأمريكيين بشكل عشوائي أو مسرحي. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرًا أنه على الرغم من الخلافات الاقتصادية والتجارية، فقد ارتفع حجم التجارة الثنائية بين الصين والولايات المتحدة إلى ما يقرب من 39.7 مليار دولار أمريكي في أبريل الماضي، بزيادة تقرب من 43٪ عما كان عليه في فبراير الماضي، مشيرة إلى أن ذلك يعني أن الصين أصبحت مرة أخرى أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، ما أثبت مرة أخرى سخافة ما يسمى بـ"فك الارتباط". وأعربت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أسفها قائلة إنه في ظل تفشي الوباء، "بالنسبة للولايات المتحدة ، تعتبر الصين نقطة لامعة في خريطة التجارة العالمية المظلمة  في الوقت الحالي .وقال Filippo Gori الرئيس التنفيذي لشركة  JP Morgan في منطقة آسيا-الباسيفيك، مؤخرًا في مقابلة حصرية مع مراسل مجموعة الصين للإعلام إن الاقتصاد الصيني بدأ يشهد علامات انتعاش "على شكل حرف "V"  اللتيني، مؤكدا أن الانتعاش الاقتصادي في الصين سيفيد إنعاش السوق العالمية. وقال أيضًا إن عام 2021 يصادف الذكرى المئوية لتأسيس فرع شركة JP Morgan في الصين، فهو يأمل في تحقيق تطور شامل لأعمال الشركة في الصين في المستقبل.
إن موقع الصين المهم في تخطيط السلسلة الصناعية العالمية اليوم هو أفضل توازن بين التكلفة والكفاءة التي حققتها الشركات العالمية من خلال التكامل العضوي للموارد لسنوات عديدة. إن مغادرة الصين لن تؤدي إلا  لخسارة الشركات الأمريكية للصين، وهي سوق كبيرة ذات إمكانات نمو هائلة.
ولهذا السبب، ما زالت الشركات الأمريكية تختار الاستمرار في الاستثمار في الصين خلال الوباء. أصدرت مجموعة Rhodium الاستشارية الأمريكية مؤخرًا تقريرًا قالت فيه إن المستثمرين الأجانب متفائلون بشأن السوق الاستهلاكية الصينية ذات الإمكانات الكبيرة، مشيرة إلى أنه طالما أن الصين لا تزال تمثل حصة كبيرة من النمو الاقتصادي العالمي، فإن عمليات الاندماج والاستحواذ على الأصول الصينية من قبل المستثمرين الأجانب ستظل قوية.
في الوقت نفسه، تعمل الصين عبر أعمال فعالة على حماية سلسلة الصناعة والتوريد في العالم وتعزيز الإنفتاح، ما يرسخ عزم الشركات الأجنبية في مواصلة أعمالهم في الصين بشكل أعمق.
وعلى خلفية تفشي الوباء، أنشأت الصين "ممر أخضر" مع الدول العالمية مثل اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا للمساعدة على عودة العمال الأجانب إلى الصين لإستئناف العمل هناك، كما أصدرت الصين مؤخرا " خطة رئيسية لإنشاء ميناء للتجارة الحرة في هاينان " لتوضح للعالم أن الصين لن تغلق أبوابها وستعمل على تعزيز الإنفتاح، وأكد الزعيم الصيني خلال رسالته المكتوبة التي وجهها إلى المؤتمر  الدولي في إطار الحزام والطريق رفيع المستوى المنعقد بتقنية تحاضر الفيديو، إنه بغض النظر عن مكافحة الوباء أو انتعاش الإقتصاد، يجب  التمسك بطريق التعاون والتعددية.
مع الصدمة الناجمة عن انتشار الفيروس، لا يمكن تسوية المشاكل بالنزعة الحمائية ، يتعين على الجميع الإلتزام بالتعاون متبادل النفع.
كما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أن السبيل الوحيد للتعامل مع أزمة عالمية وتحقيق التنمية المستدامة هو تعزيز الاتصال والتواصل والتمسك بالإنفتاح والشمول.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق