تعليق: الحفاظ على سلام الحدود يتفق مع المصالح المشتركة للصين والهند

أجرى الممثل الصيني الخاص المعني بمسألة الحدود الصينية-الهندية، عضو مجلس الدولة، وزير الخارجية الصيني وانغ يي، محادثة هاتفية، مساء الأحد (5 يوليو)، مع الممثل الهندي الخاص، مستشار الأمن الوطني آجيت دوفال، توصل الجانبان خلالها إلى أربعة توافقات إيجابية بشأن تخفيف توتر الوضع على الحدود: أولها، الالتزام بالتوافقات المهمة التي توصل إليها زعيما البلدين، حيث يرى كلاهما أن الحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية ضروري للتنمية طويلة الأجل للعلاقات الثنائية، واتفقا على أن مسألة الحدود يجب أن تكون في موضع مناسب من العلاقات الثنائية لتجنب تصعيد الخلافات إلى نزاعات. 

ثانيًا، الالتزام بسلسلة من المعاهدات والاتفاقيات، التي وقعها البلدان بشأن قضايا الحدود، وبذل جهود مشتركة لتخفيف الوضع في المناطق الحدودية. 

ثالثاً، تعزيز التواصل من خلال آلية اجتماع الممثلين الخاصين، وعقد اجتماعات بشأن آلية العمل من أجل التشاور والتنسيق حول شؤون الحدود بين الصين والهند بانتظام دون انقطاع، وصقلها باستمرار، وتعزيز تدابير بناء الثقة في المناطق الحدودية، وتجنب تكرار الحوادث التي تؤثر على السلام والهدوء هناك.

رابعاً، رحب الجانبان بالتقدم المحرز في الاجتماعات العسكرية والدبلوماسية الأخيرة بين البلدين، واتفقا على مواصلة الحفاظ على الحوار والتشاور، وشددا على أن التوافقات التي تم التوصل إليها في المحادثات على مستوى قادة قوات الحدود في البلدين ينبغي أن يتم تنفيذها في أسرع وقت ممكن، ويجب على الطرفين استكمال عملية فك الارتباط لقواتهما الأمامية على وجه السرعة.

والتوافقات المذكورة آنفاً، التي توصل إليها البلدان بصعوبة من خلال العديد من الاتصالات، تجسد عزمهما على تسوية الخلافات عبر الحوار والمشاورات، وتوضح اتجاه جهودهما إلى تهدئة الأوضاع في المنطقة الحدودية، وتعزز ثقتهما بأهمية حماية الأوضاع العامة للعلاقات الثنائية، من أجل حفظ سلام العالم واستقراره. 

تعليق: الحفاظ على سلام الحدود يتفق مع المصالح المشتركة للصين والهند

ومنذ إبريل الماضي، أثار الحادث الذي وقع في وادي جالوان في القسم الغربي من الحدود الصينية-الهندية اهتماماً شاملاً لدى المجتمع الدولي، حيث انتهكت قوات الحدود الهندية بشكل علني التوافقات التي توصلت إليها اجتماعات القادة العسكريين، واستفزت القوات الصينية باختراق خط السيطرة الفعلي بصورة متعمدة، مرة أخرى، حتى أنها هاجمت بعنف الضباط والجنود الصينيين الذين ذهبوا إلى هناك للتفاوض، الأمر الذي أدى إلى اشتباكات بدنية شديدة تسببت في خسائر بالأرواح. 

وقد انتهكت هذه المغامرة الهندية الاتفاقات التي توصل إليه الطرفان بشأن قضية الحدود، كما انتهكت بشكل خطير قواعد العلاقات الدولية.

إن هناك كلمتين رئيسيتين تستحقان الاهتمام بهما في التوافقات التي توصل إليها الجانبان هذه المرة، الأولى هي "الالتزام بالتوافقات"، حيث يُذكر أن زعيمي الصين والهند توصلا إلى توافق مهم خلال الاجتماع غير الرسمي في مدينة ووهان في إبريل 2018، مفاده أن كل بلد يمثل فرصة تنموية للآخر، وشددا على ضرورة معالجة الخلافات والسيطرة عليها بشكل صحيح. 

وفي الاجتماع غير الرسمي الثاني بين الزعيمين في أكتوبر 2019، أكدا على ضرورة الاستمرار في الالتزام بالاتجاه العام للتعاون الودي، ومواصلة السعي للحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية، والتحكم بعناية في الخلافات، وعدم تصعيدها إلى نزاعات. 

وتوفر هذه التوافقات المهمة إرشادات مهمة للصين والهند للتعامل مع خلافاتهما وحلها بشكل صحيح، ويجب أن تصبح التزامات أساسية لتخفيف التوترات على الحدود.

والكلمة الرئيسية الثانية هي "الحفاظ على الحوار والتشاور"، سواء كان الأمر يتعلق بالموافقة على عقد اجتماعات بشأن آلية العمل من أجل التشاور والتنسيق حول الشؤون الحدودية بانتظام دون انقطاع، أو تعزيز تدابير بناء الثقة في المناطق الحدودية، أو ترحيب الجانبين بالتقدم المحرز في الاجتماعات العسكرية والدبلوماسية الأخيرة بين البلدين.

وهذا التوافق على مواصلة الحفاظ على الحوار والتشاور، يؤكد إيمان الطرفين بأن ذلك هو السبيل الوحيد لحل التوترات على طول الحدود.

تعليق: الحفاظ على سلام الحدود يتفق مع المصالح المشتركة للصين والهند

وباعتبارهما أكبر دولتين ناميتين في العالم وأكبر اقتصادات الأسواق الناشئة التي يبلغ عدد سكان كل منهما أكثر من مليار نسمة، فان الحفاظ على السلام والهدوء في المناطق الحدودية له مغزى مهم بالنسبة لهما.

والآن، وفي ظل انتشار وباء كورونا الجديد في جميع أنحاء العالم، تواجه العديد من البلدان، بما في ذلك الهند، ضغوطًا أكبر للوقاية من المرض ومكافحته واستئناف تشغيل الاقتصاد. 

وقد لوحظ أنه منذ استفزاز قوات الجيش الهندي بصورة متعمدة القوات الصينية عبر خط السيطرة الحقيقي، الشهر الماضي، استمر الانتقام من الشركات الصينية والمنتجات الصينية في الهند. 

ولن يحل هذا النوع من السلوك غير العقلي الخلافات بين البلدين، بل سيضر بمصالح الهند نفسها، فمن منظور حماية المصالح الأساسية للشعبين، ينبغي على الجانب الهندي توجيه الرأي العام بشكل صحيح، وتجنب توسيع النزاعات وتعقيدها.

تعليق: الحفاظ على سلام الحدود يتفق مع المصالح المشتركة للصين والهند

ومن ناحية أخرى، تعد الصين والهند بصفتهما "جارين لا يمكن الفصل بينهما"، محركين مهمين للنمو الاقتصادي العالمي ولديهما مصالح مشتركة في الحفاظ على النظام الدولي على أساس القانون الدولي وتعزيزه، وتسوية الخلافات بشكل مناسب وتعزيز الحوار بينهما سيساعدان على الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين والعالميين.

وبمناسبة الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والهند التي توافق هذا العام، نقول إن العلاقات الثنائية صمدت أمام اختبارات العواصف والأمطار، كما أشار التوافق الاستراتيجي الذي توصل إليه قادة البلدين إلى أن الصداقة والتعاون هما الخيار الصحيح الوحيد للطرفين، الذي يتماشى مع المصالح الأساسية للدولتين والشعبين والسلام والازدهار الدائمين في العالم. 

ويتعين على البلدين أن يستمرا بالسير في الاتجاه نفسه، وتنفيذ التوافقات المشتركة، وبذل الجهود لحماية السلام والأمن في المناطق الحدودية، ما يعكس مسؤوليتهما عن التنمية والاستقرار الإقليميين والعالميين.


بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق