ابتكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرا في حملة انتخابات رئاسية مصطلحا مليئا بالتميز العنصري لفيروس كورونا الجديد(كوفيد19)، حيث أطلق على الفيروس اسم "فيروس الكونغ فو". وإلى جانب ذلك، نشر المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو شائعات تقول إن الفيروس أحد "المنتجات الصينية". وفي ظل أن الساسة الأمريكيين يعانون من اتهامات وانتقادات واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية والمواطنين الأمريكيين لأدائهم السييء جدا في مواجهة تفشي مرض الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، لم يفكروا في وضع خطط مناسبة وتبني إجراءات عاجلة لاحتواء انتشار الوباء، بل لجؤوا إلى بذل قصارى جهدهم للتهرب من المسؤولية وإلقائها على الصين. وتساءل الرأي العام: متى سيعود الساسة الأمريكيون إلى العقلانية على خلفية تفاقم تفشي الجائحة في البلاد؟
ويرى البعض أن الساسة الأمريكيين كانوا قد حثوا على استئناف العمل والإنتاج في مختلف الولايات، متجاهلين معارضة الخبراء في المجالات الطبية والصحية، ما أظهر آثارا جانبية سلبية بصورة تدريجية خلال الأيام الأخيرة، حيث شهدت ولايات فلوريدا وتكساس وأريزونا ارتفاعا حادا في حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس، حتى اضطر حاكم تكساس جريج أبوت إلى تعليق إعادة فتح الولاية. وتوقع مدير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها روبرت ردفيلد أن العدد الفعلي للإصابات المؤكدة في البلاد قد يكون 10 أضعاف العدد الحالي، ليصل إلى ما يقرب من 25 مليون شخص.وأمام مشكلة البطالة، لم يستطع الساسة الأمريكيون أيضا تقديم أي مساهمة لمواجهة الوقائع القاسية التي تتمثل في أكثر من 40 مليون عاطل عن العمل. وتوقع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي مؤخرًا أن الاقتصاد الأمريكي سينكمش بنسبة 6.1٪ أو 8٪ هذا العام.
والأسوأ أن الاحتجاجات على العنصرية ما زالت تجتاح أرجاء الولايات المتحدة. ووفقًا لاستطلاع أجرته هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية وصحيفة وول ستريت جورنال هذا الشهر، فإن 80٪ من الأمريكيين يرون أن بلادهم قد خرجت عن نطاق السيطرة في ظل الهجوم المزدوج للوباء والاحتجاجات المناهضة للعنصرية.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء مؤخرا في تقرير لها إلى أن القادة الأمريكيين كانوا قد توقفوا عن استخدام مصطلحي "فيروس الصين" و"فيروس الكونغ فو" بعد التعرض لانتقادات واسعة، إلا أنهم يعيدون ذكر الكلمات العنصرية بغية إلقاء مسؤولية تفشي الوباء في الولايات المتحدة على الحكومة الصينية لصالح الانتخابات الرئاسية في المستقبل.في الواقع، تظهر كمية كبيرة من الإحصائيات الواقعية أن إجراءات الوقاية من الوباء ومكافحتها في الصين مفتوحة وشفافة دون أي تأخير أو إخفاء؛ أبلغت الصين المجتمع الدولي ببيانات الفيروسات وحالة الوباء فورا، وكانت مسؤولة للغاية عن أمن الصحة العامة العالمي. وأشارت جولييت كايم، المسؤولة السابقة في وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، إلى أن "جميع المشاكل النظامية في الولايات المتحدة تنبع من سوء تصرف البيت الأبيض".